-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مسألة وقت

مسألة وقت

منذ سبع وخمسين سنة، وبالضبط في أول يناير من عام 1965، أعلن شبانٌ فلسطينيون ثورة ضد الكيان الصهيوني المتحالِف مع الصليبية العالمية في اغتصاب فلسطين، لأن هؤلاء الشبان أدركوا بعد أمّة “أن الحقوق التي أخِذت اغتصابا لا تُسترجَع إلا غلابا” كما كتب الإمامُ محمد البشير الإبراهيمي (آثار الإبراهيمي 1/283). وقد أطلق هؤلاء الفلسطينيون على تنظيمهم اسم “حركة التحرير الفلسطينية” التي اختصروها في كلمة “فتح” تفاؤلا. ولكن جزءا من هؤلاء الفتيان مسّهم الكِبرُ، واشتعلت رؤوسُهم شيبا، ووهنت عظامُهم وتآمر عليهم “إخوانُهم”، واستلذّوا ما طعموا، وما شربوا، وما ركِبوا، وما سكنوا، فوضعوا “البندقية” واستبدلوا بها “الميكروفونات”، وقد ضيّعوا ما اكتسبوه بالبندقية بعدما ضيّعوا أنفسَهم، بركونهم إلى عدوِّهم، وتعاونهم معه أمنيا.. ولا يتحمّلون كامل المسؤولية في ذلك، فحكّامُ العرب لهم نصيبٌ في ذلك.

ولأن الحقوق لا تضيع مادام وراءها طالب، فقد حمل مشعلَ الجهاد فتيةٌ آخرون لتحرير وطنهم، واسترجاع حقوقهم، أطلقوا على أنفسهم اسم “حركة المقاومة الإسلامية”، المختصَرة في كلمة “حماس”، ولأنهم كانوا أكثر إيمانا، وأكثر عملا، وأحسن تنظيما، فقد أصابوا من عدوِّهم كثيرا، حتى أرغموه على أن يفرَّ من قطاع غزة في أوت 2005… ولو وجد هؤلاء المجاهدون عونا من إخوانهم “العرب من دون عروبة” كما يقول الشيخ الحفناوي هالي لحققوا مزيدا من الانتصارات، ولأصبح تحرير فلسطين قاب قوسين أو أدنى.

ولأنَّ عين الصهيونية لا يملأها إلا التراب فقد صرَّح صهيونيٌّ يسمى مائير المصري، وُصف بأنه أستاذٌ في العلوم السياسية في الجامعة العبرية في فلسطين المجاهِدة، صرَّح منذ فترة قصيرة قائلا: “العراق للعراقيين، واليمن لليمنيين، ومصر للمصريين، والجزائر للمغاربة والإسرائيليين، وسوف نتقاسمها مع المملكة “الشريفة” في القريب العاجل، المسألة مسألة وقت”. (جريدة الشروق اليومي 27-11-2021 ص 2).

ليس بأمانيِّكَ أيها الصهيوني، وليس بأمانيِّ الصهاينة، وقد كانت أمانيُّكُم هي: “أرضُك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل، ومن الأرز إلى النخيل”. وها أنتم تولّون الأدبار أمام فتيةٍ بأسلحة قليلة في غزة. ولو أن السلطة الفلسطينية آمنت بالجهاد، وكفرت بالتعاون مع الصهاينة، لأصبح الكيانُ الصهيوني أثرا بعد عين، وحديثَ سُمَّار.

وسأسوق لك كلاما من صهيونيٍّ آخر هو المؤرِّخُ الصهيوني العسكري مارلين فان كارفيلد قاله للصهيونيِّ غيورَا آلون، وهو: “إن إسرائيل ستتفكَّك… وإنّ الصراع الصهيوني ضد الفلسطينيين خاسر، وسيُنهي إسرائيل في نهاية الأمر”. (الشروق اليومي في 18/11/2021 ص 24).

المسألة مسألة وقتٍ أيها الصهيوني – كما قلتَ- وإننا قوم نؤمن بأن الصهيونية لم تتخذ عند الله عهدا أن لا يغيِّر الأحوال فتغييرُها سنّة من سننه الكونية والاجتماعية، وما أنتم بشاذّين عن سننه، عز وجل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • جزائري وفقط

    الحلم وحتى التمنيات عملية سهلة وممكنة ولا تدفع عليها رسوم .