الرأي

ملكة بريطانيا “شريفة”!

عمار يزلي
  • 4209
  • 5

يبدو أن أئمة “إسلام السلط”، لم يعودوا يفرقون حتى بين “الخيار” و”السلاطة”، وما بين “الخرشف” والكرافس! تكرفست عليهم الأيام والفتاوى، حتى صاروا يقولون ما لا يعلمون، ويعملون ما لا يقولون !

من آخر شطحات مفتي “السيسي” هذه الأيام، قوله بأن ملكة بريطانيا “إليزابيت الثانية” هي من أحفاد النبي (ص)!. وأن جدها مسلم، كان يخفي إسلامه للحفاظ على الملك ويسمى هاشم! أي من بني هاشم قبيلة النبي محمد (ص)! الله أكبر! صارت بريطانيا مسلمة ولله الحمد! وفقط هكذا في رمشة عين تاريخية من مفتي مصر العظيم!! بل، دولة  الأشراف” أيضا، لأن ملكتها من آل البيت! (مع أني كنت قرأت قبل أيام سير ملوك بريطانيا منذ 1717م، فوجدت أن كل ملوك الفترة كانوا ماسونيين في خدمة حراس الهيكل” الصليبيين، الذين أخرجهم صلاح الدين الأيوبي من القدس بعد هزيمة شارل “كلب الأسد”! ثم انخرطوا في خدمة اليهود والصهيونية! والدليل أن بريطانيا، من خلال وزير خارجيتها “بلفور” هي من أهدت” فلسطين لليهود).

نمت على فتوى الشيخ جمعة، جمعة هذا الأسبوع، لأجد الحلم قد تحقق: الملكة “اليصبات” تعلن أن أباها مسلم من آل البيت وأنها تدين هي الأخرى بدين الإسلام وتشهر إسلامها على يدي وأرجل الشيخ جمعة مفتي مصر السيسي! ولأن الناس على دين ملوكهم، فبريطانيا تتحول من دولة لائكية مسيحية إلى دولة دينية إسلامية شيعية! لأنها تعلن أنها من أتباع الأئمة الـ 12 وأنها هي الإمام 13 المخفي!

هلل الشيخ جمعة ورقص العلاوي والنهارية والتويست والدجيرك، ورقصة “زوربا الإغريقي”، حتى داخ وتفردخ! رغم الحداد على العاهل السعودي رحمه الله. غير أن “شيعية” بريطانيا، لم تعجب السنة في مصر والسعودية ودول الخليج والدول الإسلامية الأخرى (من غير شيعة البحرين والسعودية واليمن ولبنان). مع ذلك، فرح الشيخ جمعة والسيسي وكل السياسيين بدخول بريطانيا في الإسلام، آملا أن تحذو فرنسا شارلي (ديغول) وأمريكا “بوعمامة” في الإسلام. فراح المفتي يبحث عن توليفة تثبت أن أوباما مسلم سني وأن الناس على دين رؤسائهم.. أي أنه على “مبارك حسن بوعمامة” (باراك حسن أوباما) أن ينشر الإسلام في العالم بقرار أممي وتحويل الدين الإسلامي إلى دين الجميع!

ما حدث هو أن ملكة بريطانيا بعد وفاة العاهل السعودي، تتحالف مع إيران وتعقد صفقة معها وتعلن أنها هي المهدية المنتظرة” لتسيطر الماسونية على العالم! الشيخ جمعة، ما كان عليه إلا أن أقنع نفسه بذلك، بدعوى أن الملكة أصلها رجل وتسمى “محمد” وأبوها عبد الله وكان هو الآخر يخفي إسلامه، وبذلك تكون هي التمهيد المنتظر (.. لخراب العالم وليس إسلامه!)

وأفيق وأنا أبكي ضحكا من الغباء المتأخر.. حتى لا أقول “المتخلف!

مقالات ذات صلة