مكتبة منزلك تحفة جمالية وقبلة علمية

مطالعة الكتب من أهم الهوايات وأرقاها على الإطلاق، فرغم أننا في عصر التكنولوجيا والسرعة، إلا أن هذه الهواية ظلت مرتبطة دائما بالكتاب الورقي الذي ظل صامدا بهيبته وقيمته، لأن نكهة تصفحه لا تضاهيها نقرات على صفحات الويب، مهما بلغ رواجها وكثرة استعمالها.

ووجود الكتب في منزل ما دليل على اهتمام أفراده بالعلم، لذلك تسعى كل ربة بيت عصرية واعية، على ممارسة عائلتها لهذه الهواية المفيدة، لكن الخطوة الأولى لتحقيق ذلك لن تكون إلا بوجود مكتبة في البيت، وهذه بعض الاقتراحات لإنشاء مكتبة منزلية تؤدي دورها المعرفي والجمالي بامتياز.

مكان المكتبة:

ليس ضروريا تكليف زوجك بنفقة زائدة من أجل شراء مكتبة جاهزة، تستطيعين استغلال رفوف خزانة التلفزة أو أي خزانة أخرى تحتوي على رفوف شاغرة، شريطة أن تكون تلك الخزانة في مكان مناسب يتسلل إليه النور الطبيعي في النهار، ويتردد عليه الجميع باستمرار كغرفة الجلوس مثلا أو غرفة أطفالك.

أما إن كان بإمكانك شراء مكتبة جاهزة، فاحرصي على ما يلي:

– قياس عرض المكان المخصص لها وننصحك باستغلال المساحة الموجودة تحت الأدراج المنزلية أو في الطرقة

-استخدام المكتبة ذات الرفوف المفتوحة كفاصل بين الحجرات أو المناطق المختلفة من البيت.

-الحرص على شراء مكتبة ذات رفوف متحركة، حتى يمكن تعديلها حسب ارتفاعات الكتب.

-كما يحبذ أن يكون لونها وشكلها متناسقا مع بقية قطع الأثاث المنزلي.

ديكور المكتبة:

مكتبة المنزل ليست رافدا للمعرفة فقط إنما هي أيضا عنصر هام من عناصر الديكور المنزلي، تضفي رونقها الخاص على المكان لذا يجب وضع الديكور المناسب بإتباع الخطوات التالية:

التصميم المفتوح ولمسة الطبيعة: عندما تحيط الرفوف الخاصة بالمكتبة بالأبواب والنوافذ المفتوحة، فإن هذا يضيف لمسة طبيعية رائعة، يكتمل سحرها بوضع مزهرية صغيرة على الرف البارز، أو أي قطعة تزيين طبيعية موحية، كقطعة من جذع شجرة، أو قوقعة بحرية جميلة أو هيكل رملي جذاب.

لمسة الرومانسية: يمكنك إضفاء جو رومانسي يتمازج مع رائحة الكتب وألوانها، بوضع شمعدان يحوي شموعا معطرة بألوان زاهية، أو مصباح ملون مع بعض الإطارات التي تحمل صورا مختلفة لها علاقة بالعلماء والعلوم مثلا، أو حتى صور تذكارية واطارات أدعية وآيات قرآنية.

شخصية المكتبة:

 لكل شخص ميولات ومواهب خاصة، وأنت بذكائك تدرسين جيدا شخصيات أفراد أسرتك وميولاتهم، بداية بنفسك ثم زوجك انتهاء بأبنائك، ولكي تساهمي بشكل ناجح في تنمية مواهبهم، وإثراء رصيدهم المعرفي والثقافي وتشجيعهم على المطالعة، عليك أن تختاري الكتب المتلائمة مع شخصية كل فرد، ولا تنسي التذكير دائما بهوية أسرتك من خلال إثرائها بالمصاحف والكتب الدينية والتاريخية.

دور المكتبة:

حتى لا تبقى مكتبتك قطعة من ديكور يقتصر دورها على ملء شغور المكان لا بد من إستراتيجية تحفزين بها أفراد عائلتك على المطالعة، فرغم كونهم عايشوا معك أجواء إنشائها وتجهيزها بمختلف الكتب، غير أن ذلك ليس حافزا كافيا لدفعهم إلى المطالعة وتحبيبهم فيها، فالدور الأهم يقتضي منك ما يلي:

اصطحبي أبناءك إلى المكتبات لشراء الكتب، ودعيهم يختارون بأنفسهم ما يجلب أنظارهم ويستميلهم من الكتب المفيدة والمناسبة لأعمارهم.

المبادرة في تخصيص وقت لمجالسة الكتب تبدأ منك، فاحملي أمام أبنائك كتابا وطالعيه، وشاركيهم ما استفدته منه.

رغبيهم في إتمام مطالعة كتبهم من خلال إغرائهم بمكافآت رمزية حال إنهائهم.