مدير ديغروميد طارد الجزائر في الصحراء بأموال الجزائريين

حمّل النائب العام لدى محكمة الجنايات بالبليدة بشدة على الرئيس المدير العام لمؤسسه “ديغروميد” لتوزيع الأدوية، ياسين. أ، الموقوف على ذمة المحاكمة، وحمله مسؤولية ضياع أموال المؤسسة العمومية التي قام بإيداع أموالها لدى بنك الخليفة دون موافقة مجلس إدارتها. واعتبر ممثل الحق العام، الصفقة التي أبرمها المتهم مع مسؤولي بنك الخليفة من أجل إلقاء دروس تكوينية لإطارات البنك المفلس، ليس إلا محاولة للتغطية على العمولات المالية التي تلقاها كمكافأة عن إيداع ما لا يقل عن 38 مليار سنتيم من أموال “ديغروميد” بالبنك المفلس.وقدر النائب العام فأظهر من هذه العمولات بـ840 مليون سنتيم، لكن اعتبرها قليل من كثير، بالنظر إلى الممتلكات التي ضبطت بحوزة المتهم، وفي مقدمتها شركة “صافيلور للطيران” التي قال إنها استأجرت 11 طائرة من إيطاليا، منها 3 من نوع هلكوبتر، و8 طائرات صغيرة، استعملت في محاربة الجراد بجنوب البلاد، في صفقة تمت مع وزارة الفلاحة، إضافة لشركتين أخريين، الأولى للطابعات الآلية وأخرى للأشغال العمومية، الأمر الذي دفعه للتساؤل عن مصدر أموال هذه المؤسسات، مع العلم أنه لم يكن يمارس عملا آخر باستثناء إدارته لمؤسسة ديغروميد التي كان يتقاضى منها أجرة شهرية، كما قال المتهم لدى مثوله أمام هيئة المحكمة، بقيمة 12 مليونا، التي قالت بشأنها رئيسة الجلسة في وقت سابق بأنها لا تمكنه من شراء ممتلكات أخرى منها شقة في باريس وأخرى في العاشور وواحدة في سعيد حمدين ببئر مراد رايس، فضلا عن فيلا بمدينة‮ ‬يتغزيرت‮ ‬على‭ ‬شاطئ‮ ‬البحر،‮ ‬بولاية‮ ‬تيزي‮ ‬وزو‮.‬

وبحسب ما جاء على لسان النائب العام، فإن قيمة الساعة الواحدة من عمل الطائرات الـ11 التي استأجرها من إيطاليا رفقة شريكه الفرنسي، تقدر بما لا يقل عن ألف و500 دولار، مع العلم أن عملية محاربة الجراد استمرت على مدار عدّة أشهر، الأمر الذي دفع بممثل الحق العام إلى التساؤل حول مصدر الأموال التي دفعت للشركة المستأجرة، قبل أن يستدرك، مؤكدا لمن حضر الجلسة بأن هذه الأموال مصدرها عطايا وهبات الخليفة، ونسب من فوائد الإيداعات، ليختم في الأخير بعبارة أضحكت القاعة مؤداها أن »حتى الجراد لم يسلم من أعمال وممارسات الخليفة والمتورطين‮ ‬معه‮ ‬في‮ “‬قضية‮ ‬القرن‮”«.‬

محمد‮ ‬مسلم: meslem@ech-chorouk.com