-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الجزائر توسع نفوذها في الفضاء الطاقوي

معركة عالمية للظفر بالغاز قبل الشتاء!

إيمان كيموش
  • 4810
  • 0
معركة عالمية للظفر بالغاز قبل الشتاء!
أرشيف

ارتفع سعر الغاز خلال الساعات الأخيرة إلى مستويات قياسية، تجاوزت تلك المحققة شهر جويلية 2008، وسط معركة عالمية بين الدول للظفر بكميات إضافية من هذا المورد الطاقوي وضمان التموين به قبل الشتاء المقبل.

قفزت الثلاثاء، وفقا لما تناقلته مصادر إعلامية دولية، أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مستويات غير مسبوقة منذ صيف عام 2008، حيث امتدت أزمة الطاقة في أوروبا إلى أمريكا، حيث سجلت العقود الآجلة للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة ارتفاعا بنسبة 4 بالمائة تقريبا، يوم الاثنين، لتستقر عند 9.68 دولار لكل مليون وحدة حرارية، وهو أعلى سعر إغلاق منذ شهر جويلية 2008.

ويقول الخبير الاقتصادي والطاقوي، عبد الرحمن عية، في تصريح لـ”الشروق” إن الجزائر تصدّر 3 أنواع من الغاز، وهي غاز البترول المميع الذي تم تسويق 2.4 مليار متر مكعب منه سنة 2019، والغاز الطبيعي المسال الذي تم تسويق 3.7 مليار متر مكعب منه في نفس السنة، والغاز الطبيعي للأنابيب، حيث تم تسويق 7 مليار متر مكعب خلال نفس الفترة.

ويرتبط غاز الأنابيب، حسب عيّة، بأسعار تعاقدية، على غرار تلك المبرمة مع إيطاليا وإسبانيا، والتي تخضع لعقود طويلة المدى، يمكن مراجعتها في حال تحسن سعر الغاز في السوق العالمية أو انخفاضه، إلا أن هامش هذه الزيادة يكون منخفضا، وعادة لا يتجاوز الدولارين لكل مليون وحدة حرارية.

أما النوع الثاني من الغاز، فيحوّل إلى شكله السائل ويباع في الناقلات لعدد من الدول على غرار تركيا التي تظل زبونا هاما للجزائر في هذا النوع من الصفقات، كما أن السلطات الجزائرية تمنح الأولوية للدول التي تربطها معها علاقة صداقة.

وتسعى جل الدول الأوروبية في خضم الحرب الروسية الأوكرانية لنيل أكبر حصة من الغاز في الصفقات المبرمة قبل شتاء 2022، مثلما يؤكد عية، أو الاستفادة من زيادة الكمية المضخة، أو الحصول على طرق جديدة للتموين في ظل استمرار الحرب وإمكانية وقف روسيا تموين أوروبا بالغاز، مشدّدا على أن سيناريو ارتفاع الأسعار سيستمر لـ3 سنوات أخرى.

من جهته، يؤكد الخبير الجيوستراتيجي، الإيطالي دانييلي روفانيتي، في تصريح لـ”الشروق” أن أزمة الطاقة الأوروبية أدت إلى ارتفاع الأسعار وخلق طلب أكبر على إمدادات الغاز التي تأثرت بالحرب في أوكرانيا، مما أعطى الجزائر المزيد من النفوذ في الفضاء الدولي، مضيفا “لا يمر يوم دون أن تتصل الدول الأوروبية بالسلطات الجزائرية لمناقشة المبيعات المحتملة”.

وأضاف المتحدّث، قائلا “يمكن أن يكون لأوروبا قرب تكتيكي واستراتيجي في بعض الجوانب مع الجزائر، رغم أننا نعلم أن الجزائر ستبقى على علاقات جيدة مع موسكو”، وأردف “لا نشك في أن طاقة الغاز خدمت الجزائر بشكل جيد، أتخيل أن سعر الغاز سيستمر مرتفعا لبعض الوقت في المستقبل، رغم صعوبة القول إلى متى لأنه يعتمد على عدة متغيرات، وليس فقط مسار الحرب الروسية الأوكرانية”.

في غضون ذلك، تغطّي الإمدادات الجزائرية أكثر من ربع الطلب الإسباني والإيطالي على الغاز، في وقت تظل سوناطراك ثالث أكبر مصدّر إلى أوروبا بعد روسيا والنرويج، في حين تعوّل الجزائر على تعظيم الإيرادات من ارتفاع الأسعار لتحسين المستوى المعيشي والاقتصادي للمواطنين، خاصة بعد تصريحات الرئيس عبد المجيد تبون، الذي أكّد “إذا كانت هناك إيرادات إضافية هذا العام، فأنا ملتزم بزيادة الأجور وإعانات البطالة”، مضيفا أن الجزائر تكافح من أجل “استعادة الكرامة”، إذ يقول روفانيتي إن “الرئيس تبون يعد ميثاقا اجتماعيا جديدا بفضل عائدات الطاقة الإضافية”.
وختم روفانيتي حديثه قائلا: “إضافة إلى الإصلاحات المنتظرة، يمكن أن يساعد الارتفاع في أسعار النفط والغاز العالمية بعد الحرب الروسية الأوكرانية على تحسّن الوضع المالي في الجزائر، وملء خزائن الدولة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!