الجزائر
انهيار أسعار الدينار وراء صرفهم ببذخ

مغتربون يلهبون أسعار كراء السيارات والعقارات

زهيرة مجراب
  • 10029
  • 28
ح.م

يفضل معظم المغتربين العودة لأرض الوطن خلال فصل الصيف، فتكون الفرصة للقاء الأهل والأقارب ولإبقاء الروابط والصلة بين ارض الوطن، بينما يعتبرهم أصحاب الخدمات والوكالات صيدا ثمينا وكنزا من “الأورو” بعدما تدهور الدينار في سوق الصرف وتراجعت قيمته، لذا يحرصون على أن يجمعوا منهم ما قد يغنيهم عن العمل طيلة عام كامل.
تعرف أسعار كراء السيارات والشقق الصيفية زيادات “مجنونة هذه السنة بعدما أصبح غالبية الزبائن المستفيدين من الخدمة والمترددين على محلاتها من المغتربين، لذا يحرص أصحاب الوكالات على الاستفادة منهم قدر المستطاع حتى إن البعض منهم اقتصر التعامل خلال موسم العطل عليهم فقط، بعدما أصبح معظمهم يحبذ التمتع وعيش شهر من راحة من خلال كراء سيارة مريحة ومكيفة تنقله وعائلته حيث يريد، وشقة مفروشة مجهزة على مقربة من شاطئ البحر ليرتاح من متاعب سنة كاملة.
وقد قفز ثمن كراء بعض أنواع السيارات مثل سامبول، ستاب واي، لوغان إلى 4800 دج بعدما كان في الأيام العادية 2700 دج، ويستغل أصحاب هذه الوكالات طول فترة إقامة المغتربين خلال العطلة الصيفية لأكثر من شهر، ليكون المبلغ المحصل من الصفقة حوالي 6 ملايين سنتيم إن لم نقل أكثر مع مبلغ ضمان يصل ل 3 ملايين، بالإضافة لبعض الوثائق مثل جواز السفر، رخصة سياقة لأكثر من 8 سنوات، وكشف لنا العديد من أصحاب وكالات السيارات خلال اتصالنا بهم تعمدهم تحديد عملية الكراء في مدة شهر أو أكثر، حتى يكون غالبية المستأجرين من المغتربين أو أصحاب الشركات حتى لا يجادلوه كثيرا حول السعر ويطلبوا منه تخفيضه فبد انهيار الدينار، مبلغ 6 ملايين سنتيم أو أكثر بالنسبة لهم لاشيء بالأورو.
وعلمنا من خلال حديثنا مع أصحاب وكالات السيارات بأن المغتربين يشترطون أن تكون السيارة جديدة ومكيفة فالقديمة لا تستهويهم، ويفضلون أن تكون مجهزة بمكيف ومذياع وكل ما يحتاجونه، حتى أن البعض منهم يفحص الكراسي و لا يتوانون عن الاحتجاج والاعتراض عن أي مشكل صغير قد يصادفونه في السيارة.
وليس كراء السيارات السوق الوحيد الذي تلتهب أسعاره نتيجة قدوم المغتربين فالشقق المستأجرة في ايام العطل هي الأخرى لم تسلم من الزيادات، خصوصا في المناطق الساحلية المعروفة بجمال شواطئها وكثرة الأماكن السياحية فيها، ليصل ثمن كراء شقة من غرفتين بتيشي في ولاية بجاية ل 11 ألف دينار لليوم، وثمن كراء إستوديو ببئر الجير بولاية وهران ب 8 آلاف دينار لليوم الواحد، وواصلت الأسعار ارتفاعها الجنوني ليصل ثمن كراء شقة من ثلاث غرف بإقامة بأسطوالي في العاصمة قريبة من شاطئ سيدي فرج ل 17 ألف دينار لليوم الواحد.
وتعد هذه الأسعار المتداولة في المواقع المخصصة للكراء مرتفعة جدا خصوصا وأنها قبل سنوات كانت في حدود 2500 و 4000 دج، بعدما كان غالبية المستأجرين من سكان الجنوب والولايات الداخلية الفارين من جحيم الحرارة. ليصبح المغتربون المتهافتون على الشقق المجهزة سببا رئيسيا في زيادة الأسعار من صيف لآخر، كون السواد الأعظم منهم لم يعد يحبذ البقاء لدى أقاربهم بل يفضلون استئجار المنازل والسيارات لينعموا بقسط كبير من الراحة والحرية.

مقالات ذات صلة