العالم
زملاؤهما غضبوا وقدموا استقالاتهم

معاقبة شرطييْن لاعتدائهما الصادم على مُسن أمريكي

الشروق أونلاين
  • 5810
  • 8
دبليو بي إف أو / رويترز
لحظة وقوع المُسن الأمريكي على الأرض بعد دفعه من الشرطة بمدينة بوفالو في ولاية نيويورك يوم الخميس 4 جوان 2020

قدّم فريق الاستجابة لحالات الطوارئ في إدارة شرطة مدينة بوفالو في ولاية نيويورك الأمريكية، والمؤلف من 57 شرطياً، استقالة جماعية؛ رداً على إيقاف شرطيين من الوحدة، لدفعهما رجلاً مسناً (75 عاماً) وطرحه أرضاً، أثناء التظاهرات والاحتجاجات المنددة بمقتل جورج فلويد، في مشهد أثار صدمة الأمريكيين.

ونقلت صحيفة “ذي بوفالو نيوز” تأكيداً من اتحاد شرطة بافالو، واثنين من قوات إنفاذ القانون بأن الشرطييْن قدما استقالتيهما.

وكانت قناة “سبيكتروم نيوز” أول من أشار إلى تطورات استقالة أعضاء الوحدة “دعماً للشرطيين الموقوفين”، وفقاً لما ذكرته صحيفة الإندبندنت البريطانية.

من جهته، قال جون إيفانز، رئيس اتحاد جمعية الخيالة في شرطة بوفالو، إن الشرطييْن كانا “يؤديان عملهما”، وإن الرجل “انزلق” أثناء الاحتكاك، مضيفاً: “موقفنا هو أن هذين الشرطيين كانا ينفذان أوامر نائب مفوض الشرطة جوزيف غراماغليا بإخلاء الميدان”.

وأشار إيفانز إلى أنه “لم يحدد الأمر إخلاء الميدان من الرجال دون سن الخمسين أو مَن أعمارهم بين الخامسة عشرة والأربعين. كانا يؤديان عملهما ببساطة، لا أعرف مقدار الاحتكاك مع الرجل، ولكنه في تقديري انزلق، فقد سقط إلى الخلف”، حسب موقع “عربي بوست”.

ووفقاً للصحيفة البريطانية أيضاً، جاءت الاستقالة الجماعية في أعقاب إخطار الاتحاد لأعضائه، الجمعة، أنه لن يتكفل بعد ذلك بدفع الرسوم القانونية اللازمة للدفاع عن الشرطيين في حوادث مواجهة المتظاهرين.

أما عمدة بوفالو، بايرون براون، فأصدر تصريحاً يشير فيه إلى استقالة الشرطيين من وحدة المهام التكتيكية، وليس من إدارة الشرطة الأكبر، وقال: “في الوقت الحالي يمكننا تأكيد وجود خطط طوارئ من أجل الحفاظ على خدمات الشرطة وضمان سلامة المواطنين في مجتمعنا”.

بدوره، قال مارك بولونكارز، المسؤول الإداري بمقاطعة إيري، في مؤتمر صحفي، الجمعة، إنه يشعر “بالاشمئزاز كلياً” من قرار الشرطيين الاستقالة من وحدة المهام التكتيكية.

من جانبه، يُحقق المدعي العام لمقاطعة إيري في الواقعة، ولكن لم تُوجّه أي تهم بعد، وقال إيفانز، إن نقابة الشرطة سوف تدفع أي رسوم دفاع لازمة للشرطيين، مضيفاً: “ندعم هذين الشرطيين 100 في المائة”.

فيديو يثير الغضب

وكانت صحيفة واشنطن بوست، قد نشرت، مساء الجمعة، فيديو يُظهر شرطيين وهما يدفعان مارتن غوجينو إلى الأرض، ما أدى لإصابة خطيرة في رأسه.

وأظهر الفيديو غوجينو الذي كان يتظاهر احتجاجاً على العنصرية وهو يمشي نحو الشرطة في ساحة نياغرا بنيويورك، قبل أن يدفعه أحد الضباط ليقع على الأرض ويُضرب رأسه على الرصيف ويستلقي دون أن يتحرك.

صُدم المشاركون في المظاهرات من المنظر، إذ بدا الرجل ملقى على الأرض، وقال أحدهم صارخاً: “إنه ينزف من أذنه! بينما بدأ الدم يتجمع تحت رأس الرجل، أما الضباط فاستمروا في المشي وتركوا الرجل على الأرض، قبل أن يتقدم ضابطا شرطة في الولاية لتقديم المساعدة”.

وتأتي الصدامات بين المحتجين وقوات الشرطة على خلفية واقعة مقتل فلويد، من أصحاب البشرة السوداء، وذلك بسبب طريقة اعتقاله التعسفية من قِبل عناصر للشرطة، حسب ما أظهره مقطع فيديو للحادثة.

وكان الشرطي ديريك شوفين قد جثا بركبته على رقبة فلويد، واستمر بذلك لدقائق، ولم يُنصت لتوسل الرجل البالغ من العمر 46 عاماً، عندما كان يقول “لا أستطيع التنفس”، وفي النهاية نُقل فلويد للمستشفى وتوفي.

وفجرت هذه الحادثة احتجاجات في عشرات المدن الأمريكية، وأجبرت السلطات على فرض حظر تجول في العديد من المناطق لاحتوائها، ولوضع حد لأعمال عنف صاحبت التظاهرات، كما أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هدّد باستخدام الجيش ضد المتظاهرين.

مقالات ذات صلة