-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
برامج تكوينية وحلول مبتكرة لتدارك الفجوة

مطبّات بمسار الانتقال الرقمي في الجزائر

محمد لهوازي
  • 4527
  • 10
مطبّات بمسار الانتقال الرقمي في الجزائر
ح.م

تراهن الجزائر على تحقيق وثبة سريعة، خلال السنوات القليلة القادمة لتدارك الفجوة في مجال الاقتصاد الرقمي والابتعاد عن التبعية لمداخيل ريع البترول غير المستقرة منذ عقود.

ورغم أن الجزائر تعيش مرحلة الاكتشاف والتعرف على نمط تجاري رقمي جديد إلا أن هذا الأخير يملك فرصا كبيرة للنجاح بامتلاكه لإمكانيات كبيرة قابلة للتطوير، بوجود أكثر من 22 مليون جزائري متصل بالأنترنت، كما أكد تقرير “أنترنت تراند 2019″، أنه من المنتظر أن تشكل العمليات التجارية الرقمية مع مطلع عام 2022، نسبة 17 بالمائة من مجمل البيع بالتجزئة في العالم، بينما ستكون 41 بالمائة من العمليات التجارية خاضعة للرقمنة، وهو ما يؤكد أن مستقبل التجارة سيكون حتما رقميا.

ويراهن خبراء الإقتصاد على التجارة الإلكترونية كي تصبح من دعائم الاقتصاد في القريب العاجل بخلقها لمناصب عمل جديدة، رغم أن الجزائر جاءت في المرتبة 107 في مؤشر التجارة الإلكترونية لعام 2019 لمنظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.

معوقات تفخخ طريق الاقتصاد الرقمي

ويعلق الخبير في الاقتصاد الرقمي، عبد الرحمن هادف، على ذلك بالعودة إلى وضعية الاقتصاد الوطني في الظرف الحالي ومدى قدرته على مواكبة التحولات المسجلة على الصعيد العالمي، حيث قال: “نلاحظ ومن خلال مؤشرات الاقتصاد الكلي مدى مستوى تدهور وهشاشة الاقتصاد الجزائري الذي يسجل عجزا هيكليا في الميزانية العمومية بما يفوق 10% من الناتج المحلي الخام وعجز في الميزان التجاري الخارجي بأكثر من 6 مليار دولار أمريكي في 2019 وتراجع نسبة النمو إلى أقل من 2 بالمائة ومن المرتقب أن يكون سلبي مع نهاية 2020 وبالموازاة نسجل  زيادة غير مسبوقة في نسبة النمو الديموغرافي، كل هذا نتيجة النموذج الاقتصادي المنتهج خلال العقود الماضية وبالتالي فإن الجزائر مجبرة على إعادة النظر في كل منظومتها الاقتصادية من أجل إعادة التوازن و إحداث إقلاع اقتصادي فعال ومستدام”.

وبخصوص المرتبة التي تحتلها الجزائر بالنسبة لمؤشر التجارة الإلكترونية، فيؤكد عبد الرحمن هادف في حديثه إلى “الشروق أون لاين” أن “الأمر ما هو إلا ترجمة للوضع الاقتصادي الوطني والذي يسجل تأخر كبير في الكثير من القطاعات وخاصة تلك التي لها علاقة مباشرة بتكنولوجيات المعلوماتية والاتصال، الأمر الذي يستوجب إعادة النظر ووضع أسس جديدة للنهوض بهذا القطاع، حيث أنه يجب تشخيص جاد للوضعية لتحديد المسؤوليات ومعرفة الاختلالات التي تعيق انطلاقة حقيقة للقطاع على غرار الإطار القانوني وتطوير البنية التحتية والهيكلية وأيضا كل ما يتعلق بالتنمية البشرية وتأهيل الكفاءات”.

ودعا القائمين على هذا القطاع وضع إستراتجية واضحة المعالم والأهداف للنهوض بسرعة وبصفة فعالة بغية تدارك التأخر المسجل والالتحاق بالدول الرائدة عالميا.

التخطيط والتكوين مفتاحا النجاح

وبخصوص دور الإرادة السياسية للانطلاق في تجسيد اقتصاد رقمي حقيقي، أكد الخبير على أن “هذه الإرادة أمر جد مهم حيث انه كان من بين الأمور التي طالب بها جميع الفاعلين في قطاع تكنولوجيات المعلوماتية والاتصال وبالتالي يجب الاعتراف بان استحداث وزارات مكلف بهذا الملف هو مكسب كبير وخطوة جد ايجابية يجب تثمينها واغتنامها، مما سيسمح من وضع الركائز الصحيحة لاقتصاد رقمي فعال وناجع وبالتالي أظن أنه يجب التفكير في سن مخطط بعيد المدى عل الأقل عشر سنوات 2020 – 2030 ذات أهداف ورزنامة زمنية واضحة (SMART PLAN)”.

وقال إن هذا الأمر سيسمح لكل الفاعلين التعامل والتفاعل مع هذه الهيئات من أجل النهوض بالقطاع من خلال برامج فعالة وذات منفعة للاقتصاد الوطني لكي لا نبقى في إطار النوايا ولكن نتقدم لتجسيد مجمل المشاريع وإرساء أسس جديدة لانتقال رقمي فعال يتماشى و النظرة الاقتصادية الجديدة للبلاد”.

وعلق الأستاذ عبد الرحمن هادف على إعلان شركة توزيع الكهرباء والغاز سونلغاز، قبل أيام، عن تخليها عن نظام دفع الفواتير عبر موقعها بسبب عدم تحكم المواطنين في وسيلة الدفع الالكتروني عن بعد، بقوله: “أتمنى أن لا يكون هذا التصريح حقيقي لأنه غير مبرر ولا يتماشى والتوجهات الحالية لأي مؤسسة اقتصادية بغض النظر عن الدور الاجتماعي الذي يجب أن تلعبه مثل هذه الشركات وبالتالي أظن أن الأمر هو مجرد أمر ظرفي للسماح للمؤسسة من تحيين النظام الذي تستعمله الشركة في مجال الدفع الإلكتروني”.

وأضاف: “في نفس الوقت أعتقد أن تكوين وتأهيل الكفاءات يعتبر من بين المحاور التي يجب العمل على تطويرها وتفعيلها والتي حسب ظني تكتسي أهمية عالية بالنسبة لقطاع الرقمنة. الجزائر تزخر بطاقات شبانية هائلة تحتاج إلى تأطير ومرافقة لكي تصبح القوة الضاربة والمحركة لهذا الانتقال التكنولوجي”.

وعاد الخبير إلى الحديث على “ضرورة تحسين مستوى المنظومة التعليمية والتكوينية بخلق ما يسمى بالأقطاب التكنولوجية وفي هذا الشأن أناشد القائمين على قطاع التعليم العالي والصناعة على إعادة بعث مدينة بومرداس كقطب تكنولوجي بامتياز وإعادتها إلى النظام الذي كانت تسير عليه في سبعينات وثمانينات القرن  الماضي، حيث كانت تزخر بأحسن المعاهد التكنولوجية على غرار المعهد الوطني للكهرباء والإلكترونيك والذي كان ثمرة شراكة جزائرية أمريكية. هذا المعهد الذي كون خيرة المهندسين والتقنيين الذين اشتغلوا في أكبر المخابر العالمية في مجال الإلكترونيك والرقمنة كمخابر IBM و INTEL و MOTOROLA”.

هواوي تستثمر في طاقات الشباب

وفي هذا السياق، أشار الخبير الاقتصادي، إلى أن الجزائر تزخر بطاقات شبانية ذات مستوى يمكنها أن تلعب دورا رياديا في مجال الرقمنة في حال تم تأطيرها والاهتمام بها، ما جعل الكثير من كبريات الشركات العالمية في مجال تكنولوجيات المعلوماتية تهتم بهذه الفئة للاستفادة من كفاءاتها مما سيعود حتما بالمنفعة على كل الأطراف (الدولة الجزائرية، الشباب وأيضا هذه الشركات).

وذكر المتحدث بالعمل الذي تقوم به شركة مثل “هواوي الجزائر” من خلال العمل القاعدي الملفت للانتباه ذو بعد استراتيجي بعيد المدى من خلال برامج تكوينية مبتكرة لصالح فئات كبيرة من الشباب وأيضا مرافقة العديد من الهيئات الفاعلة في مجال الرقمنة وتكنولوجيات المعلوماتية.

وأشاد بالتفاعل الايجابي الذي تلقته الندوة الافتراضية (الويبينار) تحت عنوان “كلنا معا 2020” والتي سمحت للكثير من التعرف على تقنيات جد متقدمة مثل الجيل الجديد لنظام G5 وأيضا تكنولوجيا الألياف البصرية FTTH والعديد من التطبيقات والبرامج الجد متطورة.

وشارك آلاف الطلبة والمختصين الجزائريين في “الويبينار” الذي نظمته شركة هواوي الجزائر، في 26 ماي الماضي حول تطوير التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصالات في الجزائر، حيث اشترك مئات المهووسين بالتكنولوجيات الحديثة على قناة اليوتوب، قناة البث المباشر لهواوي، حيث تعتبر هذه الصيغة الجديدة المبتكرة الأولى من نوعها في شمال إفريقيا بالنسبة لعملاق التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصالات.

وكان هدف الندوة عبر الأنترنت المعنونة “كلنا معا 2020” والتي نشطها شينبي جيريمي نائب رئيس شركة هواوي الجزائر و7 متحدثين جزائريين دربتهم شركة هواوي، وضع خبرة هواوي الرائد في مجال البنى التحتية للاتصالات تحت تصرف المواهب المحلية الشابة، وهكذا تعاقب الخبراء والمختصون لنقل معارفهم وخبراتهم حول مواضيع في صميم تطوير تكنولوجيات المعلومات والاتصالات.

وانخرطت الشركة في العديد من البرامج الموجهة للطلبة الشباب و المواهب الجزائرية على غرار “بذور المستقبل”، “أكاديمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات”، “منافسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات”، “معرض الشغل” و”صالون التكوين والتدريب”.

وقال مدير العلاقات العامة والاتصالات في شركة هواوي ألكسندر تيان، “نحن سعداء كثيرا لأن العديد من الطلاب الشباب شاركوا في هذه الندوة عبر الإنترنت وتمكنوا من مواكبة خبرتنا، خاصة وأنهم تبادلوا أفكارا مع خبرائنا حول قضايا إستراتيجية تخص تطوير تكنولوجيات المعلومات والاتصالات في الجزائر. نحن نؤسس تنميتنا على المواهب والمهارات المحلية بتعبئة المزيد من الموارد خاصة في هذا الظرف العصيب”

وأكدت نتائج استطلاع الرأي الذي أجري بعد “الويبينار” من قبل معهد الدراسات الجزائرية  (IEA)المكانة المتميزة التي تشغلها شركة هواوي، والتي يعتبرها حوالي 95 بالمائة من المستجوبين الشريك الأكثر موثوقية فيما يتعلق بقضايا تنمية تكنولوجيات المعلومات والاتصالات في الجزائر.

وتشير الدراسة إلى أن ما يقرب من 88 بالمائة من المشاركين أعلنوا أن هواوي شريك موثوق في إنجاز شبكات الجيل الخامس، كما سجل نفس النسبة المئوية بالنسبة لبناء شبكات الألياف الضوئية الجديدة، أما فيما يتعلق بالرقمنة، يؤكد 89 بالمائة من المستجوبين على موثوقية شركة هواوي.

وحسب أرقام معهد الدراسات الجزائرية، قال 90 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع أن النظام البيئي الريادي لهواوي داعم للشركات الجزائرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • رؤية جزائري

    خخخ، بدأ التنين يروج لملف ال5G.
    الجزائر لن تكون ذات اقتصاد ذو طابع انتاجي بل استهلاكي فقط والدليل ان الصين استثمرت ملايير الدولارات في إفريقيا لإحياء سوق كبرى لتسويق انتاجها فقط وبهاذا تستغني عن اكبر اعدائها المستهلكين وما خلفه في حربه الإقتصادية معها

  • HECHAICHI

    الرقمنة والمدن الذكية والأسورة الإلكترونية وغيرها من ....الخيال العلمي (بالنسبة لنا) وسائل عصرية لتهريب العملة الصعبة.

  • HECHAICHI

    نحن في حاجة لاقتصاد منتج أولا
    رقمنة اقتصاد الريع و الاستيراد لن يغير من تخلفنا المزمن

  • Omar one dinar

    Vous navez qua demane a nos freres et voisins marrocains ..ça faisait des annees et annees. Qils utilisaient online shopping par tout et pour tous....comme en europ

  • الزهرة

    لا يمكن تحقق هذ الامر الا بتغير جذري و كبير في عدة قطاعات ...البنوك الجمارك الادارة الاتصالات التجارة و عدة قطاعات اخرى ...الامر غير هين و يلزمه سنوات و سنوات للأسف نحن متأخرون بعقود حاليا و ليس سنوات من يتحكمون في هذ القطاعات ناس بعقلية الستينات و للأسف تم تمرير عقليتهم بشكل هرمي لمن هم تحتهم في المسؤولية ...امثلة بسيطة في قطاع الجمارك يتم حجز كل شيء تقريبا حتى العاب الاطفال ناهيك عن بدائية التعامل و القوانين ...تخيل انه يتم سرقة بريدك و نحن في عام 2020 ؟؟؟ فضيحة ...البنوك مخنوقة بقوانين بالية مستوردة ...التجارة الالكترونية محدودة جدا عندنا لانه لا توجد جدية في سن قوانين لتاطير هذ الامر .....

  • محمد☪Mohamed

    العالم يتجه إلى Payer avec sa voix ماشي غير le paiement sans contact
    وأنثم projet 2030 2040

  • كلمة انصاف

    شيئ جميل و جيد الرقمنة ... لكن يجب وضع احتمال توقف الانترنت او السطو على معلومات الاشخاص ... مواقع امنة غير مخترقة ماشي عبز قفلة طفي الضوء و راح كل شيئ.

  • واش خصك يا العريان؟ خاتم أمولاي

    ما دمتم تتكلمون عن المسار الرقمي سأتكلم لكم على البطاقة الذهبية وأمر غريب ومضحك يحدث معي لما أريد استخراج بعض أموالي من آلات الدفع التلقائي (DAB) فهناك عدة مكاتب بريد بالمدينة ولكن اكتشفت أن 3 آلات للدفع التلقائي بها لا تتعرف على البطاقة بينما تمر العملية عادية بمكاتب أخرى ... فعندما تحل وزارة البريد وتقنيات الإتصال هذا الإشكال المضحك والبسيط ولما يصل كذلك "ميساج" التأكيد للدفع عبر الأنترنت عن طريق البطاقة الذهبية لمختلف الفواتير (كهرباء-ماء-هاتف) الذي تتحدثون عنه بحماسة كاذبة وإشهار وكأننا بالسويد يمكن أن نتكلم عن رقمنة أكبر وأهم لكل القطاعات ولكن الآن نضحك....

  • الطاهر عين الطيبة المدية

    رقمنة كل القطاعات هو حلم قابل للتجسيد . وهناك جزائريين قادرين علي اهداد البرامج و الانضمة الجزائرية المنشأ . و السرعة في ايصال المعلومة من والي و بأقل التكاليف سواء بالنسبة للمواطن او الادارة
    و ما هو منتظر المزيد من التطبيقات الأمنة التي تضمن سهولة انتقال المعلومات و سريتها بين الادارة و الادارة و المواطن و الادارة . و الحلم هو صفر اوراق في التعامل البيني .
    و رقمنة القطاعات لها جانب اقتصادي و اجتماعي قد تخفف من أعباء و تكاليف التنقل بين ادارة و ادارة و امواطن وادارة و نرجوا أن لا ينقطع حبل الرقمنة في منتصف الطريق

  • populis

    المشكل عندنا ما زلنا لم ندخل في التعليم التطبيقي. ورثنا علم الدين ثم دخل عليه التعليم الكولونيالي من جهة و الرقي من جهة اخرى.
    مثال سغير فقط يعطيكم نظرة اولية شاملة
    في نطاق محو الامية مثلا..ينفق الملايين و الشهور لتعليم الاميين القراءة و الكتابة.
    ولا يعلمونهم كيف يملؤون استمارة ادارية كيف يكتبون طلب خطي كيف يسحبون اموال الكترونية كيف يملؤون شيك بنكي و شيك بريدي كيف يشترون عبر الانترنت كيف يمكنهم بعث اموال نقدية عبر الانترنت.
    الامي كان امي لا يعرف القراءة و الكتابة و خرج جاهل يعرف القراءة و الكتابة. خرج من الامية الى الجهل بالاشياء العملية.الميدانية اللتي تحيط به..لذالك ا