مع نسور سيرتا
كل الأندية الجزائرية عندى سواسية.لا أفضل ناديا على آخر فى أي مباراة او أي مسابقة.والشعور بالحياد أمر رائع فى عالم الرياضة، لأنه يحررك من ضغوط القلق والتوتر والفرح والحزن والغضب عند مشاهدتك للمباريات لاسيما الحساسة منها.
ولكن الإنسان المحايد تنتابه احيانا مشاعر تعاطف فى لحظات معينة سواء مع شخص ضد آخر او فريق ضد آخر او ملاكم ضد آخر دون ان يكون له اي انتماء او ارتباط بالشخص او الفريق الذى يتعاطف معه.. ولا يكون له بالطبع عداء او مشاكل مع الشخص او الفريق الثاني.
وأذكر انني تعاطفت كثيرا فى العام الماضي مع وفاق سطيف في مسابقة دوري الأبطال الإفريقي على أمل ان يعيد اللقب الكبير إلى احضان الجزائر بعد غياب طويل.. وفرحت كثيرا عند تتويجه بجدارة في الختام.. وتعاطفت تماما مع النجم الموهوب كريم زياني في تشكيلة الخضر في مونديال 2010، وتكرر التعاطف في مونديال 2014 مع اسلام سليماني.. وهو ما اشعر به الآن حيال النجم رياض محرز الذي يرفع رؤوسنا عاليا بما يقدم مع فريقه ليسيستر سيتي في الدوري الانجليزي البريميرليج.
ولا أخفي سرا انني اتعاطف تماما مع اتحاد العاصمة في مهمته في نفس البطولة للموسم الحالي، خاصة في ظل نتائجه المميزة وعروضه القوية.. ولا شك ان فوزه على الوفاق حامل اللقب ذهابا ايابا في دوري المجموعة يمثل برهانا ضخما على جدارته بإبقاء الكأس الإفريقية الكبرى في الجزائر.
بذلت جهدا كبيرا مع القراء الأعزاء من خلال تلك المقدمة الطويلة لأتفادى غضب البعض منهم عندما اعلن الآن تعاطفي وفرحتي بصدارة نادي شباب قسنطينة للدوري الجزائري بعد مرور مرحلتين من انطلاقه.. وهو أمر لا يعني بالطبع تتويجه او اقترابه من الفوز باللقب الذي لم يحرزه في مشواره التاريخي الفريد الا لمرة واحدة فقط.
فرحتي بانفراد شباب قسنطينة (نسور سيرتا او النادي الرياضي القسنطيني) بالصدارة تحمل رائحة عبق التاريخ لناد يتيه انصاره فخرا أنه الأقدم تأسيسا في الجزائر.. وبين صفوة الأندية الافريقية التي تأسست في القرن التاسع عشر.. وأحمل داخلي دائما اعتزازا كبيرا بكل ما هو عربي أصيل وكل من يحمل الريادة في مجاله.. ولكنني اعجز دائما عن تبرير قلة انجازات النادي المحدودة قياسا بتاريخه الطويل وجمهوره الكبير.. وربما أجد في الأزمات المتكررة والخلافات الطاحنة التي تندلع باستمرار داخل جنباته مبررا لتراجعه عن الألقاب.. ولعل المشكلات الكبرى التي واجهته خلال الشهرين الماضيين دليل دامغ على نقص العمل الجماعي داخل القلعة الخضراء والسوداء.
وما صادفه النادي قبل شهرين من خلافات حادة في الإدارة المسيرة واستقالة الرئيس عمر بن طوبال مفصحا عن التدخلات الدائمة في عمله.. وانقطاع الصلة بينه وبين الشركة الحكومية طاسيلي للطيران التي تمتلك الحصة الكبرى في أسهم النادي وتجاهلت اغلب الطلبات التي قدمها للنهوض بالنادي.. ولا ينسى عشاق الفريق الأخضر والأسود الحادثة المريرة وغير المسبوقة بوجود اثنين من المدربين الفرنسيين معا وبرفقة احدهما محام ومحضر قضائي على ارض ملعب الشهيد محمد حملاوي قبل حصة تدريبية في ختام يونيو الماضي.. وكلاهما يدعي صلاحيته لقيادة التدريب من موقع المدير الفني.. بعد ان تعرض المدير الفني فرانسوا براتشي للإقالة اثر خلافاته المتكررة مع الإدارة وتم تعيين مواطنه هيبرت فيلود مديرا فنيا.. والواقعة تعكس فوضى إدارية لا تحدث في الأندية الكبرى.
أعود إلى تعاطفي خلال الموسم الحالي مع شباب قسنطينة، مشيرا ألى ان النادي يمتلك من اللاعبين ما يؤهله لانتزاع اللقب بعد 18 عاما من تتويجه الأول والأوحد.. وانضمام نجم الوسط الخبير مراد مغني إلى صفوفه يمثل صفقة ممتازة في توقيت جيد.. وقائمة اللاعبين غنية بالموهوبين من الحارس الدولي سيدريك سي محمد والوافد الجديد الإيفواري كورو كونيه وياسين بزاز صاحب هدف الفوز البديع في اللقاء الأخير ضد مولودية وهران والمدغشقري القصير المكير بولان فوافي صاحب أغلى الأهداف والانتصارات في جبال جرجرة عقر دار شبيبة القبائل في افتتاحية الدوري.. وخلفهم جمهور رائع تهتز له مدرجات ملعب الشهيد حملاوي في كل ظهور.
واختتم مؤكدا ان تعاطفي المؤقت مع شباب قسنطينة لا يعني تحاملي أبدا على اي فريق منافس.. بالأمس كنت مع النسر الأسود لوفاق سطيف، واليوم مع نسور سيرتا لقسنطينة.. ولا يعلم إلا الله مع من سأكون غدا.