-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مفارقات عجيبة!

الشروق أونلاين
  • 1284
  • 0
مفارقات عجيبة!

رشيد ولد بوسيافة:boussiafa@ech-chorouk.com

مفارقة عجيبة تلك التي تحدث هذه الأيام في كل من فلسطين ولبنان… أمريكا وإسرائيل وتِرس المجتمع الدولي كلهم يساندون الرئاسة في فلسطين والحكومة في لبنان، ويعملون المستحيل من أجل إسقاط الرئاسة في لبنان والحكومة في فلسطين، وفي فلسطين نفسها كان المجتمع الغربي الذي نطلق عليه المجتمع الدولي يساند حكومة قريع على حساب منصب الرئاسة الذي كان يشغله الراحل ياسر عرفات، وبعد سنة واحدة انقلب المجتمع الدولي على نفسه وأصبح يساند الرئاسة على حساب الحكومة.علم جديد ظهر بعد هجمات 11 سبتمبر في العلاقات الدولية لا يمكن فهمه إلا في سياق تخلي العالم أجمع عن الموروث القانوني واعتماد مبدأ الموالاة البدائي، والأسلوب المتخلف في التدخل السافر في الشؤون الداخلية بالشكل الذي يخلق فتنا متتالية ويهدد المنطقة بصراعات تحت عناوين ودوافع مختلفة لدرجة أصبح الحديث فيها عن الوساطات لوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين أنفسهم، بل ويحدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ساعة الصفر لدخول وقف إطلاق النار بين فتح وحماس وكأن الأمر يتعلق بعدوين لدودين لا يجمع بينهما شيء.

من الغريب أن تتحول حركة فتح الرائدة في مسار تحرر الشعب الفلسطيني، إلى مدافع شرس عن مسار التسويات الذي ثبت فشله بعد سنوات من التجربة في الميدان، بل وتستنفر قياداتها والأجهزة الأمنية التي تدين لها بالولاء لتقاتل المنتسبين إلى حماس، لسبب بسيط هو رفض حماس الاعتراف بإسرائيل والدخول في منطق التنازل المبرمج الذي بدأ بمفاوضات أوسلو السرية.

وما مسارعة أمريكا وإسرائيل والدول الأوروبية إلى مباركة دعوة عباس إلى انتخابات مسبقة ورفض إجراء مماثل في لبنان إلا مثال على التعامل بانتقائية ودعم كل من ماتت قضايا الأمة في قلبه وقبل لنفسه أن يكون عرَابا لأمريكا وإسرائيل ومسوقا للأطروحات الانهزامية التي يؤمن أصحابها أن السيادة الوطنية يؤمنها المجتمع الدولي، والشعب الجزائري أدرى بهذه الحقيقة لمن أراد أن يتعلم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!