-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
زيارات مكثفة لمسؤولي البلدين لتجسيد المشروعين

معبر تندوف وطريق الزويرات.. جسر الجزائر نحو العمق الإفريقي

ب. يعقوب
  • 1204
  • 0
معبر تندوف وطريق الزويرات.. جسر الجزائر نحو العمق الإفريقي
أرشيف

عقدت سلطات ولاية تندوف، مساء الثلاثاء، لقاءات مع وفد موريتاني رفيع المستوى متعدد القطاعات، بحضور أعضاء اللجنة الأمنية، لمعاينة وتفقد الروتوشات الأخيرة لمشروع تجهيز المعبر الحدودي الشهيد مصطفى بن بولعيد، علاوة على متابعة آخر اللمسات على الدراسات التقنية الميدانية الخاصة بمسار الطريق الذي يربط بين تندوف ومدينة الزويرات على مسافة 773 كيلومتر.
وعاين والي تندوف وكافة المديرين التنفيذيين المعنيين رفقة إطارات عن وزارة التجهيز والنقل الموريتانية وأعضاء يمثلون الجمعية الوطنية الموريتانية “البرلمان”، هذا المشروع الذي يبدأ من الحدود المشتركة بين البلدين انطلاقا من النقطة الكيلومترية 75 جنوب تندوف، مرورا على المناطق الحدودية في ولاية تيرس الزمور المتاخمة للحدود، لبلوغ الزويرات، ووقف مسؤولو البلدين على مسار الطريق الواعد ومحتويات المشروع، مؤكدين على ضرورة الحرص على انطلاقه في قادم الأيام وتزويد المناطق التي يمر بها الطريق بخدمات الماء والكهرباء والاتصالات لتعظيم فائدته الكبرى.
وأعلنت ولاية تندوف، عن زيارة وفد متعدد القطاعات جزائري موريتاني لهذا المسار، لوضع اللمسات الأخيرة، على الدراسات التقنية التفصيلية لهذا المشروع، الذي توليه السلطات الجزائرية أهمية قصوى، ما سيفتح بالنسبة للجزائر آفاقا كبيرة لولوج الأسواق الإفريقية، في ظل العلاقات الاستراتيجية الآخذة في التطور بين البلدين والتي تشمل أيضا قطاعات ومشاريع حيوية.
ووقعت الجزائر وموريتانيا مذكرة تفاهم تقضي بإنجاز طريق بري يربط بين المدينتين يبلغ طوله 773 كيلومتر، على أن يمنح حق تسيير الطريق بعد إنجازه، حسب النظام القانوني للامتياز، للجزائر لمدة 10 سنوات بعد دخوله الخدمة القابلة للتجديد ضمنيا، بما فيها محطات الخدمات والوقود التي سيتم تشييدها على طول الطريق من قبل شركة “نفطال”، بهدف توفير وتزويد المركبات وشاحنات نقل السلع والبضائع بالوقود.
وتضمن العدد الثامن من الجريدة الرسمية المرسوم الرئاسي رقم 23-68 المؤرخ في 7 فيفري 2023، التصديق على البروتوكول التنفيذي بين حكومتي البلدين حول التسهيلات والإعفاءات من أجل إنجاز مشروع الطريق البري الرابط بين مدينتي تندوف الجزائرية وزويرات الموريتانية الموقع بنواكشط بتاريخ 14 سبتمبر 2022، حول إنجاز هذا الطريق، والذي يراهن الجانبان عليه لتعزيز التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين موريتانيا والجزائر، نظرا لأهمية موريتانيا بوصفها سوقا وممرا في نفس الوقت للصادرات الجزائرية، التي توشك على بلوغ 100 مليون دولار العام 2023، إضافة إلى أن هذا الطريق الحيوي الذي يربط الجزائر بعمقها الإفريقي، يمكّنها من النفاذ إلى أسواق المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “ايكواس”.
ويلتزم الطرفان بموجب هذا البروتوكول، بمنح كافة التسهيلات التنظيمية والإدارية والجبائية والبنكية اللازمة لنقل وجمركة وعبور مواد البناء، بما فيها العينات الجيو-تقنية والتجهيزات والعتاد والمواد الاستهلاكية التي تستخدم في إنجاز هذا المشروع الاستراتيجي.
وسيتكفل مجمع يضم عشر شركات جزائرية بإنجاز هذا الطريق الصحراوي الحيوي، أبرزها عملاق الأشغال الكبرى في الجزائر “كوسيدار”، فيما سيتابع مكتب خبرة ودراسات جزائري عمليات مراقبة تنفيذ المشروع.
ويسابق الجانب الموريتاني الزمن لدخول المشروع حيز الأشغال، لأهميته لدى موريتانيا التي تسعى للاستفادة من عوائده تجاريا لمرور صادراتها من الثروة الحيوانية، وكذلك لحركة السفر البري بين البلدين، فضلا عن حصولها على رسوم عبور السلع الجزائرية إلى دول غرب إفريقيا. وكان إنجاز المعبر الحدودي الشهيد مصطفى بن بولعيد، أحد أبرز الملفات التي تصدرت أجندة زيارة الوفد الموريتاني، الذي وقف على آخر مراحل إنجاز هذا المشروع الواقع عند نقطة التقاء الحدود بين البلدين في ولاية تندوف.
كما يعتبر شريان المبادلات التجارية بين الجزائر وموريتانيا وأسواق غرب إفريقيا، حيث كثف عدد من المسؤولين الجزائريين الزيارات الرسمية إلى هذا المعبر الحدودي في الأيام الماضية لاستكمال المشروع وتسليمه في شهر جوان، كما حدد ذلك والي تندوف مخبي محمد في آخر زيارة قادته إلى ذات المنشأة الحدودية في 24 ماي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!