مسلسل صيد العقارب يحمل مزيجًا من التشويق والغموض والمفاجآت وفك الألغاز

تجمع بين الجد والهزل، في نفس الوقت، تشعرك حيناً بأنها تأخذ كل الأمور بسخرية، لكنها أحياناً أخرى تحمل رسائل مباشرة ولا تبالي من المقصود بها، هكذا اعتادت الفنانة غادة عبد الرازق أن تقول رأيها بكل صراحة، بعيدا عن الدبلوماسية، راهنت هذا العام على تجربة درامية مختلفة بصيد العقارب، ويحمل المسلسل تحديا من نوع خاص بالنسبة لها كممثلة على حد تعبيرها، وظلت تفكر كثيرا قبل الإقدام على تلك الخطوة، لأن المسلسل يحمل الكثير من التشويق والحبكة الدرامية، فرضت ذلك على صانعيه.

ترى غادة عبد الرازق بأن أكبر تحدٍّ لها هذا العام، هو هذا العمل، لأنه يختلف تماماً عن كل اختياراتها السابقة، وكانت تريد البحث عن مكان جديد ومختلف ومنطقة لم تدخلها من قبل.

الشروق: بداية، خلينا نتحدث عن مسلسل صيد العقارب، الذي سيعرض رمضان هذه السنة..

– العمل يحمل مزيجًا من التشويق والغموض والمفاجآت، وهو من نوع الأعمال الدرامية التي أفضلها، ويرغب جمهوري في متابعتها ومشاهدتها وفك الألغاز التي تحيط بالأحداث. أضف إلى هذا، هو مفاجأة كبيرة منذ الحلقات الأولى، وكل ما أقوله لجمهوري الحبيب، أن العمل درامي، يحترم عقولهم ويكلل مجهود سنوات في الدراما التليفزيونية، كما أنني سعدت كثيرا بالعمل مع المؤلف باهر دويدار، والمخراج أحمد حسن، من غير أن ننسى زملائي الفنانين، على رأسهم رياض الخولي وسيمون ومحمد علاء وأحمد ماهر وغيرهم.

الشروق: هل وقع اختيارك على “صيد العقارب” مباشرة أم كان هناك تردد بين أكثر من عمل؟

– أخذت الكثير من الوقت في التفكير، وقرأت أكثر من عمل، لكن، لم أجد الفكرة التي أرغب في تقديمها، فكانت لدي رغبة في الحديث عن كافة طبقات المُجتمع الطبقة المتوسطة والعليا، وأيضًا تقديم عمل للشباب الصغير، فجلست مع المؤلف باهر دويدار، وبحثت معه عن فكرة تتحدث عن كل ذلك، وتحدثنا بشكل يومي عن كافة التفاصيل، وهو كاتب صاحب طموح وأخلاق، ومُخرج العمل أيضًا أحمد حسن، شخص محترم لأقصى درجة، ويعلم كيفية توجيه الممثل، ويعطي المُلاحظات باحترام شديد؛ فشعرت بأنني أعمل في أجواء سليمة أخلاقيًا ومهنيًا وفكريًا، وأجواء صالحة للإبداع والتركيز في التمثيل فقط، وهذا ما يجب أن يكون عليه الوسط الفني دون مشاكل وأزمات وخلافات، مع مُخرج أو ممثل يكره زميلا له، فهذه الأجواء يجب أن تنتهي من حياتنا.

الشروق: اختيارك لأدوارك فى السنوات الأخيرة كان مرجعه دائماً العقد النفسية.. ما السبب؟

– لو نرجع شوية للوراء راح نشوف دور أميرة الطحاوي في مسلسل الخانكة غير معقد، أيضا مسلسلي الأخير تلث الثلاثة ولحم غزال، كنت تلك المرأة الواعية القوية التي لا تسكت عن الباطل.. لكني لعبت خلال السنوات الماضية بالفعل عدة أدوار تصب في هذا الاتجاه، منها «مع سبق الإصرار» ومسلسل «الكابوس»، كانت شخصية الأم التي ليس لديها سوى ولد وحيد،، وأيضًا في مسلسل «حكاية حياة»، لعبت شخصية المريضة نفسياً، لكنها أقنعت الناس، بأنها غير مريضة، كل هذه الأنماط والأدوار أشعر بأنها حقيقية وموجودة بيننا، لذلك أحب كل فترة تسلط الضوء على نموذج منها وأقدمه للمشاهدين.

لم أجر أي عملية تجميل وحياتي كتاب مفتوح أمام الجميع

الشروق: تردد أنك قُمتِ بإجراء عملية تجميل جديدة من أجل “صيد العقارب”.. فما صحة هذا الأمر؟

– لم أجر أي عملية تجميل، وإذا قُمت بذلك، لن أخشى الإعلان عن الأمر، وأنا دائمًا صريحة في هذا الموضوع؛ فعندما ظهرت بوجه مُنتفخ في مسلسل “حدوتة مُرة”، أعلنت عما حدث، وفي هذا العمل، تعاونت مع خبير تجميل مميز، سأله الكثيرون أيضًا عن حقيقة خضوعي لأي عمليات تجميل، لكني فقط بدأت الاعتناء بوجهي من خلال وضع مرطبات الوجه الطبيعية التي تناسب بشرتي، وكذلك تناول العصائر الطبيعية، ودائمًا حياتي كتاب مفتوح أمام الجميع، أتحدث عن أحفادي وحياتي الشخصية دون أزمة، لذلك، لا يوجد سبب لإخفاء هذا الأمر.

الشروق: ما رأيك فى العرض الحصري لأعمالك؟

– منذ سنوات وأعمالي تعرض بشكل حصري، والقناة عندما تريد العرض لنجم معين، لعلمها بأنه نجم شباك ستضطر إلى العرض الحصري، وأنا معتادة على العرض الحصري منذ سنوات، لأني أشعر بأن الجمهور يحب أن يتفرج على غادة في هذه القناة.

الشروق: ما الأعمال التي ترى غادة عبد الرازق بأنها علامات فارقة في مشوارها الفني؟

– في رصيدي الفني الكثير من الأعمال الناجحة، فمثلاً مسلسل «عائلة الحاج متولي» علامة من علامات الدراما المصرية، وهناك أيضاً مسلسل «قانون المراغي»، فله مكانة خاصة في قلبي، ومسلسل «السيدة الأولى»، الذي كلّما عُرض أحرص على مشاهدته، بالإضافة إلى مسلسلات: «الباطنية» و”مع سبق الإصرار” و”حكاية حياة” و”الكابوس” ومسلسلي “تلث الثلاثة”، الذي قدمته رمضان الفارط.

الشروق: ما رأيك في ما يتردّد في الوسط الفني من أنك امرأة قوية؟

– لا أفهم معنى هذه الجملة، ولا أعرف السبب الذي جعل البعض يصفونني بالمرأة القوية، فالمقرّبون مني يعلمون جيداً أنني طيبة القلب، ويمكنكم التأكد من زوجي حول صحة الأمر، ولكن من يردّد هذه الجملة يحاول هزّ صورتي وتشويهها وإظهاري كأني أفتعل المشاكل. أنا لست شخصية قوية، لكنني لا أسكت عن حقي ولا أتركه يضيع هباءً، كما لا أسمح لأحد بإهانتي أو التقليل من شأني، والدليل على ذلك، أنني حين تعرضت للظلم أخذت حقي بالقانون لأنني لست امرأة ضعيفة.

لست شخصية قوية لكنني لا أسكت عن حقي ولا أسمح لأحد بإهانتي أو التقليل من شأني

الشروق: ممّن استمدّت غادة عبد الرازق قوّتها؟

– منذ صغري وأنا أتحمّل مسؤولية بيتي الصغير وأمي وأشقائي، وقد تربّيت على قول كلمة الحق مهما كلّفني الأمر، كما تعلّمت أن أجاهد حين أتعرّض للإهانة أو الظلم حتى ينزاح هذا الظلم عني.

الشروق: لماذا تحرصين على التفاعل مع جمهورك عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

– على الفنان أن يوثّق علاقته بجمهوره بشتى الطرق، لأنهم خط الدفاع والأمان له، وأنا منذ بدايتي الفنية وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، أنشأت حسابات رسمية عليها من أجل التواصل مع جمهوري، وليشعروا بأنني أتفاعل مع آرائهم وتعليقاتهم على أعمالي، خصوصاً بعد غيابي عنهم، ولذلك، أحرص على إبقاء همزة وصل بيننا من خلال السوشيال ميديا.

الشروق: تحدثتِ من قبل عن رغبتك في التوقف عن التمثيل عند مرحلة عُمرية “50 عاما”.. فهل مازال يراودك هذا الأمر؟

– بالفعل، كان يراودني هذا الأمر، وكانت لدي الرغبة في تحقيق ذلك، لكن تحدث معي البعض عن عدم حاجتي للتوقف في الوقت الحالي، خاصة مع عدم وجود أي تغييرات طرأت عليّ على مستوى شكلي، وهذا أمر مميز وليس عيبًا، وعندما راودتني هذه الفكرة مجددًا، جاءني العمل مع المُنتج صادق الصباح بمسلسل لحم غزال آنذاك، فقُمت بإلغاء هذه الفكرة.

الشروق: أنتِ دائمًا صريحة وجريئة لكن أحيانًا ينزعج البعض من صراحتك؟

– لا يوجد سبب للانزعاج من صراحتي، فما أقوله لأي شخص في الخفاء سواء أمر إيجابي أم سلبي، هو الذي أصرح به أمام الجميع، فأنا صريحة وواضحة مع الجميع، لذلك، يجب احترامي وليس الحزن أو الغضب مني.

رمضان فرصة سنوية للالتزام والعبادات والتجمعات العائلية

الشروق: بما أننا في بداية رمضان، هل توجد طقوس معينة تفضلين القيام بها في هذا الشهر الفضيل؟

– أنا أعتبر هذا الشهر فرصة سنوية للالتزام والعبادات، وقراءة القرآن الكريم. وهذه الأشياء لا أحب الكلام عنها، لأنها تتعلق بعلاقة الإنسان بربنا- سبحانه وتعالى- وأما غير ذلك، فأنا أشعر بأن شهر رمضان شهر التجمعات، على مستوى العائلة، والأصدقاء.. ولذا، فإني أنا وشقيقاتي وأهلي عموما، نحرص على أن يكون هناك أكثر من يوم في الأسبوع، نتناول فيه الإفطار أو السحور معا، وكذلك توجد أيام في رمضان ألبي فيها دعوات الصديقات والأصدقاء لتناول الإفطار والسحور.

الشروق: غادة عبد الرازق تتابع أعمالها في رمضان؟

– بعيدا عن أعمالي.. أكبر متعة عندي بعد التمثيل، وأقصد بها متعة مشاهدة الجديد من المسلسلات، وأحب أن أكون متفرغة تماما ومركزة خلال المشاهدة، لأني أتابع بشغف كل كلمة، وكل حركة، وكل تغيير على الشكل يدخله الممثل أو الممثلة على أدائه، وأعتبر كل هذه الأشياء مخزونا جميلا ومفيدا، يساعدني في تقديم شخصياتي بعد ذلك، وإن كان في رمضان لا يوجد التركيز الكافي، سواء بسبب الضيوف والأهل والأصدقاء أم بسبب الموبايلات، ولذا، أعتبر مشاهدتي في رمضان مجرد أخذ فكرة عن الجيد من الأعمال الفنية، حتى أضع في اعتباري ما يعجبني منها، لكي أتابعه عند إعادة عرضه بعد رمضان على القنوات الفضائية المتعددة، أو عبر السوشيل ميديا.

الشروق: ماذا عن المطبخ في رمضان؟

– أنا طباخة شاطرة، وبالرغم من كوني خلال السنوات الأخيرة أصبحت أشرف فقط على إعداد الطعام، والسبب أن عندي من يقومون بوضع كل شيء في المكان الذي أريده بالضبط، وذلك نتيجة تركيزي لكل جهدي في ما أصوره من أعمال فنية، إلا أنني أنتهز فرصة رمضان ووجودي في ما يشبه الإجازة الكاملة فيه، من أجل أن أدخل المطبخ، وأقوم بإعداد الأصناف التي تحبها ابنتي، روتانا، من يدي، عندما تكون عندي بالبيت.