جواهر
وجهات نظر

ملابس المرأة ليست القضية!!

سوسن زكي
  • 2259
  • 11
ح.م

أليس غريبا أن يظل العالم العربي يناقش قضايا قديمة.. ولا يحسم الأمر مهما مرت السنوات؟! مثل قضية النقاب التي عادت مجددا لتثير الجدل.. وكأننا مكتوب علينا أن نظل نناقش قضية بعينها في كل الأزمنة تقريبا..

 ففي زمن يناقش العالم فيه صعود الإنسان إلي الكواكب الأخرى.. وتستعد الدول المتقدمة لتنظيم رحلات فضائية خارج الكرة الأرضية.. يعود الجدل من جديد حول قضية النقاب.. الذي قررت الجزائر مؤخرا منع النساء من ارتدائه في الأماكن العامة.. وعلى الفور أسرع نائب برلماني مصري هو الدكتور حامد أبو أحمد إلى إعداد مشروع قانون لمنع النقاب في أماكن العمل..

وأنا شخصيا أرى أن الزي مسألة شخصية ترتبط بقوانين الدولة.. وقد تم حسم هذه المشكلة من قبل عندما أفتى العلماء بأن الإسلام لم يقر هذا الزي للمرأة  على عكس الحجاب.. المنتشر في العالم الإسلامي.. لكن من حق المرأة أن ترتدي ما تشاء بما لا يتعارض مع القوانين.. فالطبيبة والمدرسة ومهن عديدة لا تحتمل أن تعمل بها المرأة وهي ترتدي النقاب.. ومن حق رجال الأمن أن يتأكدوا من الذين يدخلون الي أماكن العمل سواء الرجال أو النساء.. وبالتالي يلتزم الجميع بتطبيق القانون.. ولا مجال هنا لإثارة مسألة الزي حتى لا نغرق في قضايا جانبية تبعدنا عن القضايا الأهم للوطن.. ابتداء من التربية والتعليم لإعداد أجيال المستقبل لكي يساهموا في تنمية الوطن

في سبعينات القرن الماضي كانت الفتيات يذهبن إلى الجامعات بدون تغطية شعر الرأس ثم جاءت مرحلة انتشر فيها الحجاب.. وكنا في شبابنا المتقدم نرى أن الملابس حرية شخصية.. وسرعان ما دخل مصممو الأزياء والمتخصصون في الأناقة وطوروا صناعة الملابس.. وصار للحجاب أشكال وأنواع لاحصر لها.. وحدث ذلك مع النقاب حيث انتشرت المحلات الني تبيع (العبايات) بألوانها الداكنة.. وصاحب ذلك جدل لا ينتهي حول تحريمه وتحليله لكي ينشغل الجميع.. والفائدة بالطبع لمصصمي الأزياء والمحلات التي تحقق أموالا طائلة

وتعالوا نبحث عن خروج آمن لهذه المناقشات التي تدور في دائرة مفرغة.. فكل الأديان أمرت بالاحتشام.. ومع ذلك نرى نساء يرتدين ملابس جريئة.. وعندما يصطدم الأمر بالقانون تتم المحاسبة.. وهو مايجب أن نحتكم اليه سواء ارتدت المرأة النقاب أو غيره.. فمادامت تلزم بقوانين البلد فلا داعي لمناقشة القضية من جديد.. وتعالوا ننافش قضايا المرأة الجادة التي تساهم في التنمية وإعداد جيل المستقبل

إن ملابس المرأة لا يجب أن تشغلنا كثيرا.. فالمرأة بفطنتها تعرف مايجب أن ترتديه ولا تحتاج وصيا يفرض عليها زيا محددا.. وهي بذكائها تدرك أن القوانين أساس التعامل بين البشر.. وهذه القوانين لا تتعارض مع الأديان السماوية..

لا تشغلونا بملابس المرأة وتعالوا ندرس وسائل النهوض بأوطاننا.. وكيف نستغل كافة الطاقات لتنمية الوطن بعيدا عن قضايا جدلية لا نحتاجها الآن.

مقالات ذات صلة