جواهر
لقب يتعب نفسية المرأة

مطلقة بدون زواج!

سمية سعادة
  • 6684
  • 17
ح.م

يسارع الكثير من الجزائريين المقلبين على الزواج إلى إبرام العقد المدني في بداية الخطبة كنوع من التعبير عن الاقتناع والاطمئنان إلى الطرف الآخر، غير أن بعض الظروف والمواقف تجبر أحد الزوجين على التراجع وفسخ العقد ليسترجع الرجل نصف مهره، وتفقد المرأة نصف “عقلها” بسبب كلمة “مطلقة” التي طالتها دون زواج حتى وإن كانت هي من سعت إلى هذه الخطوة لسبب من الأسباب.

ورغم أن الطلاق العادي، أو الطلاق  بعد الدخول، يترك أثرا نفسيا سيئا على المطلقة، إلا أن المرأة التي ينتهي ارتباطها قبل الدخول يجعلها تصارع شعوريين مختلفين، شعور المرأة التي انتهت حياتها الزوجية بالانفصال، وشعور قوي بالذنب لتسرعها في ربط نفسها بعقد كان يمكن أن تؤجله إلى أن تكتشف الرجل على حقيقتيه وتتعرف على ظروفه.

وبما أن الأمور المادية محسومة بالنسبة لهذه الحالة في قانون الأسرة الجزائري، الذي يضمن للرجل استعادة نصف المهر، ويحتفظ  للمرأة بالهدايا التي قدمت لها أثناء الفترة الارتباط، إلا أن الأثر النفسي لهذا النوع من الطلاق هو الذي يجعله مساويا للطلاق العادي وربما أسوأ منه.

حياة، هي واحدة من المطلقات قبل الدخول، اعتبرت اليوم الذي تقدم لها فيه شاب يحمل شهادة عليا ويعمل في المجال التربوي، من أسعد أيامها، خاصة بعدما وافق علي الارتباط بها بعد الرؤية الشرعية، حيث كانت تعتقد أن حظها لن يكون كبيرا في الزواج لكونها لا تتمتع بالجمال الذي يحبذه الرجال، وبعد عدة أشهر من الخطبة وإقامة العقد، فاجأها أهل زوجها في إحدى المناسبات بهدية بسيطة ملفوفة في كيس بلاستيكي أسود، ما جعلها تفهم الرسالة التي أرادوا أن يبلغوها بها، وهي أنهم غير راغبين فيها لابنهم، لأنه يتمتع بمستوى علمي كبير بينما   أنهت هي دراستها في التاسعة أساسي، ناهيك عن شكلها الذي لم يرق لهم، ولم تتأخر والدتها عن الإفصاح عن مشاعرها الحقيقية تجاه هذا التصرف، وقامت على الفور بالدخول معهم في مشادات كلامية كاشفة لهم أنها فهمت قصدهم من تقديم هدية بهذه الطريقة المهينة وأن ابنتها “غالية” و”عزيزة” ولا يمكن أن ترضى بهذا الاهانة، وبمجرد أن انتهت العلاقة وفسخ العقد بين هذين الخطيبين، دخلت الفتاة في حالة نفسية سيئة جعلها تصاب بصداع قوي أصبح لا يفارقها في أغلب الأوقات، خاصة وأنها أنهت كل استعداداتها للزفاف.

بينما لم تتردد أسماء في فسخ عقد زواجها من قريبها الذي يسكن في مدينة داخلية، بعد نحو سنة من إتمامه، رغم أنها استلطفته وأبدت رغبتها في الارتباط به، ولكن بعد أن تراجع عن وعده لها بتخصيص مسكن منفرد لها، واقترح عليها أن يعيشا في منزلهم الذي يقع في إحدى البلديات الصغيرة بصفة مؤقتة، قررت أن تنهي علاقتها به بتشجيع من والديها اللذين أقنعاها أنها لا تستطيع أن تعيش دون المستوى الذي كانت تعيشه في بيتهم، ورغم أنها شعرت بالذنب لتسرعها في قبول الارتباط بهذا الشخص ومعاناتها النفسية، إلا أنها تجاوزت هذه المرحلة بسلام بعد أن تقدم لها رجل آخر والذي انتقلت إلى بيته خلال شهور قليلة حتى لا تترك لنفسها أي فرصة للتفكير أو التراجع.

مشكلة الطلاق قبل الدخول أنه “يورث”المرأة لقبا لا تستطيع أن تتخلص منه، ولا يمكنها أن تقنع الناس بأن ما حدث ما هو إلا طلاق على الورق، وهو ما يجعل فرصتها في الارتباط برجل أعزب ضئيلة، خاصة إذا اتضح السبب الحقيقي من هذا الانفصال، لذلك من الضروري التريث والتفكير جيدا قبل إبرام العقود قبل الزواج.

مقالات ذات صلة