الرأي

مليار لكل من ينتخب!

جمال لعلامي
  • 4541
  • 10

حتى وإن لم يختلف اثنان ولن تتناطح عنزتان، بأن أبا جرّة صاحب لسان مراوغ وسليط وسياسي محترف وداعية داهية وراق يضرب خط الرمل ويقرأ “الزمياطي”، ويُخرج الجنّ الأزرق من المسكونين، فإنه لا يُمكن دسّ “أخطاء” سلطاني بغربال خلال بعض تصريحاته، وقد صدق من قال: “من كثر كلامه كثر ملامه!”

قد يكون الشيخ لا يعرف “الهامر” وقد يكون ركب الزازطافا”، لكن أليس من الاستفزاز أن يزعم الشيخ بأن المليار مبلغ تافه”، وهو المبلغ الذي يكفي لشراء سيارة “الهامر” التي استأجرها خليفة الراحل محفوظ نحناح، من عند أحد ابناء الوزراء أو المسؤولين مثلما قال؟.

كم هو مؤلم ومؤسف أن لا يعني المليار شيئا في نظر رئيس حزب، لكن بالمقابل هناك زوالية أنهكتهم أسعار البطاطا، وهناك معذبون يقتاتون من المزابل، والأكثر من ذلك، أن هناك موظفين مازالوا يتقاضون أقلّ من الأجر الأدنى المضمون، المقدّر بـ 18 ألف دينار!

هل يُعقل أن يتمّ استفزاز الأغلبية المسحوقة بمثل هذا الكلام، ثم يتم توسل الجزائريين للمشاركة القوية والواسعة في الانتخابات، بل الدعوة إلى التصويت لصالح قوائم من يتفـّه مبلغ المليار؟.

قد يقول قائل: يا أبا جرّة ابحث عن المصوّتين وسط أصحاب البولميار، علهم يمنحون “التكتل الأخضر” أصواتهم ولما لا ملياراتهم، طالما أن العاجزين عن شراء كليوغرام بطاطا، تعرّضوا إلى “التخمة” الانتخابية، نتيجة الوعود والعهود الكاذبة والخطابات الاستفزازية!

من حق الوزير أن يركب “الهامر” ويملكها، لكن من حق المواطن طالما أنه يحمل الجنسية الجزائرية أيضا، أن يكون قادرا يا أبا جرّة على ملء قفته بخضار أصبحت تنهك حياته اليومية وتحرّضه على مقاطعة هذه الأحزاب وقياداتها ووزرائها ونوابها وأميارها ممّن يأكلون الغلّة ويسبّون الملّة!

يستحيل أن يركب كلّ الجزائريين سيارات “الهامر”، بل الملايين من الجزائريين لا يملكون حتى “زازطافا”، لكن لماذا لا يُتاح لكل جزائري أن يملك هذا المليار الذي يقول عنه رئيس حمس أنه “بلا معنى”؟.. الأكيد أن مثل هذه الخطابات ستنفـّر المواطنين من صناديق الاقتراع لا أن تحبّبهم فيها، حيث ينطبق بذلك على الشيخ المثل القائل: جا يكحلها عماها!

نعم، من بين مصائب الجزائر أن بعض المسؤولين، في لحظة فوبيا يتورطون في إطلاق رصاصات تفضح “الغار” الذي يختبئون فيه، وأكثر من ذلك فإنهم يؤلبون الناس على اليأس والإحباط، ثم فجأة يتحولون إلى “مساكين” يطلبون صدقات الجزائريين بالأسواق والمساجد والأرصفة العمومية كلما عادت الانتخابات!

ليس هكذا تورد الإبل يا أيها القياديون والمسؤولون، فأنتم تنفرون الجزائريين أو على الأقل شرائح واسعة منهم من ممارسة حقهم في الانتخاب، فكفى من الخطب العشوائية والفوضوية والاستعراضية التي تضرّ ولا تنفع، ولا يُمكنها بأيّ حال من الأحوال أن تغري وتستدرج المواطنين نحو مكاتب الاقتراع!

.. ما يحسّ بالجمرة غير ألّي كواتو، ولن يعرف فخفخة الهامر” و”بريستيجها” إلاّ من ركبها، ولن يتمرمد في “الزازطافاسوى من تعطّلت به وسط الطريق، وربما لا يستطيع أن يحسب المليار إلاّ اللسان أو الشيخ سلطاني

مقالات ذات صلة