-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رونار وبروس ولومير توجوا بالكأس وآخرون ذهبوا بعيدا..

مدربون أجانب عانوا في بطولة “الشكارة” وأبهروا في “الكان”

صالح سعودي
  • 1249
  • 0
مدربون أجانب عانوا في بطولة “الشكارة” وأبهروا في “الكان”

كشف نهائيات كأس أمم إفريقيا التي اختتمت في كوت ديفوار عن تألق عدة مدربين سبق لهم أن خاضوا تجارب مختلفة في البطولة الوطنية خلال مواسم سابقة، واللافت للانتباه أن أغلبهم عانى في الدوري الجزائري في الوقت الذي تألقوا مع منتخبات افريقية في نهائيات “الكان”، مثلما حدث في نسخة هذا العام مع البلجيكي هوغو بروس الذي وصل إلى المربع الذهبي، وهو الذي مر على شبيبة القبائل ونصر حسين داي، وكذلك الفرنسي سيباستيان ديسابر مع الكونغو الديمقراطية (لم يعمر طويلا مع شبيبة الساورة)، إضافة إلى فيلود الذي تجاوز عقبة الدور الأول مع بوركينافاسو، وهو الذي درب وفاق سطيف وشبيبة القبائل.

يتساءل الكثير من المتتبعين عن التناقض الحاصل في مسيرة عدة مدربين أجانب واجهوا متاعب من أجل تحقيق أهداف طموحة في البطولة المحلية التي أصبح يطلق عليها مصلح “بطولة الشكارة”، في الوقت الذي حققوا نجاحات مهمة في نهائيات كأس أمم إفريقيا وحتى في تصفيات ونهائيات كأس العالم مع عدة منتخبات إفريقية، بدليل تتويج الفرنسي هيرفي رونار مرتين باللقب القاري مع غانا وكوت ديفوار، في الوقت الذي كانت مسيرته مخيبة أمام اتحاد الجزائر، كما توج البلجيكي بلقب “الكان” مع الكاميرون عام 2007، وهو الذي كان قد خرج من الباب الضيق خلال قيادته لشبيبة القبائل ثم نصر حسني داي، كما توج الفرنسي لومير بكأس إفريقيا مع تونس عام 2004، وهو الذي لم يحقق المبتغى خلال إشرافه على شباب قسنطينة، في الوقت الذي كان الصربي رايفاتش قد وصل إلى نهائي “كان 2010” مع غانا وربع النهائي في مونديال جنوب إفريقيا لذات العام، أما في نسخة “الكان” بكوت ديفوار فقد احتلال البلجيكي بروس المرتبة الثالثة مع جنوب إفريقيا على حساب مدرب الكونغو الديمقراطية الذي اشرف عليه الفرنسي سباستيان ديسابر، هذا الأخير لم يعمر طويلا مع شبيبة الساورة وغادره قبل انطلاق الموسم، مثلما لم يخيب فيلود مع منتخب بوركينافاسو بعد تجاوز عقبة الدور الأول، فيما تتذكر الجماهير الجزائرية مدربين جزائريين آخرين تركوا بصمتهم، في صورة بول بوت الذي درب عدة منتخبات افريقية وقاد بوركينافاسو إلى فاصلة مونديال 2014، وهو الذي لم ينجح خلال تدريبه لاتحاد الجزائر.

رونار لم يتأقلم مع سوسطارة وتوج بلقبين قاريين مع غانا والفيلة

يعد هيرفي رونار واحدا من التقنيين الفرنسيين الذين مروا على البطولة الوطنية، حيث أشرف على اتحاد الجزائر عام 2011، ورغم أن الجماهير الجزائر كانت تعرفه بمناسبة تصفيات مونديال 2010، حين أشرف على منتخب زامبيا الذي واجه المنتخب الوطني في مناسبتين، وعادت فيهما الكلمة لأبناء سعدان، إلا أن بروز رونار في القارة السمراء لم يكن كذلك حين مر على البطولة الوطنية، بدليل النتائج المخيبة مع اتحاد الجزائر، ما جعل طموحه يقتصر على ضمان البقاء بعدما كان محيط النادي يعول كثيرا على خدماته، ليغادر أبناء سوسطارة في منتصف الطريق وفق بند يمنح له حرية تغيير الأجواء في حالة تلقيه عرضا لتدريب المنتخبات. وقد تمكن رونار من البروز قاريا من جديد، وهو الذي نال لقب كأس إفريقيا مرتين، الأولى في نسخة 2012 مع المنتخب الغاني، والثاني عام 2015 مع المنتخب الإيفواري، وبذلك يعد رونار عينة هامة لمدربين أجانب تألقوا قاريا وفشلوا في البطولة المحلية.

بروس استهزأ به حناشي فمنح الكاميرون لقبا قاريا

من جانب آخر، فإن البلجيكي هوغو بروس يعد واحدا من المدربين الذين عانوا في البطولة الوطنية، حيث أشرف على شبيبة القبائل وخرج من الباب الضيق عام 2015 بقرار من الرئيس الراحل محند الشريف حناشي الذي أدلى حينها بتصريح غريب مفاده انه هو الذي يحدد التشكيلة، مثلما عانى أيضا في تجربته الثانية في الجزائر مع نصر حسين داي، لكن سرعان مع رد فوق الميدان خلال إشرافه على المنتخب الكاميروني في “كان 2017” بالغابون، بعدما أوصل الأسود غير المروضة إلى النهائي وتوج لقبا قاريا بامتياز على حساب المنتخب السنغالي بركلات الترجيح (5-4)، مثلما فرض التعادل على المنتخب الوطني في ملعب تشاكر مع المنتخب الكاميروني لحساب تصفيات مونديال 2018. وقد برهن بروس على نجاحاته الإفريقية من جديد خلال نسخة هذا العام من “الكان”، حين قاد منتخب جنوب إفريقيا إلى الدور نصف النهائي ثم الفوز في المباراة الترتيبية أمام الكونغو الديمقراطية في مشوار مميز مكنه من تجاوز عقبة عدة منتخبات افريقية قوية، وأعاد بذلك “البافانا بافانا” إلى الواجهة.

رايفاتش تألق مع غانا وأقيل مع “الخضر” بعد أول لقاء

وفي السياق ذاته، فإن التجربة القصيرة للمدرب الصربي رايفاتش مع المنتخب الوطني لا تزال تثير الجدل، بعدما تمت إقالته بعد أول مباراة يشرف عليها في تصفيات مونديال روسيا 2018، حين أرغم على التعادل أمام المنتخب الكاميروني وهو الذي جاء خليفة للفرنسي غوركوف. حيث لم يفهم الكثير ما حدث لرايفاتش والطريقة التي جعلته يخرج من الباب الضيق شهر أكتوبر 2016، حتى إن هناك من أشار إلى تسبب اللاعبين في إقالته بعد أول لقاء رسمي له مع “الخضر”، وهو الذي صنع التميز مع المنتخب الغاني في عام 2010، حين وصل إلى نهائي “كان 2010″، مثلما أهل برازيليي إفريقيا إلى ربع نهائي كأس العالم بجنوب إفريقيا في ذات العام، مثلما أشرف على عدة أندية ومنتخبات ولم يحصل له ما حصل مع المنتخب الوطني.

ديسابر طرده زرواطي وتألق مع الكونغو الديمقراطية

ودائما مع ثنائية إخفاق التقنيين الأجانب في الجزائر وتألقهم في القارة السمراء، فإن المدرب الفرنسي سيباستيان ديسابر الملقب بـ “بايع الزهور” يحتفظ بذكرى سيئة مع شبيبة الساورة، حيث تم انتدابه مطلع الموسم 2016-17، إلا أنه لم يعمر طويلا بعد أن قررت إدارة زرواطي إقالته بعد أقل من شهرين من مباشرة مهامه دون أن يخوض أي مباراة رسمية في البطولة، لكن هذا لم يمنعه من البرهنة مجددا على صحة إمكاناته الفنية، بدليل الإنجاز الذي حققه في نسخة هذا العام من “الكان” بعدما أوصل منتخب الكونغو الديمقراطية إلى الدور نصف النهائي لأول مرة منذ 2015، إنجاز نوه به الكونغوليون كثيرا خاصة وأنهم أطاحوا بمنتخبات قوية بحجم مصر وغينيا وقبل ذلك فرضوا التعادل على المنتخب المغربي، كما سبق للتقني الفرنسي أن قاد منتخب أوغندا إلى الدور 16 في انجاز تاريخي لهذا البلد في نسخة 2019. ليبقى التساؤل مطروحا حول الأسباب التي جعلت الفرنسي سيباستيان ديسابر يتألق قاريا مع المنتخبات ويخرج من الباب الضيق مع شبيبة الساورة.

بادو زاكي وفيلود وبيوميل تألقوا قاريا وصنعوا الاستثناء في البطولة

وبعيدا عن العينات الكثيرة لمدربين أجانب عانوا في البطولة الوطنية وتألقوا مع المنتخبات الإفريقية، فنجد حالات استثنائية لمدربين أجانب عرفوا كيف يتركون بصمتهم في الدوري الجزائري، على غرار المدرب المغربي بادو زاكي الذي توج بكأس الجمهورية مع شباب بلوزداد شهر جويلية 2017 على حساب وفاق سطيف، ما جعله أول مدرب مغربي يتوج بلقب في الجزائر، علما أن بادو زاكي سبق له أن تألق في المنافسات القارية مع منتخب بلاده الذي أوصله إلى نهائي كأس أمم إفريقيا التي جرت بتونس عام 20004، وهو الذي تجاوز بصعوبة المنتخب الوطني في الدور ربع النهائي. كما يواصل التقني الفرنسي بارتيس بوميل تألقه مع مولودية الجزائر منذ بداية الموسم، بدليل احتلاله المرتبة الأولى بفارق مريح عن بقية الملاحقين، ما يرشحه للتتويج بلقب البطولة هذا الموسم إذا واصل المسيرة بنفس التميز، خاصة وأنه يملك تشكيلة ثرية يقودها بلايلي والبقية، علما أن بوميل كان قد قاد المنتخب الإيفواري في نسخة 2022 من الكان بالكاميرون وقفز على المنتخب الوطني الجولة الثالثة من الدور الأول.

وفي السياق ذاته، تحتفظ الكرة الجزائرية ببصمات متباينة لمدربين أجانب مروا على البطولة المحلية، مثل الفرنسي لومير الذي توج بلقب كأس إفريقيا مع تونس عام 2004 ومر على شباب قسنطينة محققا نتائج مقبولة، شأنه في ذلك شأن فيلود الذي لم يخيب مع وفاق سطيف خاصة في المنافسات القارية للأندية، مثلما أشرف على شبيبة القبائل واتحاد الجزائر وترك أثرا طيبا، وهو الذي أشرف هذا العام على منتخب بوركينافاسو في نهائيات “الكان”، وعرف كيف يتجاوز عقبة الدور الأول، كما مر البلجيكي بول بوت على الدوري الجزائري بإشرافه على اتحاد الجزائر، حيث لم يحقق المبتغى في الوقت الذي تألق قاريا مع عدة منتخبات افريقية، ولعل أبرزها وصوله مع بوركينافاسو إلى الدور الفاصل من مونديال 2014 وخسارته بصعوبة أمام المنتخب الوطني في ملعب تشاكر بعد الهدف الوحيد الذي وقعه مجيد بوقرة، علما أن بول بوت سبق له أن أشرف على منتخبات غامبيا والأردن وكينيا وغينيا والكونغو.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!