-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في محاكمة مثيرة للعرافة انتهت بغلق عيادتها وتغريمها

مشعوذة الدواودة: الله منحني الحكمة في يدي اليسرى!

الشروق أونلاين
  • 15125
  • 1
مشعوذة الدواودة: الله منحني الحكمة في يدي اليسرى!
صورة من الارشيف

غصّت الأحد، محكمة القليعة، بجمهور غفير من زبائن وأقارب ومحبي الشوافة (ع. ف) من الدواودة، التي قدمت لمحكمة القليعة بتهمة النصب والاحتيال بممارسة الشعوذة والطب، بعد توقيفها من طرف أعوان أمن الدواودة.

  • مجريات المحاكمة التي انتهت بإدانة الشوافة (ف) ذات الصيت الكبير بتهمة مخالفة اتخاذ مهنة العرّافة والشعوذة طبقا للمادة 654 وتغريمها بـ500دج وتبرئتها من تهمة الممارسة غير الشرعية والنصب والاحتيال. المتهمة ذات 32 سنة، نفت أن تكون عرّافة وسمت نفسها بـ”الحكيمة”، هكذا أجابت:
  • القاضي: ضبطتك الشرطة القضائية وأنتِ تُزاولين نشاطا غير مرخّص، وقد عُثر على رصاص وحنّة وشمع، أنتِ شوّافة..
  • المتهمة: أنا لست شوافة، أنا حكيمة ولي حكمة أعطاني إياها الله في يدي اليسرى (وأشارت بيدها).
  • – أنا أيضا وفي كلتا يدي.
  • — أنا مريضة وقد أصبت بشلل في صغري ولم أشف بالعلاج و”السادات” هم من أعطوني الحكمة، أنا لست نصّابة، أنا أعالج بالشمع والحنة.
  • – كيف تتحول الحنة والشمع في يدك إلى علاج؟
  • — أنامركوبة” وقد أذن لي وكيل مقام ولي مليانة بهذا العمل، بشرط أن أفعل الخير.
  • – ماذا تفعلين، تقرأين الطالع و”تشوفي”، أليس هذا شعوذة؟
  • — لا، أنا لا “أشوف” أنا أعالج العين والسحر وأنزع الخلعة وأعالج أمراض السكر والضغط وحب الجلد.
  • – إذن، أنتِ طبيبة مختصة في كل هذه الأمراض، هل لديك رخصة لمزاولة هذا الأمر؟
  • لا أملك رخصة وأنا يأتيني الناس بإرادتهم وأعالجهم بالأعشاب التي ألمسها بيدي اليُسرى، ليأتي الشفاء وأنا أعمل هذا وراثيا من عند جدتي ولو أتوقف أصاب بمرض من هؤلاء “الأسياد“. كما أنني أمارس هذه الحكمة وأساعد الناس منذ 16 سنة ولم يحدث مشكل، أنا لا أشترط مالا ومن أعطاني هدية، الرسول يحب الهدايا.
  • – (القاضي متعجبا): الرسول صلى الله عليه وسلم يُحب الهدايا؟! وأكمل، ولكنك تمارسين السحر وتجلبين الحظ لهذا وذاك ويأتيك البعض يريد الرقية أو إبعاد هذا أو ذاك وتأتيك نساء يبحثن عن جلب رجل أو صديق، مثل هذه الضحية التي وجدتها الشرطة عندك وقد قصدتك للبحث عن زوج وأعطيتها شمعة وحنّة.
  • — أنا لست شوّافة وحكمتي في يدي اليُسرى، أضع الشمع والحنّة وآمر الزبائن بوضعها عند سيدي علي مبارك، فيأتي الخير.
  • – القاضي يستمع لضحيتين وجدتهما الشرطة لدى المتهمة بقصد البحث عن زوج وأخرى لعلاج مرض السكر عند والدتها، حتى لا يقطع لها رجلها، وقد اعترفتا أمام هيئة المحكمة بأنهما يصدّقانها.
  • أنتِ تعرفين أنكِ تمارسين عملا ممنوعا قانونا وأنتِ تخالفين القوانين، يجب أن تتوقفي.
  • — المتهمة (مقاطعة): لا يمكن أن أتوقف وأفعل هذا خوفا من إصابتي بـ”ضربة” أو “ركوب”.
  • وحين سأل القاضي الضحيتين، قالت إحداهما: أنا أذهب عندها للبحث عنزهري” ومازلت أنتظر تأثير شمعتها وحنّتها، ليضحك كل من حضر المحاكمة.
  • وكيل الجمهورية من جهته، وفي مرافعة قيمة انتقد لجوء المجتمع مع بداية 2009 إلى عالم الدجل والشعوذة ومن كل المستويات، وأمر المتهمة بالعودة للأصل وهو القرآن والطب والله هو الشافي، ليلتمس عاما حبسا نافذا و10 آلاف غرامة مالية.
  • دفاع المتهمة اعتبر الوقائع وهمية ولا علاقة لها بالقانون، حيث لا تنطلي تهمة النصب والاحتيال على المتهمة في المادتين 362 و556 من قانون العقوبات، مضيفين أن المتهمة “زوالية” ولم تصل لمستوى (مادام صولاي) وأن الجزائر مليئة بالمشعوذين والعرّافين وطب الأعشاب، والعرّافة موجودة من عهد سيدنا موسى، ليطالبوا ببراءة المتهمة، وهو ما أصدرته هيئة المحكمة بعد مداولتها، ليأمر القاضي المتهمة بغلق “العيادة”، وهو ما وافقت عليه المتهمة بصوت مرتفع وهي سعيدة بالحكم.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • بدون اسم

    الله يهدي من يشاء