الجزائر
المجاهد العمري طالبي المدعو "لخضر"

مسيرة مجاهد منسي.. من ثورة الجزائر إلى محاربة “إسرائيل”

الشروق أونلاين
  • 4115
  • 4
ح.م
المجاهد "العمري طالبي"

المجاهد طالبي العمري يروي للشروق أونلاين لنا قصته مع المستعمر الفرنسي الغاشم الذي كان لا يفرق بين الكبير والصغير الشيخ والعجوز الرجل والمرأة ومثالا لمأساة كبيرة عاشها الشعب الجزائري إبان الحقبة الاستعمارية..
المجاهد “العمري طالبي” من مواليد 1944 ببني فلكاي التابعة لدرقينة ولاية بجاية، من أسرة ثورية ومنطقة غنية عن كل تعريف والتضحيات الجسيمة من أجل ما تنعم به الجزائر اليوم.
بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لاندلاع الثورة المجيدة، كان لنا هذا الحوار مع مجاهد حمل السلاح في وجه المستعمر في سن مبكرة، حيث أكد على قوة الثورة التي نجحت في تحقيق الاستقلال والسيادة الوطنية.

رصاصات لا تُنسى..

أصيب عمي بعدة رصاصات في رجله اليمنى من طرف جنود الاستعمار الفرنسي، حدث هذا في سنة 1959 حين كان برفقة المدعو “أوشن السعيد ابن جيرار محمد” الذي استشهد في عين المكان أمام مرأى منه، وهي الحادثة التي ما يزال “عمي العمري” يتذكرها بكل حزن وألم.
يتحدث “عمي العمري” عن بداياته مع الثورة التحريرية فيقول: “في سن السادسة عشر نفذت أول عمل لي كفدائي مع المجاهدين ذلك أواخر سنة 1960، وكان برفقتي 05 من الفدائيين، وكان المسؤول على العملية من الجزائر العاصمة يُدعى ”مسعود زاز” وهو الذي أرسلني الى مدينة خراطة مع فدائيين اثنين هما مزوار محمد ومزوار علي من أجل حمايتي (les skortes) وكانت معي قنبلة من نوع “grenade” ذات (45 قطعة) وحدد لنا موعد التنفيذ منتصف النهار 12:00 والمكان الذي هو عبارة عن مقهى فرنسي بعماله لبيع المشروبات والخمور وكان مكتظا على آخره”..
ويضيف: “وضعت القنبلة وفجرت المكان برمته حيث لم يخرج منه سوى 4 جرحى فقط,. ولما حاولت الفرار لحقني أحد الفرنسيين وأمسك بي، لما وصلت سيارة الجيش الفرنسي وأخذوني إلى المركز العسكري حيث قاموا بتعذيبي طوال الليل بالماء والكهرباء والضغط علي، وفي الصباح الباكر أخذوني إلى مركز التعذيب في مدينة عين الكبيرة (ولاية سطيف) الذي تعرضت فيه لأشد أنواع التعذيب لمدة ستة أيام متتالية، بعدها نقلني الجيش الفرنسي مرة أخرى الى مدينة خراطة وجاء الجيش الفرنسي بأحد الصحافيين وقاموا بتصويري وأنا أضع القنبلة., بعدها نقلت إلى سجن عين الكبيرة لأزج به، وقدكان حارسه من خراطة، لما رآني هناك أتي بجريدة وقال لي لقد وضعوا صورتك في الصفحة وكتبوا كيف قمت بوضع القنبلة وفجرت المكان، حيث قضيت 05 أشهر بالسجن، بعد انقضاء هذه المدة حولت الى مدينة سطيف من أجل المحاكمة, وقفت أمام قاض المحكمة العسكرية وقال لي كيف لك أن تقوم بهذا العمل بهذا السن وبدأ بتخويفي بعبارات قاسية، وهددني بالموت في الأراضي الفرنسية، بعيدا على الأهل والوطن”..
بعد ذلك تم وضع “عمي العمري” في سجن سطيف الذي مكث به 07 أشهر، استمرت إلى غاية الإعلان عن وقف إطلاق النار في مارس 1962، ثم أطلق سراحه في الشهر الموالي..

من السجن إلى الجبل

ومباشرة بعد وصوله إلى البيت أخذه مجموعة من المجاهدين إلى جبال بابور، حيث التحق مجددا بصفوف الثورة ضمن القسم الثالث، يقول عمي العمري “ارتديت لباس الثورة وحملت البندقية وكنت مع الفيلق رقم 08 إلى غاية تحقيق الاستقلال”.
لحظة الإستقلال التي يقول محدثنا أنها جاءت “بفضل تكافل واتحاد الشعب الجزائري بجميع فئاته والصبر والتضحيات”.
بعد الإستقلال واصل “عمي العمري” عطاءه للجيش الجزائري من أجل حماية البلد والخروج بالجزائر من حقبة المستعمر الفرنسي الغاشم والمساهمة في اعادة البلاد إلى سكتها وتحقيق الأمن والأمان وإعادة بناء الدولة من جديد”..
يروي لنا المجاهد رحلته لنيل رتبة عريف أول في صفوف الجيش الشعبي الوطني، انطلاقا من الطارف ثم الى التلاغمة بميلة (قسنطينة سابقا) ثم إلى عين آرنات بسطيف إلى باب الجديد بالعاصمة ثم تيزي وزو وصولا إلى بوغار بالمدية.

في مواجهة الصهاينة

وشارك المجاهد طالبي العمري في الحرب العربية الاسرائيلية الأولى عام 1967، التي يتحدث عنها عمي العمري بعينين دامعتين وبكثير من التأثر، خصوصوا عندما قال “ألقى علينا الرئيس الراحل هواري بومدين خطابا بالعاصمة حيث قال أنه سيرسلنا الى مصر من أجل محاربة إسرائيل فحفزنا بمقولته الشهيرة: النصر أو الاستشهاد”..
وقال أيضا “عُدت الى أرض الوطن عبر مطار وهران لتعرض علي رتبة عريف في الجيش الشعبي الوطني لكني سلمت السلاح واللباس وعدت الى البيت بعد أن نال التعب مني”.

من يقف في وجه “عمي العمري”؟

كل هذه المسيرة البطولية لمجاهد التحق بصفوف ثورة القرن العشرين في سن مبكرة، لم تشفع له عندما أراد الحصول على وثائق المشاركة في الثورة، حيث سلمنا المراسلات العديدة التي بعث بها للجهات المختصة التي لم تأخذها بعين الاعتبار، وهو الآن يُطالب السلطات الممثلة في وزارة المجاهدين ووزارة الدفاع الممثلة في شخص رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برد الاعتبار لشخصه وإعادة النظر في حقوقه والحالة التي يعيشها المجاهد في بلاد الشهداء..

مقالات ذات صلة