مشاريع قطر النوعية رسالة للمترددين في الاستثمار بالجزائر

يرى الخبير والمحلل الاقتصادي مراد كواشي، أن العلاقات السياسية المتميزة بين قيادتي الجزائر وقطر، كان لها انعكاس مباشر على الاقتصاد من خلال استثمارات نوعية ركزت على قطاعات استراتيجية، وشدد على أن هذه الاستثمارات “ستكون بمثابة رسالة إيجابية للمترددين في المجيء إلى السوق الوطنية”.
وأوضح كواشي، البروفيسور بكلية الاقتصاد بجامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي، في تصريح لـ”الشروق”، أنه عند الحديث عن الاستثمارات القطرية في الجزائر، يمكن القول إنها استثمارات “نوعية وذات طابع استراتيجي في قطاعات حساسة خارج قطاعات المحروقات”، على غرار الصلب ببلارة ومصنع الحليب المجفف لشركة بلدنا.
وشدد كواشي على أن الاستثمار الخاص بمصنع الحليب بهذه القيمة الكبيرة وهي 3.5 مليار دولار، جاءت في ظرف عالمي جد صعب، يتميز بضعف الاستثمارات عالميا، وسط حالة من التخوف جراء معدلات النمو الضعيفة وحالة من عدم اليقين والضبابية التي تطبع المشهد الاقتصادي العالمي.
وخلص المحلل كواشي إلى أن هذه الاستثمارات الضخمة والجدية، هي في النهاية تتويج لعلاقات سياسية متميزة تربط بين قيادتي البلدين، وهذا ما انعكس على الاقتصاد الجزائري.
واعتبر المتحدث أن استثمارات بحجم وقيمة مالية وجدية كهذه، ستزيد حتما من مصداقية الاقتصاد الجزائري، وستدفع مستثمرين آخرين، كانوا مترددين في المجيء إلى الجزائر، إلى القدوم وإقامة مشاريع.
وعلق بالقول “هذه الاستثمارات ستشجع المترديين أكثر وتزيد من جاذبية الاقتصاد الوطني وهي تتويج وتأكيد على الإصلاحات الاقتصادية الهامة التي أجرتها السلطات الجزائرية لتحسين مناخ الأعمال من خلال ترسانة قوانين جديدة على غرار الاستثمار والعقار والمنصة الرقمية”.
وتوقع محدثنا أن يكون المستقبل أفضل للعلاقات الجزائرية القطرية على الصعيد الاقتصادي من خلال مشاريع وقطاعات أخرى، خصوصا أن الجزائر تعتبر مفتاحا للقارة الإفريقية، ودولة قطر تتوفر على رؤوس أموال، بينما الجزائر لها مزايا تنافسية على غرار الطاقة والسوق الواسعة والانفتاح على السوق الإفريقية.
وختم بالقول “هذه المزاوجة بين التوافق السياسي بين قيادتي البلدين ستعطي ثمارها على المستوى الاقتصادي”.