محمد يخضع لزرع قلب ويصبح متميزا في “الجيدو”

قصته أقرب إلى الخيال، وتؤكد معجزة الله في خلقه.. الأمر يتعلق بالشاب محمد بوعقل، الملقب بـ “أبي أنس”، ابن حي أسامة بوهران، الذي كاد أن يكون قبل خمس سنوات في عداد الأموات بعدما أصيب بنوبة قلبية، أكدت تحاليل الأطباء آنذاك على أن قلبه ضعيف، ولن يصمد لأكثر من 6 أشهر.. ومن ذلك اليوم، انطلقت أكبر حملة تضامن وجمع المال لصالح “محمد”، الذي طالبته إحدى العيادات الفرنسية بدفع مبلغ 10 ملايير سنتيم من أجل إنجاح عملية زرع قلب لصالحه، واليوم بعد نجاحها، عاد لأرض الوطن بعد خمس سنوات قضّاها بفرنسا، ليسرد حكايته الغريبة والمشوّقة.
التقينا بـ “محمد” في حيّه القديم، وسط مجموعة من جيرانه ممن حضروا للاطمئنان عليه والترحيب به، كيف لا وهم من ظنّوا أنه سيرحل عن الحياة الدنيا، خاصة بعد انخفاض نبض قلبه إلى حدود 05 بالمائة من طاقته المعهودة، وأدخل غرفة الإنعاش، أين قضى 19 يوما كاملا في حالة غيبوبة تامة ومنقطع عن هذا العالم وأخباره، ليأتيه بعدها الخبر السعيد، والحزين في نفس الوقت بالنسبة لأهل شاب آخر تُوفي في حادث مرور مروع بأحد شوارع باريس، أثناء قيادته لدراجته النارية، ويكتب الله بذلك لـ ” محمد ” حياة جديدة، بعدما أجريت له العملية وكلَلت بالنجاح. وقد زادت هذه القصة والامتحان محمدا ـنضجا ووعيا بقيمة الحياة، لتحوّله من مريض إلى رياضي ناجح في الجيدو، والأجمل من كل ذلك أنه أصبح مدافعا عن حقوق مرضى القلب.
وقال محمد بوعقل في أهم ما جاء في حديثه لـ”الشروق”: “بعد الذي عانيته وتجرّعته في هذه المحنة، تيّقنت أن فئة مرضى القلب تعاني كثيرا، وحان الوقت للالتفاف حولها، والعمل على مساعدتها بكل قوة”، معتبرا أن البداية تكون بالسعي إلى التعجيل بقانون يرخّص لانطلاق عمليات التبرع بالأعضاء، خاصة القلب، مشيرا في السياق إلى أنه تم التحضير لكل صغيرة وكبيرة في هذا الشأن رفقة أطباء وأخصائيين مؤهلين داخل الوطن وخارجه، وهذا بقيادة البروفيسور سامي بوشنافة، من أجل الشروع في العمليات الجراحية الخاصة بالزرع، والتي ستجنب الخزينة العمومية ميزانيات معتبرة، موضحا أن هذا كله لن يتم إلاّ بتدخل من الدولة، للعمل بالتنسيق مع اللجنة المتطوعة، التي تضم أطباء محامين ورياضيين، من أجل تحقيق هدف واحد، وهو إنقاذ أرواح بشرية، مثلما حصل معه في قصته مع الحياة التي رحّبت به مجددا مع قلب رجل ميت.