-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جهود مكثفة لمواجهة الظاهرة

مشاهد التبذير تتكرّر في رمضان رغم موجة الغلاء

كريمة خلاص
  • 1592
  • 0
مشاهد التبذير تتكرّر في رمضان رغم موجة الغلاء
أرشيف

أصبح الإسراف والتبذير في شهر رمضان الكريم عادة ملازمة لكثير من الجزائريين الذين لا يقدّرون استهلاكهم الحقيقي فيدفعون بالكميات الزائدة إلى القمامة، خاصة ما تعلق بمادة الخبز، ورغم مختلف حملات التوعية والتحسيس التي تقوم بها الجمعيات والمختصون وبعض الهيئات سنويا قبيل حلول الشهر الكريم، إلا أنّ الواقع لم يتغير كثيرا والمشاهد تتكرر ولو كانت هذا العام بأقل حدّة، إلا أنها تبقى قائمة، ما يدعو إلى التفكير في آليات فعلية وعملية لمكافحة الظاهرة التي تهدر المال وتهدم الاقتصاد..
ورغم موجة الغلاء في أسعار مختلف المنتجات إلاّ أن حاويات القمامة تبقى شاهدة على الاستهلاك غير العقلاني لدى غالبية العائلات الجزائرية، التي تجري فيها عملية الشراء بشكل عشوائي، ولعل من أكثر المواد تبذيرا في الشهر الفضيل هي مادة الخبز التي ترفع بالأطنان وكذا بقايا الأطباق اليومية وبعض الحلويات خاصة الزلابية..
واعتبر حسان منوار، رئيس جمعية “أمان” لحماية المستهلك شهر رمضان فرصة للاقتصاد في المال من خلال تقليل الاستهلاك فرمضان شهر عبادة وروحانيات لا يجب أن نضيعه في طوابير اقتناء مختلف المستلزمات وأحيانا تكون غير ضرورية ويلقى بها في القمامة.
وانتقد منوار سلوك اللهفة لدى الجزائريين الذين يخزنون ويكدسون كميات كبيرة من المنتجات في بيوتهم إلى أن تنتهي صلاحيتها في غفلة منهم، فيضطرون إلى التخلص منها دون استعمالها وهذه أخطاء خطيرة في الاستهلاك وسلوك يحتاج إلى دراسة اجتماعية ونفسية. وأضاف منوار “في الجزائر 10 ملايين عائلة لو أنها تخبئ دلو زيت من 5 لترات أو كيس سميد لكان لدينا 10 ملايين كيس وزيت وهذا رقم كبير جدا يفسر الأزمة والندرة التي تشهدها السوق في بعض المنتجات واسعة الاستهلاك”.
وتحدّث منوار عن غياب الثقافة الاستهلاكية والثقة واستيطان عادات سيئة في المجتمع، فالناس لا تخاف من عدم إجراء تحاليل أو فحوصات طبية، بقدر ما تخاف من عدم اقتناء دلو زيت مضر بالصّحة. وتقع مسؤولية التوعية والتحسيس للحد من هذه السلوكات، حسب منوار، على عاتق الأسرة والأئمة والمدارس وكذا الجمعيات المحلية والوطنية، فاليوم كلنا معنيون ومكافحة التبذير واللهفة والاستهلاك اللاعقلاني مسؤولية الجميع.
وأطلقت جمعية “أمان” حملة وطنية لرفع الوعي المجتمعي بأهمية الاستهلاك الصحي والاقتصادي في رمضان، فالتحدي الأول يتعلق بحسبها بتخفيف استهلاك السكر والملح والدسم وهي حملة مفتوحة على مدار السنة وتتضاعف في رمضان، إضافة إلى إطلاق تحقيق عمومي لتقييم النظام الغذائي في الجزائر… وقال منوار: “نريد استغلال رمضان لتغيير النمط الاستهلاكي.. والابتعاد عن الإشهار المغلط والإنزال القوي للومضات الإشهارية وقت الإفطار.. نريد عملا معاكسا.. بعيدا عن المشروبات الغازية والسكريات..
ودعت المنظمة إلى جملة من الإجراءات منها تعيين شخص واحد في العائلة يتولى مهمة الشراء والتقليل في المصاريف مقارنة مع السنوات السابقة وعدم الاستسلام للرغبات الجمة أثناء الشراء مع المحافظة على المواد الغذائية والأطعمة، بحسب خصوصيتها وإعادة استخدام بقايا الطعام لتفادي التبذير.
من جانبها، تقود مؤسسات النظافة “اكسترانات” و”نات كوم” حملات توعوية على مستوى الأحياء حيث جندت أعوانها في الميدان في إطار الاتصال المباشر مع المواطن.
وتقود مؤسسة “اكسترانات” حملة في رمضان الكريم تحت شعار “الخبز نعمة ربي ما نبذر ما نرمي”، وقفت خلالها على جملة من البلديات التابعة لإقليمها ومن ذلك عملية تحسيس شملت سكان حي عدل 1400 مسكن جعفري بالرغاية حول ضرورة ترشيد استهلاك مادة الخبز، وتميز النشاط التوعوي بإلصاق منشورات على مستوى مداخل العمارات وكذا الفضاء التجاري للحي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!