-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دول عديدة تسارع الزمن لتعويض غينيا

“كان 2025”.. ملف الجزائر الأوفر حظّا وفق شروط “الكاف”

توفيق بوفروم
  • 23837
  • 0
“كان 2025”.. ملف الجزائر الأوفر حظّا وفق شروط “الكاف”

بعد إعلان الجزائر الرسمي عن ترشحها لاحتضان كأس أمم إفريقيا 2025 خلفا لغينيا التي سحب منها شرف التنظيم لعدم جاهزيتها، فإن الكثيرين يتساءلون حول قدرة بلدنا على النجاح في استقبال أكبر حدث كروي في القارة السمراء، خاصة مع وجود ما لا يقل عن 10 دول أبدت رغبتها في خلافة غينيا بعد سنتين من الآن.

ووضع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم دفتر شروط جديد سنة 2018 بالنسبة للدول الراغبة في تنظيم “الكان” مثلما أكدته الشروق في عدد أمس، وهذا عقب رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 فريقا، وهو ما بات يحتاج لوسائل لوجسيتيكية وبنية تحتية كبيرة للنجاح في التنظيم، وتفادي تكرار ما حدث خلال نسخة الكاميرون الأخيرة، والتي كانت من بين أفشل الدورات تنظيميا، وبإلقاء نظرة على دفتر شروط “الكاف” يتضح جليا بأن الجزائر في أحسن رواق بغية الظفر بشرف التنظيم، خاصة مع الدعم غير المعلن لرئيس الاتحاد الإفريقي للعبة موتسيبي لبلدنا من أجل عودة “الكان” لأحضان هذا البلد القارة بعد 35 سنة عن آخر نسخة نظمتها الجزائر، وكانت ذلك سنة 1990، وفاز “الخضر” حينها بأول لقب في تاريخهم.

وبشكل عام، فإن دفتر الشروط يلزم البلد المترشح على توفير 6 ملاعب، منها ملعبان لا تقل سعتهما عن 15 ألف متفرج، وآخران بطاقة استيعاب 20 ألف متفرج، بالإضافة لملعبين بـ40 ألف متفرج على الأقل، مع الأخذ بعين الاعتبار بعض المتطلبات الأخرى في هذه المنشآت منها اشتمال كل ملعب على 4 قاعات لتغيير الملابس، مزوّدة بالحمامات والمراحيض، وقاعة حكام، وأخرى للكشف عن المنشطات، وغرفة “الفار”.

وعلى البلد المستضيف أن يوفر لكل مجموعة من المجموعات الست ملعبين لإجراء التدريبات والاستعداد للمباريات، على أن يكونا معشوشبين طبيعيا، مع ملعب احتياطي يتم اللجوء إليه للضرورة، وتطبق عليها نفس معايير الملاعب الرئيسية باستثناء عدم وجود شرط توفرها على مدرجات، كما يجب أن توضع سيارة إسعاف واحدة تحت تصرف كل منتخب مشارك، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود أماكن مخصصة لتدريبات الحكام.

ويفرض الدفتر الجديد أيضا ضرورة وجود 3 طرق لتزويد الملاعب بالطاقة الكهربائية، الأولى هي المصدر الطبيعي، والثانية موّلد كهربائي لحالات الانقطاع المفاجئ، بالإضافة لمصدر طاقة منفصل مخصص للوحات الإلكترونية.

وفيما يخص البنية التحتية، فإن البلد الذي يقع عليه الاختيار يجب أن يضمن عديد الفنادق من فئة 4 و5 نجوم، في كل مدينة من المدن التي تم تحديدها لاستقبال منافسات الكان، مع تغطية تكاليف الإقامة للحكام والنقل، وكل المتطلبات طيلة أيام الدورة، وهو نفس الشيء للمنتخبات المتأهلة، حيث تضمن لهم الإقامات قبل 3 أيام عن إشارة الانطلاقة، ويومين بعد آخر مواجهة لكل منتخب، أما الرسميون فمن الضروري وضع طائرة خاصة بهم تحت تصرفهم حتى تسمح لهم بالتنقل في كل الأوقات لمتابعة مختلف المباريات في مختلف أرجاء البلد، مع تسليم الخطة الأمنية المنتهجة للكاف في ظرف لا يتجاوز 6 أشهر عن موعد انطلاق كأس الأمم الإفريقية.

وبعد سرد هذه الشروط، تبين جليا لنا بأن الجزائر لديها كل الحظوظ للفوز بشرف التنظيم، خاصة وأنها تستوفي كل الشروط وربما أكثر من أجل استقبال ضيوفها من مختلف أرجاء القارة السمراء، فجودة الملاعب لا خلاف عليها، منها 4 جديدة بالكامل، وهي ملعب وهران الجديد الذي احتضن مؤخرا ألعاب البحر الأبيض المتوسط في نسختها 19، والذي يعتبر تحفة حقيقية بشهادة مسؤولي الكاف الذين وصفوه بالجوهرة خلال زيارتهم التفقدية الأخيرة للوقوف على جاهزية المنشآت لاحتضان شان 2023 الذي سينطلق يوم 13 جانفي المقبل، ونفس الشيء لملعب براقي الجديد الذي يعد هو الآخر تحفة قلّ نظيرها في إفريقيا، كما أن الأشغال في ملعبي الدويرة وتيزي وزو شارفت على الانتهاء، دون أن ننسى تجديد الملاعب التاريخية من 5 جويلية بالعاصمة، مرورا بمصطفى تشاكر بالبليدة، وملعبي قسنطينة وعنابة في الشرق الجزائري، مع إمكانية حتى الاعتماد على ملعب سيق إن اقتضت الحاجة.

وبالنسبة للبنى التحتية، فإن الجزائر تملك إمكانيات ضخمة، من فنادق فخمة لسلاسل عالمية، ومطارات تستوفي كل الشروط اللازمة، خاصة مطار هواري بومدين الجديد بالعاصمة، ومطار وهران الدولي أحمد بن بلة بمحطته الجوية الجديدة، دون أن ننسى وسائل النقل الجوية والبرية، وشبكات الميترو والترامواي، والطريق السريع المزدوج على مسافة أكثر من 1200 كلم، وغيرها من الوسائل اللوجيستية التي تعد بإحدى أفضل النسخ في تاريخ “الكان” إن أسند شرف التنظيم للجزائر.

وإذا كانت هناك عديد الدول تسارع الزمن لتعويض غينيا في كان 2025، آخرها السينغال فلا يختلف اثنان حول جودة وأفضلية الملف حيث تملك الجزائر ملاعب مغطاة تماما متواجدة في العاصمة بملعبي براقي والدويرة، وفي تيزي وزو، ووهران بمركب ميلود هدفي، وهي عصرية وبمقاييس عالمية، وذلك ما تضعه الكاف في عين الاعتبار، أما بقية الأمور فلا وجود لفرق كبيرة من حيث جودة الخدمات خاصة مع تواجد إرادة سياسية كبيرة لدى السلطات العليا، وهو ما يعني ضمانات كبيرة لتوفير ميزانية محترمة تسمح بنسخة مميزة للغاية سنة 2025، إلا أنه ورغم أفضلية ملف الجزائر، لكن ذلك لا يعتبر كافيا للظفر بشرف تعويض غينيا، فيتطلب عملا ديبلوماسيا كبيرا وفعّالا من طرف الخارجية الجزائرية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة التي تسبق الإعلان عن الدولة المستضيفة الجديدة، كما أن النجاح في تنظيم “الشان” المقبل 2023 سيكون بمثابة أكبر دعم للملف الجزائري.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!