منوعات
بعد انتشاره السريع وتداوله بين الملايين

مخاوف من تهديد تطبيق “شات جي بي تي” للجهود الفكرية في الجزائر

وهيبة. س
  • 4002
  • 0
ح.م

يتخوف الكثير من المختصين والباحثين في الجزائر من تأثيرات تطبيق “شات جي بي تي” الذي انتشر مؤخرا بسرعة فائقة، وأصبح يحمل على الهواتف الذكية من طرف الكثير من الجزائريين، خاصة أن هذا التطبيق أسرع تطبيقات الذكاء الاصطناعي تطورا، زاد مستخدميه في وقت قصير، لأنه يوفر حلولا ويجيب على أسئلة مستخدمين، مما جعله يساهم ، حسب المختصين، في كسل فكري، والحصول على بحوث وتقارير جاهزة، وانتشار واسع للغش الالكتروني.
وما زاد من خطورة هذا التطبيق، كونه يساعد على إنشاء مقالات وأشعار وقصص، والقيام ببعض الوظائف كالترجمة وكتابة التقارير، الأمر الذي يساهم في الحد من المجهود الفكري، ففي الوقت الذي ينفي البعض وجود تهديدات معلوماتية خطيرة تستحق الخوف، يحذر بعض المختصين في التكنولوجيا، من تجاهل الرقمية، ومخاطرها، وعدم الاستعداد لها من خلال محو أمية هذه المعلوماتية في الجزائر، ومواكبتها بتطورات وابتكارات محلية.

مختصون يطمئنون ويحذرون
وفي هذا السياق، أكد الأستاذ والباحث الجامعي العيد زغلامي، لـ”الشروق”، أن التطبيق “شات جي بي تي”، الذي يعتبر البرنامج الأكثر نموا في التاريخ، هو عبارة عن بنك معلومات واسع، يوفر خدمات معلوماتية وفكرية من خلال الذكاء الاصطناعي، غير أنه لا يمكن أن يتفوق على البحوث الأكاديمية، ولا يستطيع أن يمحي تماما بعض الوظائف كالترجمة الرسمية ولا الكتابات الإدارية.
وقال زغلامي، إن الأعمال الأكاديمية والبحوث تقوم على أساس المعاينة والتحليل والفرضيات، وإن كان هناك استعمال لتطبيق “شات جي بي تي”، فإن ذلك يعتبر فقط جانب من المساهمة.
وأوضح الأستاذ الجامعي، العيد زغلامي، أن الاعتماد على “شات جي بي تي”، وخاصة بعد تحميله على الهواتف الخلوية، يمكن أن يفتح مجالا للغش، ويساهم في الحد من المجهود الفكري عند الطلبة و التلاميذ، وحصولهم على بحوث وأعمال منزلية طلبت منهم بدون جهد ولا اجتهاد، لكن هذا يعود إلى مسؤولية الأولياء، وإلى نقص ثقافة استغلال التكنولوجيا في جانبها الإيجابي.

مخاوف من استغلال التطبيق في الغش
وحول ذات الموضوع، قالت الباحثة ثريا تيجاني، المختصة في علم الاجتماع، لـ”الشروق”، إن مثل تطبيق “شات جي بي تي”، وغيره، يمكن أن يزيد من ظاهرة الغش في الجامعات والمدارس، حيث يفتح مجال خطر الغش الإلكتروني، وخاصة باستعمال تقنيات وأجهزة صغيرة الحجم.
وترى أنه يجب على الجهات المسؤولة أن تتابع عن كثب كل اختراعات أو تطبيقات رقمية جديدة، وأن تدرس الآليات والحيل لمجابة استعمالاتها خاصة في المجال الفكري والتعليمي، وأن تعلم التلاميذ التعامل مع التكنولوجيا الجدية في جانبها الايجابي، من خلال مواكبة المستجدات الحاصلة في العالم والمساهمة في جانب من هذا التطور.

تجاهل التطورات المعلوماتية الجديدة يهدد بالاحتلال الرقمي
ومن جهته، حذر خبير المعلوماتية، الدكتور عثمان عبد اللوش، من تجاهل التطورات الالكترونية والتكنولوجية، وعدم التحضير والاستعداد لها، من خلال البرامج الحكومية وتطبيقها على أرض الواقع، وتجسيد ذلك في الممارسة الحياتية، عن طريق التتبع المستمر للتطورات وإدماج الرقمنة في جميع الوظائف.
وأوضح عبد اللوش، أن تطبيق “شات جي بي تي”، مجرد روبوت آلي، تم تزويده بكم هائل من المعلومات، حيث لا يمكن في جميع الأحوال أن يحل مكان الذكاء الإنساني، حيث يتعلق المشكل حسبه، في مواجهة هذه الاختراعات بالأمية الرقمية لدى الأشخاص والمؤسسات، وتجاهل الاستعداد لتطورات رقمية قادمة، تستغلها بلدان متقدمة في إطار ما يسمى بـ”الاحتلال الرقمي”.
ودعا عبد اللوش، إلى التسريع في إدخال الرقمية في الكثير من الجوانب الحياتية والعملية والتعليمية، وتطبيقها على أرض الواقع، وإعطاء الأولويات لها في بعض المشاريع، مع الاهتمام بالمبتكرات والإختراعات والمواهب التي تدخل في إطار الرقمنة والتكنولوجيا الجديدة.

مقالات ذات صلة