-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صنعوا مجدهم على مضامين تافهة.. مختصون:

مشاهير الجزائر الافتراضيون.. فقاعة زائلة

كريمة خلاص
  • 1630
  • 4
مشاهير الجزائر الافتراضيون.. فقاعة زائلة
ح.م

تحوّلت كثير من الشخصيات الافتراضية الجزائرية إلى مشاهير منزهة لدى كثير من المتفاعلين معها والمتتبعين لها، واستطاعت أن تحشد شعبية وجماهيرية عجز عنها كثير من الفاعلين على أرض الواقع غير أنّ الأمر يطرح الكثير من التساؤلات نظرا للمضامين الهزيلة التي تبثها وفقدانها البريق الأعمى بمجرد ابتعادها عن الواجهات الافتراضية واحتكاكها الفعلي مع محيطها..

“الشروق ” حاولت فتح الملف مع مختصين اجتماعيين للنظر في مدى إمكانية الاستفادة من هذه الطاقات الافتراضية على أرض الواقع لخدمة المجتمع ونمائه بدلا من هدرها في مواضيع زائفة تافهة، غير أن الإجماع كان على أن هؤلاء مجرد فقاعات زائلة وجدت من يحضنها وهي لا تعكس فعلا جوهرها وسرعان ما تصطدم بالحقيقة المرة إذا ما تفاعلت حقيقة مع غيرها.

“مشاهير العالم الافتراضي لا يعمرون طويلا “

البداية كانت مع المختص في علم الاجتماع الأستاذ الجامعي يوسف حنطابلي الذي قال إنّ الموضوع حساس وله أبعاد مختلفة فالحياة الافتراضية، حسبه، باتت طاغية حتى أنّ الفرد الجزائري بات يقضي مدة أطول في علاقاته الافتراضية بدل علاقاته الواقعية المباشرة.

وانتقد حنطابلي الشخصيات الافتراضية الشهيرة واصفا إياها بالفقاعة الافتراضية التي سرعان ما تزول عندما تنزل إلى الحياة المادية وتحتك فعليا بالحياة الواقعية الاجتماعية مشددا على عدم التعامل معهم على أنهم أبطال صنعوا مجدا بل هم مجرد شخصيات تشكلت من خلال واجهات أو شاشات رقمية.

ودعا المختص إلى أهمية إشراك هؤلاء في مبادرات تهم الشأن العام على غرار الأعمال التطوعية لصالح البيئة والمبادرات الخيرية وغيرها من الصالح العام بدل الغرق في مضامين هزيلة.

وحذّر الأستاذ الجامعي مما سماه بـ”التدين الرقمي” وهي ظاهرة تجعل حسبه المتفاعلين معه يرفضون أي انتقاد يوجّه له وينزهونه بدرجة مثيرة ويرون فيه القدوة التي لا يجب المساس بها.

وأضاف محدثنا أن العالم الافتراضي خلق لنا واقعا مفرطا وهو يتجاوز الواقع المادي بعد أن أعطي أكثر من حجمه وبعده.

وهنا قال إن هذه الشخصيات الافتراضية لا يجب أن تعطى لها الرمزية لأن تكون بعدا ثقافيا أو اجتماعيا أو سياسيا ويجب أن نفصل في الأمر بين التأثير الافتراضي والتأثير الواقعي ولو أن لهم الحجم الحقيقي والقوة الأدبية لعمّروا طويلا ولنا في كثير من سابقيهم أمثلة مدللة على ذلك حيث ظهرت محدوديتها بمجرد اصطدامها بالواقع ولو أن الأمر حدث وتعلق بشخصيات قوية مادية لاستطاعت الاستمرار ومواجهة التحديات في العالم الافتراضي، وهذا هو الأصح ولا يجب حسبه أن تكون الانطلاقة خاطئة حتى لا نحولهم إلى أبطال.

الخرجات الافتراضية الشهيرة تزول بسرعة

من جهته أوضح الأستاذ الهادي سعدي مختص في علم الاجتماع بجامعة بجاية إننا للأسف الشديد لم نفهم إلى غاية الآن مجتمعنا ولم نحاول فهمه ولا زلنا نتعامل معه بذهنيات ومصطلحات أتى عليها الزمن.

وأضاف المختص أن هذه الظاهرة لها ايجابياتها وسلبياتها وأبعادها الاجتماعية وهي توحي لنا بأننا نعيش في عصرين مختلفين ولا نملك بدائل في ظل ذلك.

وعلق الهادي سعدي على هذه الخرجات الافتراضية الشهيرة بأنها فقاعات تظهر وتزول مثل غيرها من الظواهر الاجتماعية السابقة واللاحقة، مؤكدا أن الوسائل الرقمية المتاحة حاليا تجعل الإنسان ينخفض أخلاقيا فالسقوط سهل جدا ولا يتطلب تفكيرا أو إبداعا يكفي فقط أن يحاكي صاحبه ما هو موجود في مواقع أخرى أما التفكير الايجابي فيتطلب إبداعا ورقيا فكريا وجهدا وللأسف لا نملك في الوقت الحالي أفرادا قادرين على ذلك وما يعكس الأمر هو خطابات وزرائنا التي تعكس عدم تكوينهم في التواصل.

ويضيف الأستاذ الجامعي أن تلك الفقاعات الافتراضية للأسف باتت قدوة غير أنها ما كانت لتكون كذلك لو لم تجد الحاضنة والمحيط الذي يحتويها وإلا لظلت مخفية والخطر يستطرد محدثنا يكمن فعلا في ظهورها وتجدرها وسط الآخرين والمحزن يقول المتحدث هو عدم ظهور النماذج الجيدة المفيدة التي بإمكانها أن تكون فقاعات مستمرة وليست نزوات زائلة.

وتطرق المختص في هذا السياق إلى مسألة بالغة الأهمية تكمن في إهمال علم الاجتماع كتخصص حيث بقيت الرسائل والأطروحات والبحوث في أدراج المكتبات من دون استغلال وهو ما جعلنا نتفاجأ من الظواهر المسجلة، وهناك ـ يقول الهادي سعدي ـ ظواهر أخطر ستظهر للعلن تنبأ بها علم الاجتماع وأهملها الساسة والقائمون على شؤون البلاد، ولا ندري إن كان الأمر متعمدا أو عرضيا، قائلا “لست أدري إن كان هذا غباء أو إرادة أو عدم تحكم في الواقع والمفاهيم”.

واستغرب محدثنا الرسالة التي وجهها وزير الثقافة لـ”ريفكا” يشكره فيها ويعتز به، موضحا أننا “بهذا الشكل نقتل المواهب الحقيقية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • شخص

    تقول الحكمة : (( الطبيعة تأبى الفراغ ))
    عندما تختفي و تضمحل الشخصيات ذات التميّز الفكري و الشخصية المؤثرة في المجتمع (و في كل المجالات)، يبدء التافهون ينمون كالفطريات حتى يجدوا لأنفسهم موضع قدم في المجتمع ثم يصيرون في صدارة وسائل الإعلام، لا يتوانون عن إعطاء رأيهم في المواضيع السياسية و الاجتماعية.
    و النتيجة ما نتخبّط فيه الآن من الرداءة المملّة التي لا تطاق.

  • مجبر على التعليق - بعد القراءة

    اين منسوطيش
    و اين انوس
    و اين و اين
    شرذمة مجتمع غير مسؤولين تعجبهم عدد الاشتراكات و لو على حساب الجزائر
    أش راكي رافدة آ الحنونة دزاير

  • العباسي

    معضمهم تمولهم فرانسا و كلبها المخرب يبان و يشيع الاا ادا طعن في بلاده او سخر منها واضحك الغير عليها مجرد بيادق ليس الا

  • eau de parfum

    موظوع جيد جدا ومفيد ; شكرا