الجزائر
هل ينجح "العتيد" في ترميم ما أفسدته العصابة؟

مركزية الافلان.. الشباب والحرس القديم وجها لوجه

محمد مسلم
  • 3412
  • 10
ح.م
مقر حزب جبهة التحرير الوطني

يعقد حزب جبهة التحرير الوطني نهاية الأسبوع الجاري، دورة للجنة المركزية لملء شغور منصب الأمانة العامة الشاغر، منذ سجن أمينيه العامين بالنيابة السابقين، كل من جمال ولد عباس ومحمد جميعي.

ويقود حاليا عضو المكتب السياسي، علي صديقي، الحزب العتيد، في واحدة من اصعب الفترات التي يمر بها منذ نحو ربع قرن، حيث خسر كل النفوذ الذي كان يتمتع به في عهد النظام السابق، الذي أطاح به الجزائريون في حراك شعبي سلمي نال اعجاب المعمورة.

ويبحث اعضاء اللجنة المركزية عن السبل التي تمكنهم من تجاوز هذه الفترة الصعبة، فقد اعتاد هذا الحزب ان يكون قريبا من السلطة ويستفيد من ريعها وامتيازاتها، لكنه هذه المرة يوجد في دائرة المغضوب عليهم رسميا وشعبيا، والدليل خسارته للامتيازات التي كان يتمتع بها في عهد الرئيس السابق المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان يضعه على رأس قائمة المستفيدين من الحقائب الوزارية في الحكومات المتعاقبة السابقة، وفي السلك الدبلوماسي وضمن قوائم الاطارات السامية في الإدارة.

فعلى الصعيد الشعبي، يوجد الحزب العتيد في حالة “خصومة” مع الملايين من الجزائريين، الذين خرجوا مطالبين بحله باعتباره كان من الرموز السياسية، او بالأحرى الواجهة السياسية للسلطة، التي تورطت في قضايا فساد عظيمة، وتورطت في افساد الممارسة السياسية، والدليل وجود اثنين من قادته في السجن.

اما على الصعيد الرسمي، فهو في خصومة سياسية مركبة مع السلطات العمومية، لأن الحزب العتيد وعلى مدار نحو ربع قرن لم ينتخب رئيسا للجمهورية بعيدا عن دعمه، حيث سار ضد الأعراف السياسية عندما اختار دعم مرشح الحزب الغريم، عز الدين ميهوبي، بالرغم من ان المرشح الذي فاز بالاستحقاق، الرئيس تبون، هو عضو في اللجنة المركزية.

كل هذه المعطيات تفرض على اعضاء اللجنة المركزية البحث عن شخصيات لم يسبق لها ان شاركت في تسيير الحزب، او بالأحرى تورطت في التسابق من اجل دعم رموز النظام السابق خلال المرحلة السابقة، وما اكثرها في الأوساط الشابة داخل الحزب.

ولعل هذه المعطيات هي التي شجعت بعض الإطارات الشابة على خوض السباق للفوز بمنصب الأمين العام، ومن بين هؤلاء، يوجد النائب السابق عن ولاية الجلفة، مصطفى كحيليش، الذي سبق له وان ترأس لجنة التربية بالغرفة السفلى للبرلمان، والذي تم اقصاءه من طرف الأمين العام المسجون، جمال ولد عباس، وذلك على خلفية مهاجمته لوزيرة التربية السابقة، نورية بن غبريط، بسبب محاولاتها تدمير المنظومة التربوية.

كما يوجد من بين المترشحين ايضا وفق مصادر من داخل الحزب العتيد، أبو الفضل بعجي، عضو المكتب السياسي في عهد الأمين العام السابق، عمار سعداني، وبشير شارة وهو نائب سابق، بالإضافة إلى العمري عريف، أحد رموز الحزب في فرنسا، فضلا عن علي صديقي، الذي يأمل في البقاء في منصبه إلى غاية تنظيم المؤتمر الحادي عشر.

مقالات ذات صلة