-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دعت شركات عاملة بها للمغادرة.. وزارة إسبانية تعترف:

مدريد أخطأت التقدير مع الجزائر في قضية الصحراء الغربية

حسان حويشة
  • 4493
  • 0
مدريد أخطأت التقدير مع الجزائر في قضية الصحراء الغربية
أرشيف

ظهرت أولى اعترافات الحكومة الإسبانية بأنها لم تقدّر ولم تدرس جيدا عواقب انقلاب موقف مدريد من قضية الصحراء الغربية، وإعلانها دعم مقترح نظام المخزن المغربي للحكم الذاتي قبل نحو عام، ونتائجه على المبادلات التجارية والشركات العاملة في الجزائر.
في هذا السياق، أبلغت وزارة الصناعة والتجارة والسياحة، التي تقودها رييس ماروتو، والمرشحة لمنصب عمدة مدريد عن الحزب الاشتراكي الإسباني (PSOE)، شركات إسبانية لها فروع في الجزائر، خلال اجتماع قبل أيام، أن الحكومة لم تدرس جيدا عواقب تغيير موقفها بشأن قضية الصحراء الغربية، ودعت الشركات المعنية إلى مغادرة الجزائر أو تغيير البلاد بالنظر لعدم وجود حلول تقدمها لها.
وبحسب ما نقلته صحيفة “إل إينديبيندنتي” الإسبانية، فإن الوزارة الإسبانية أكدت للشركات الناشطة في الجزائر بعد أشهر من الضبابية وعدم اليقين، أنه لم يكن بمقدورها أن تعرف أو تتوقع النتائج المتعلقة بتغيير موقف الحكومة من قضية الصحراء الغربية.
ولفت المصدر ذاته إلى أن الخسائر التي تراكمت على الشركات الإسبانية التي لها أعمال تجارية في الجزائر تجاوزت 600 مليون يورو، وحسبه، فإن هذا الاستنزاف يؤدي إلى تراكم ديون جديدة باللون الأحمر بشكل يومي، في ظل غياب إشارات عن حل سريع، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الشركات المتضررة يعتمد نشاطها الخارجي بالدرجة الأولى على الجزائر وفقط.
واتهمت شركات إسبانية تنشط بالجزائر وزارة الصناعة والتجارة والسياحة لبلادها بالتناقض وتقديم معلومات مغلوطة من مدريد، بشأن وضع هذه الشركات في الجزائر، من منطلق أنها تؤكد وجود مفاوضات مع الطرف الجزائري، بينما تنفي مكاتبها وسفارة مدريد وجود أي نوع من التفاوض في هذا الشأن مع السلطات الجزائرية.
كما اتهمت شركات إسبانية لها مكاتب في الجزائر حكومة بلادها وخصوصا وزارة الصناعة والتجارة والسياحة، بالتخلي عنها، ما جعل أصحاب الشركات يفكرون في تكوين جمعية للمتضررين من الوضع، وعدم تحمل مسؤوليته، كونها المتسبب فيه من خلال انقلاب موقفها بشأن قضية الصحراء الغربية.
وبعد ما يقارب عام من تغيير مدريد، عبر رئيس حكومتها بيدرو سانشيث، لموقفها من قضية الصحراء الغربية، وإعلانها دعم مقترح المخزن للحكم الذاتي، ارتدت مدريد ثوب الخاسر الوحيد من هذا الانقلاب المفاجئ، من منطلق أن صادرات الجزائر استمرت في التدفق نحوها البلد الأوربي بشكل أكثر من عادي، علما أن معظمها نفط وغاز ومشتقات نفطية، وفي الجهة المقابلة توقفت صادرات مدريد نحو الجزائر بشكل شبه كلي منذ جوان 2022، وانجر عن ذلك اختلال تاريخي وغير مسبوق في الميزان التجاري لصالح الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!