الجزائر
"الشروق" تدخل منزل عائلة مرتدة عن الإسلام بتيزي وزو

مسلمون “بالفطرة” يصومون رمضان رغم اعتناقهم المسيحية!؟

الشروق
  • 24796
  • 84
أرشيف
كنيسة بتيزي وزو

أسالت موجة التنصير التي استهدفت منطقة القبائل في تسعينيات القرن الماضي ومطلع الألفية الجارية، الكثير من الحبر وأثارت استنكار واستهجان الكثير أيضا، رغم أن حملات التنصير لم تقتصر على منطقة القبائل دون باقي ربوع الوطن، إلا أن اعتناق المسيحية علنا في هذه المنطقة، جعل منها محط الأنظار والانتقاد.
بعيدا عن الاستنكار والاستهجان، ارتأت “الشروق اليومي” زيارة إحدى العائلات المرتدة عن الإسلام في إحدى القرى التي تنتشر فيها هذه الظاهرة جنوب ولاية تيزي وزو، لمعرفة كيفية تعاملها وشهر رمضان خصوصا وإنهم عاشوا مسلمين لسنوات عدة على ديانة وجدوا عليها أجدادهم لأجيال عابرة.

ثبات على الدين الحق رغم تنصر الزوج والأبناء

استقبلتنا ربة البيت السيدة “فاطمة” ستينية لا تزال على إسلامها رغم اعتناق زوجها وأطفالها للمسيحية منذ تسعينيات القرن الماضي، إلا أنه ورغم أُمّيتها استطاعت البقاء على دينها وممارسة جميع شعائر الإسلام.
“نا فاطمة” أبت إلا أن تفتح لنا قلبها قبل باب منزلها، الحسرة على ردة أبنائها وزوجها بدت على وجهها قبل أن تنطق بها، علمت قبل ذهابنا بسبب الزيارة ولم تمانع في استقبالنا، لم تفسح لنا المجال لسؤالها، انطلقت تسرد قصتها والمسيحية، قالت إن هذه الديانة دخلت منزلها عبر زوجها المغترب وتشجع الأطفال على اعتناقها مع اشتداد موجة التنصير في المنطقة، حيث كان الشباب يتهافتون عليها عن جهالة، كانت موضة تلك السنوات، “لم أستطع إفهام أولادي أنهم مرتدون، أو عاصون، حاولت أن أعيدهم إلى جادة الصواب لكني فشلت ….اختاروا دينهم وبقيت على ديني..”.
وأضافت محدثتنا أنه ورغم تغيير الكثير من معتنقي المسيحية في المنطقة لأسمائهم واختيارهم أسماء أخرى تتماشى ودينهم الجديد إلا أن أبناءها وضمنهم “محمد” ابقوا على أسمائهم الإسلامية التي اختارتها لهم قبل سنوات.
وليذهب هؤلاء بعيدا في تعلقهم بالدين الإسلامي الذي اعتنقوه بالفطرة وارتدوا عنه عن جهالة، أكدت السيدة أن أبناءها يصومون معها ويجلسون إلى مائدة الإفطار، يحتفلون بعيدي الفطر والأضحى، حتى أنهم يتبرعون ويتصدقون على الفقراء في هذا الشهر الفضيل، يشترون أضحية العيد ويتصدقون بها، وكثيرا ما اقتنوا الأضحية لعائلة فقيرة، أنا أدعو الله مرارا أن يعيد أبنائي إلى جادة الصواب ويعودوا إلى دينهم، أرى في تصرفاتهم وأفعالهم مسلمين أكثر منهم مسحيين.
لم يخل منزل هذه العائلة من رائحة الشهر الفضيل، فناء المنزل وكل أركانه تحوي جزءا من تقاليد المنطقة في استقبال شهر رمضان، من تحضير للكسكسي والتوابل وغيرها من اللمسات التي ترافق هذا الضيف وتأمل فيه ربة البيت كل سنة أن يعود أبناءها لديانتهم الأصلية، يحدث هذا في وقت يمتنع فيه الكثير من المسلمين عن أداء فريضة الصوم رغم قدرتهم عليها.

مقالات ذات صلة