الشروق العربي
الشروق العربي تزور مقام شيخ الدعاة

محمد متولي الشعراوي.. أحسن من فسر القرآن باللهجة العامية

الشروق أونلاين
  • 12846
  • 0

ذهبنا في زيارة إلى قرية “دقادوس” بمحافظة “الدقهليه”أين يوجد مقام الشيخ الشعراوي فى مسقط رأسه، حيث يتوسط المقام قريته بجوار مقابر القرية والمجمع الخيري الذي بناه الشيخ قبل وفاته.

يعد الشيخ الشعراوي من أشهر موضحي معاني القرآن الكريم في العصر الحديث وإمام هذا العصر، حيث كانت لديه القدرة على تفسير الكثير من المسائل الدينية بأسلوب بسيط يصل إلى قلب المتلقي في سلاسة ويسر.

ولد محمد متولي الشعراوي في 15 أفريل عام 1911م بقرية “دقادوس” بمحافظة “الدقهلية” بمصر،تخرج عام 1940م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م، بعد تخرجه عين “الشعراوي” في المعهد الديني بـ”طنطا”، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بـ”الزقازيق”، ثم المعهد الديني بالإسكندرية،وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذاً في الشريعة في جامعة أم القرى،وعين في القاهرة مديراً لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ “حسن مأمون”.

قضى 7 سنوات من حياته في خدمة الجزائر 

سافر الشيخ الشعراوي إلى الجزائر عام 1969كرئيس لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر سبع سنوات قضاها كلها في التدريسوالتعليم.

وفي نوفمبر 1976م ضمه”السيد ممدوح سالم” رئيس الوزراء آنذاكإلى أعضاء وزارته، وأسند إليه وزارة الأوقاف وشؤون الأزهر، فظل الشيخ الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978م.

أنفق بغير حساب.. فأقبلت عليه الدنيا 

كانت شخصية الشيخ متولي الشعراويقوية على الرغم من تواضعه الشديد، وكان له قبول جعل شعبيته تفوق شعبية كل الشخصيات المعاصرة له والسابقة عليه من رجال الدين والسياسة، كان نموذجا فريدا لا مثيل له لرجل الدين الذي يعيش وسط الناس أغنيائهم وفقرائهم وينفق ماله في أعمال الخير بغير حساب، وكل أقواله وأعماله تجسيد لمنهج الله الذي كان يدعو إليه، ولم يكن له نظير في التعمق في دراسة القرآن واكتشاف بعض أسراره، وقد أقبلت عليه الدنيا فكان لديه المال والأبناء وحب الناس، ولكنه ظل على بساطته الريفية وقدرته على التواصل مع الشيوخ والشباب، ومع المثقفين ومحدودي الثقافة واحترامه لأبسط الناس.

 جمع الشيخ بين الدين والدنيا، وهذا هو الفهم الصحيح للإسلام،

وحين قال البعض إن الشيخ الزاهد يعيش فى «قصر» ويركب سيارة «مرسيدس» فارهة، وله «قصر» آخر فى بلده «دقادوس»، قال: “ولماذا أحرم نفسي من نعمة أنعم الله بها علىّ، وهو الذى قال:(ولا تنس نصيبك من الدنيا)، وعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده”.

لم يخش رئيسا ولم يجامل مسؤولا..وكان يثور على كل من لم يلق لأمر الدين بالا

حياة الشيخ الشعراوي لم تقتصر على الجانب الديني فقط، ولكن كانت له مواقف ثورية وسياسية كثيرة، فلم يخش رئيسًا أو يجامله، على حساب دينه، ولكنه تميز بطبيعة ثائرة لا ترضى الضيم، ولا تسكت على هوان، وتثور على كل من لم يلق لأمر الدين بالاً.

كما أن مواقفه تعددت مع الرؤساء على اختلافهم فعارض الرئيس الراحل السادات، الذي قال عن الشيخ أحمد المحلاوي بعد اعتقاله «إنه مرمي في السجن زي الكلب»، فأرسل له الشيخ الشعراوي برقية يقول فيها: “إن الأزهر لا يخرج كلابًا ولكنه يخرج علماء أفاضل ودعاة أمجادا”.

كذلك كان له موقف شهير مع الرئيس السابق محمد حسني مبارك، حيث قال له بعد محاولة اغتياله في أديس أبابا: «أنا لن أنافقك وأنا أقف على عتبة دنياي، إن كنت قدرنا نسأل الله أن يعيننا عليك، وإن كنا نحن قدرك نسأل الله أن يعينك علينا”.

صباح يوم الأربعاء 22 صفر 1419هـ الموافق 17/6 / 1998م توفي الشيخ الإمام محمد متولىالشعراوى، ابن قرية دقادوس التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وفقدت الأمة الإسلامية بموته عالما من علماء الأمة الإسلامية.

مقالات ذات صلة