الرأي

مليون عربي بظفر يهوديٍّ واحد!

حسين لقرع
  • 1497
  • 10
ح.م

لا تزال دولُ الانبطاح الأربع “تجتهد” في تقديم تبريرات ومسوغات تُقنع بها شعوبها، وكذا الشعوب العربية والإسلامية، بأنها اتخذت القرار الصحيح بتطبيعها مع الاحتلال، وهي تسعى بلا هوادة لإقناعها بأنّ “اتفاقات إبراهيم” أرست في المنطقة “أسس السلام وقيم التسامح والتعايش واحترام الأديان وقبول الآخر”؟!

هذه المبررات الواهية تطعن ضمنيا في مقاومة المحتلين الصهاينة، وفي معاداة الفلسطينيين والشعوب العربية والإسلامية لهم، وتُصوِّرها بأنها ناتجة عن عدم التسامح وعدم قبول الآخر ودينِه اليهودي، وهذه مغالطة لا يمكن أن تنطلي على كلّ ذي عقلٍ سليم؛ فالحقيقة أنّه لا مشكلة للفلسطينيين و1.7 مليار مسلم مع 14 مليون يهودي في هذه المعمورة، وهم لا يناصبونهم العداء بسبب دينهم، ولا يدخلون في مناوشات معهم في شتى دول العالم، بل إنّ صراعهم فقط هو مع الصهاينة الذين احتلوا فلسطين العربية الإسلامية، وغيّروا هويتها، ولا يزالون إلى الآن يرتكبون أبشع الجرائم بحق أهلها، ويسعون إلى تهويد مقدّساتها، ويرفضون التنازل للفلسطينيين عن أدنى حقوقهم…

لو جاء هؤلاء اليهود إلى فلسطين مهاجرين طالبين للرزق والإقامة والأمن كما فعلوا في شتى دول العالم، لقبلهم الفلسطينيون كما قبلتهم باقي الشعوب، ولعاشوا في كنفهم معزّزين مكرّمين، آمنين على أرواحهم وأملاكهم، لا يمسّهم أحدٌ بسوء، ولا يكترث أحدٌ بأيّ دينٍ يدينون، تماماً مثلما كان الأمر في الدول العربية قبل تركِها باتجاه فلسطين المحتلة، أما وأنهم قد دخلوها محتلين غاصبين بقوة السلاح، فكيف يمكن قبولهم؟!

إنّ حديث المهرولين عن “التسامح واحترام الأديان وقبول الآخر”، لا يحمل أيّ معنى غير القبول بالاحتلال الصهيوني لفلسطين، والتعايش مع الجلادين الصهاينة، وعدم إنكار جرائمهم اليومية بحقّ الفلسطينيين، وقبول ابتلاعهم المزيد من أراضي الضفة وضمّها، وتهويد المدن والمقدّسات… وهو انبطاحٌ وخنوع واستسلام كامل للاحتلال يتدثّر زورا بغطاء “التسامح” و”قبول الآخر”.

إنّ الذين يدعون اليوم إلى “التسامح” و”قبول الآخر” لتبرير ما لا يُبرَّر من هرولةٍ وخيانة ونذالة، نسوا أنّ الكيان الصهيوني قد سنّ قانونا يهمّش “الإسرائيليين” غير اليهود ويجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية، وهو “قانون القومية” الذي أدانه كل المحللين الغربيين المنصفين وأكّدوا بأنه يؤسس لنظام أبارتايد جديد في فلسطين، كما نسي هؤلاء المنبطحون الأذلاء تصريحاتِ قادة الكيان الصهيوني وحاخاماته الذين يرفضون الشعوب الأخرى ويصفونها بـ”الحيوانات” و”الفضلات البشرية”، ويتوعّدون بتحويل العرب إلى “حطّابين وخدم لليهود”، كما قال رئيسُ وزرائهم الأسبق إسحاق رابين يوما. يكفي فقط أن نقرأ تصريح الحاخام يعقوف بيران، وهو يهوديٌّ من أصل مغربي، للتأكّد من عنصريتهم وتعاليهم الذي فاق كل الحدود؛ إذ قال إن “مليون عربي لا يساوون ظفر  يهوديٍّ واحد”، أبعد هذا تحدّثوننا عن “التسامح والتعايش وقبول الآخر” يا عرب الذلّ والهوان؟!

مقالات ذات صلة