-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الجولة الأخيرة من الدور الثاني لتصفيات كأس العالم قطر 2022

مع بلماضي “الخضر” في أمان.. و”الخيول” سيكتشفون حقيقة “الميدان”

توفيق عمارة
  • 5020
  • 0
مع بلماضي “الخضر” في أمان.. و”الخيول” سيكتشفون حقيقة “الميدان”
المنتخب الوطني

يخوض المنتخب الوطني الثلاثاء، أحد أهم وأقوى مقابلاته الحاسمة والمصيرية منذ نهائيات كأس إفريقيا 2019، وهذا حين يستضيف المنتخب البوركينابي، بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بداية من الساعة الخامسة مساء، في لقاء يندرج ضمن فعاليات الجولة الأخيرة من الدور الثاني لتصفيات كأس العالم قطر 2022، المؤهل لمباراة السد آخر المحطات قبل بلوغ “المونديال” العربي.

يعد لقاء “الخضر” و”الخيول” البوركينابية حاسما، حيث وعلى ضوء نتيجته سيتحدد هوية المنتخب المعني بالتأهل عن المجموعة الأولى من هذا الدور لتصفيات كأس العالم، إلى المباراة الفاصلة المقررة في مارس القادم، فالمنتخب الوطني يحتل حاليا المركز الأول في الترتيب العام برصيد 13 نقطة، وبفارق نقطتين فقط عن الوصيف منتخب بوركينافاسو..المباراة بين الرائد وملاحقه المباشر، ستكون حامية الوطيس وصعبة على كلا الطرفين، ولو أن الضغط سيكون كبيرا على الضيوف مقارنة بأصحاب الأرض، كونهم ملزمين بتحقيق الفوز من أجل التأهل، في وقت يكفي “المحاربين” نقطة التعادل لبلوغ الدور الأخير من تصفيات “المونديال”.

على ذكريات التأهل إلى “مونديال” البرازيل في 2014، وتجاوز عقبة “البوركينابيين” بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، سيتسلح رفقاء القائد رياض محرز بالعزيمة والإصرار لتكرار نفس الإنجاز والتأكيد على أن الجزائر هي “”الشبح الأسود” للبوركينابيين على مر التاريخ”، وهذا بناء على نتائج المباريات التي جمعتهما على مر السنوات الماضية، حيث التقيا في 20 مباراة، منها مواجهتان فاصلتان خلال “مونديال” 2014 بالبرازيل، وعادت الكلمة لـ”الخضر” بهدف لصفر بعدما انهزموا بـ 3 أهداف مقابل هدفين في وغادوغو.

حرب نفسية.. “المحاربون” لن ينهزموا في نوفمبر

أسالت هذه المواجهة الكثير من الحبر عبر مختلف وسائل الإعلام، لاسيما في ظل الحرب النفسية التي شنها “البوركينابييون” منذ أسابيع على أبطال إفريقيا لتشتيت تركيزهم، سواء من خلال تصريحات رئيس الاتحادية أو المدرب وحتى من خلال بعض التصرفات من قبل الاتحاد الكروي الذي لم يتوان في مراسلة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، عدة مرات للمطالبة بتغيير ملعب تشاكر ونقل المباراة خارج الجزائر، إذ وصل به الأمر إلى حد المطالبة بضرورة توفير الأمن والأمان للتشكيلة البوركينابية بالجزائر.

كل هذا لم يعره المسؤول الأول عن العارضة الفنية للمنتخب الوطني جمال بلماضي اهتماما كبيرا، واكتفى بالرد في ندوته الصحفية السابقة على أن “الرد الحقيقي سيكون في الميدان”، وبالتالي فإنه آن الأوان و”الخيول” البوركينابية ستكتشف اليوم حقيقة الميدان وأن كلام بلماضي ليس بمجرد كلام.. والتجسيد سيكون بملعب تشاكر التاريخي الذي لم تسجل به أي هزيمة للمنتخب لحد الآن، وهذا بأقدام وقلوب “محاربين” يأبون الاستسلام والخسارة في شهر نوفمبر شهر الثورة والثوار، تحت أهازيج 14 ألف مشجع يرتقب حضورهم المباراة.

تشاكر جاهز.. بلماضي يستعيد “أسلحته” وهذه التشكيلة المحتملة

رغم أن المنتخب الوطني بحاجة إلى نقطة واحدة لبلوغ مباراة السد من تصفيات مونديال قطر، إلا أن بلماضي لا يفكر إلا في الانتصار، وهذا ما أكده بعد عودته من القاهرة إثر الفوز برباعية نظيفة على منتخب جيوبتي، وقتها قال بلماضي: “لا يهمني تعثر بوركينافاسو أمام النيجر (1-1)، تنتظرنا مقابلة هامة يوم الثلاثاء وعلينا الفوز من أجل أنصارنا”.

واسترجع بلماضي بمناسبة لقاء الثلاثاء جميع لاعبيه، بما فيهم يوسف بلايلي لاعب قطر القطري، الذي تدرب رفقة المجموعة بصفة عادية في اليومين الأخيرين، بعد الشكوك التي كانت تحوم حول إمكانية مشاركته في لقاء “بوركينا” بسبب إصابته في الكاحل خلال مباراة جيبوتي، كما سيستعيد اللاعبين المتحصلين على بطاقة صفراء والذين تمت إراحتهم في اللقاء السابق خوفا من تلقي إنذار آخر، والذي كان سيؤدي بهم للغياب عن مواجهة الثلاثاء، ويتعلق الأمر بمدافع بوريسيا موشنغلادباخ الألماني ومدافع قطر القطري جمال بلعمري ومتوسط ميدان تيفنتي الهولندي راميز زروقي.

الجزائر – بوركينافاسو (الثلاثاء بملعب تشاكر في الساعة 17:00)

ومقارنة بمواجهة جيبوتي الأخيرة، من المتوقع أن يدفع جمال بلماضي بـ6 أوراق جديدة، وهي وهاب رايس مبولحي في حراسة المرمى، فضلا على رامي بن سبعيني وجمال بلعمري في خط الدفاع، بجانب رامز زروقي في الوسط المدافع، مع الثنائي رياض محرز وإسلام سليماني في الهجوم.

وعلى ضوء ذلك، فإن التشكيلة المحتملة ستكون على النحو التالي: مبولحي، حلايمية، بن سبعيني، بلعمري، ماندي، زروقي، فيغولي، بن ناصر، محرز، سليماني (بونجاح)، بلايلي.

إلى ذلك، ومقارنة باللقاءين السابقين أمام النيجر وجيبوتي، فإن أرضية ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة تحسنت كثيرا، وهذا ما أراح المدرب بلماضي، الذي لم يتوان في الوقوف على مدى جاهزيتها بمناسبة إجراء أول حصة تدريبية بها أمس الأول.

الخضر أمام امتحان “الاحترافية والحزم” في لقاء بوركينافاسو

يقال بأن منتخبي ألمانيا وإيطاليا هما اللذان يكونان دائما في الموعد، ويلعبان المباراة التي يجب أن تكون في المواجهات الحاسمة، ولا يضيّعان فرصتهما مهما كان حجم المنافس، بينما تعجز بقية المنتخبات عن تسيير المباراة الحاسمة في بعض الأحيان وهذا ما يقدمه تاريخ الكرة المستديرة منذ أكثر من قرن. ففي الوقت الذي أصاب الغرور أحسن منتخب برازيلي في التاريخ في إسبانبا 1982 عندما ظن سقراطس وزيكو وفالكاو بأنهم سيسحقون إيطاليا المتوسطة المستوى في ذلك الحين، فازت عليهم بذكاء بثلاثية مقابل هدفين، وأقصتهم وفازت بالكأس بعد ذلك، وفي الوقت الذي خاف البرازيليون على أرضهم في نصف نهائي مونديال الرازيل 2014 كتمت ألمانيا أنفاسهم بسباعية كاملة في فضيحة الكرة الشهيرة وفازت بعد ذلك باللقب، وتمكن الطليان من حصد أربعة كؤوس عالمية، وفاز الألمان بنفس العدد، ولا أحد بصم بأنهما كانا الأحسن في كل الدورات التي تُوّجا بها.

التعامل مع المواعيد الكبرى خان الجزائر في عقود كثيرة، حيث يصاب المناصر بالصدمة من الأداء وأحيانا من النتيجة، كما حدث في نصف نهائي الكان 2010 أمام مصر عندما سقط المنتخب بالرباعية، أو أمام نيجيريا في نهائي 1980 عندما خسروا بثلاثية نظيفة في النهائي، ولعبوا مباراة سلبية كادوا خلالها أن يتلقوا سبعة أهداف أو ثمانية في النهائي.

صحيح أن ما يهم في مباراة اليوم أمام بورينا فاسو هو بلوغ مباراة السد، حتى ولو بالتعادل السلبي، ولو خيّروا أي جزائري ما بين التأهل بالوجه الباهت أو اللعب الرائع الذي لا يحقق المراد، لاختار الأول، وصحيح أن المنافس سيلعب مباراة الثلاثاء وليس له ما يخسر، مما يعني أن كل لاعب في سيقذف بكل قوته في الميدان، لكن لا أحد يتمنى أن يعيش الخضر وأنصارهم سيناريو مباراة خريف 2013 مع خاليلوزيتش، أمام نفس المنافس وفي نفس الملعب عندما سجل رفقاء مجيد بوقرة هدفا من ضربة حظ، وكادوا أن يتلقوا هدفا قاتلا يقصيهم في الثواني الأخيرة من اللقاء، وأدوا حينها مباراة في منتهى السوء، لأن المنتخب حاليا هو بطل لإفريقيا، وبحوزته أرقام قياسية قابلة للتدعيم، ويطمح ليحقق في المونديال القادم في قطر 2022، أكبر وأحسن النتائج أمام أشهر منتخبات المعمورة، وكل الأنظار متوجهة نحوه ولا يمكنه سوى أن يكون في الموعد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!