-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صحفيان مغربيان مُضربان عن الطعام بفرنسا بسبب تواطئها مع الرباط

معاداة السامية.. سلاح المخزن الجديد ضد معارضيه بأوروبا

سفيان.ع
  • 18396
  • 0
معاداة السامية.. سلاح المخزن الجديد ضد معارضيه بأوروبا
ح.م

اضطر صحفيان مغربيان يقيمان بفرنسا إلى خوض إضراب مفتوح عن الطعام، بعد اكتشافهما تواطؤا من سلطات باريس مع نظام الرباط الذي يسعى لترحيلهما، رغم حيازتهما لحق اللجوء السياسي، لكن الغريب في القضية أن مخابرات المخزن وإعلامه يوجهان لهما تهمة “معاداة السامية”، بسبب دفاعهما عن القضية الفلسطينية.
وأصدر الصحفيان دنيا وعدنان فيلالي (زوجان)، بيانا جاء فيه: “لقد بدأنا إضرابًا مفتوحًا عن الطعام يوم الجمعة 2 جوان 2023 ولن نوقفه إلا عندما نكون آمنين وتحترم حقوقنا كلاجئين سياسيين”.
وطالب الناشطان المنظمات الحقوقية، وكذلك الدول الديمقراطية، “بمساعدتهما في إعادة التوطين في بلد آمن، يحترم حقوقهما كلاجئين سياسيين، وكرامتهما كبشر وكذلك حريتهما في التعبير على النحو المنصوص عليه في اتفاقية جنيف”.
وحسب الناشطيْن، فإن مكتب الأمم المتحدة للاجئين في الصين اعتبرهما لاجئين سياسيين في عام 2021 وفقًا للمادتين 6 و7 من اتفاقية جنيف لعام 1951.
وأوضح الصحفيان أنهما تعرضا على مدى عامين على التراب الفرنسي للاضطهاد من قبل النظام المغربي والسلطات الفرنسية المتواطئة معه، حيث “تفضل باريس بدلاً من تطبيق القانون والقانون الدولي، الحفاظ على علاقتها الثنائية مع المغرب بطريقة مخزية”، على حد تعبيرهما.
وأوضح المعنيان أن سلطات باريس “قامت بحرمانهما من جميع حقوقهما كلاجئين سياسيين وحتى كبشر من أجل إسكاتهما”.
وحسب بيان الصحفيين، فإنهما محرومان من العمل والحماية، بل وصل تواطؤ السلطات الفرنسية إلى حد “اتهامهما بادعاءات كاذبة مثل التشهير الذي سبق أن استخدمه النظام المغربي ضدهما وكان وراء مغادرتهما البلاد”.
وكشف الصحفيان أنهما حصلا مؤخرًا على وثائق سرية للغاية تثبت نية السلطات الفرنسية، بالتعاون مع نظيرتها المغربية، ملاحقتهما من أجل إلحاق الأذى بهما وإسكات أصواتهما بحجة الحفاظ على العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأضاف البيان بلهجة التحذير: “نحمل النظام المغربي والدولة الفرنسية المسؤولية عن كل الاضطهاد الذي عانينا منه لمدة عامين على التراب الفرنسي وعن كل ما سيحدث لنا طالما أننا في فرنسا”.
ويتعرض الناشطان المقيمان بفرنسا، خلال الأشهر الأخيرة، إلى حملة مركزة تقودها مخابرات النظام المغربي ووسائل إعلام مقربة منها، من أجل حرمانهما من حق اللجوء، وبعد فشل كل محاولات تشويه سمعتهما، باستعمال تهم تبييض الأموال وغيرها، اهتدت أذرع المخزن إلى تهمة جاهزة، تتعلق باستعمالهما خطابا معاديا للسامية واليهود بفرنسا، بسبب انتقادهما التطبيع ودعمهما لفلسطين.
واستعمل النظام المغربي جمعية فرنسية تسمى “مرصد اليقظة للدفاع عن السامية”، من أجل تقديم شكوى ضدهما لدى وزارة الداخلية الفرنسية، من أجل حرمانهما من اللجوء السياسي وترحيلهما نحو الرباط.
وقبل أيام فجر الصحفيان “فضيحة” جديدة للنظام المغربي، بعد نشرهما تحقيقا عن احتضان المغرب فرعا لشركة دعاية وتضليل اعلامي صهيونية تدعى “تيم جورج”.
وحسب التحقيق الذي نشرته صحيفة إسبانية، فإن الفرع مكون من مكتبين، الأول متواجد بالرباط يعمل بشكل أساسي في مراقبة الأحزاب السياسية والجمعيات والمنشقين والصحفيين، وكل شخص أو هيئة في المغرب أو في الخارج يمكنه حسب تقدير المخزن، الإضرار بمصالحه.
أما المكتب الثاني فيقع بأغادير، وهو مختص في مراقبة الأشخاص المتكلمين بالحسانية، وهي لهجة عربية مستعملة في كل من موريتانيا والصحراء الغربية وفي مناطق أخرى من غرب إفريقيا.
ويشار إلى أن لجنة خاصة بالبرلمان الأوروبي وكذا منظمات حقوقية، سبق وأن أكدت استعمال النظام المغربي لبرنامج بيغاسوس للتجسس على الصحفيين والناشطين داخليا وخارجيا.
وكان من ضحايا التجسس، الصحفي عمر الراضي المسجون منذ 2020، بعد اتهامه بالاغتصاب، حيث كشفت منظمات حقوقية عن اختراق هاتفه باستخدام برنامج بيغاسوس، شأنه شأن زميله الصحافي سليمان الريسوني (49 عاما) المعتقل في الدار البيضاء منذ ماي 2020، أين يمضي عقوبة بالسجن خمسة أعوام بعد أن لفقت له قضية “اعتداء جنسي” أيضا.
وحسب هذه المنظمات، فإن هذه القضايا تعد عينة عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في المغرب، حتى وصل الأمر إلى سجن وزير سابق لحقوق الإنسان عقابا له عن تعبيره عن رأيه الخاص في شؤون القصر الملكي الشاغر منذ مدة طويلة بسبب الوضع الصحي لمحمد السادس وغيابه عن المملكة والغموض الذي يكتنف أفق السلطة في ظل تطاحن أركان البلاط الملكي وهيمنة اللوبيات الصهيونية على القرار السياسي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!