-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عرقاب يكشف عن مشروع تجريبي انطلاقا من أرزيو قريبًا

ممرّ الهيدروجين الجنوبي بخطى متسارعة من الجزائر إلى ألمانيا

حسان حويشة
  • 1764
  • 0
ممرّ الهيدروجين الجنوبي بخطى متسارعة من الجزائر إلى ألمانيا
أرشيف

تسارعت الأحداث والخطوات بشأن المشروع الضخم المسمى “ممر الهيدروجين الجنوبي” الذي ينطلق من صحراء الجزائر وصولا إلى ألمانيا مرورا بتونس وايطاليا والنمسا، تزامنا وإماطة اللثام عن الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين التي اعتمدتها وزارة الطاقة والمناجم رسميا.
في هذا السياق، جاء إعلان وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، خلال تصريح مشترك مع وزير الاقتصاد والمناخ، ونائب المستشار الألماني، روبرت هابيك، الذي زار الجزائر يومي الأربعاء والخميس، ليؤكد مرة أخرى جدية هذا المشروع الذي اتضحت معالمه أكثر فأكثر، ما سيجعل الجزائر مركزا إقليميا وعالميا لهذه الطاقة النظيفة والمتجددة.
وعقب محادثات مع الضيف الألماني، أعلن عرقاب عن مشروع تجريبي بين الجزائر وألمانيا، الهيدروجين الأخضر بمنطقة أرزيو بولاية وهران، موضحا أن خطة عمل قد وضعت لتطوير مشاريع الهيدروجين بين الجزائر والحكومة الألمانية، وذلك عن طريق فرق تقنية مشتركة بين سوناطراك وشركات ألمانية.
ولفت عرقاب إلى أن هذه الخطة تبدأ بإنجاز مشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر، في منشآت سوناطراك في أرزيو بوهران، بسعة 50 ميغاواط، مشيرا إلى أن الحكومة الألمانية ستساهم في تمويله بـ20 مليون يورو.
ولفت وزير الطاقة إلى أن هذا المشروع الأولي، ستتبعه عدة مشاريع أخرى لإنتاج هذه الطاقة النظيفة والمتجددة في الجزائر، وتسويقها نحو ألمانيا وأوروبا عبر مشروع الممر الجنوبي للهيدروجين .

وزير ألماني: بإمكان هذه الدول خلق عالم طاقوي جديد
من جانبه، صرح وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، عقب استقباله من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أن زيارته إلى الجزائر متعلقة على وجه الخصوص بالتعاون في المجال الطاقوي، مشيرا إلى أن بلاده تستورد الهيدروجين الأخضر وهو الهدف الرئيس لزيارته إلى الجزائر، كما عبر عن تفاؤله بالنسبة للمستقبل بناء على المقابلة التي أجراها مع رئيس الجمهورية.
وتحدث المسؤول الألماني بلغة واضحة عن ممر الهيدروجين، وذكر بأن ألمانيا والجزائر والبلدان التي تقع بينهما كإيطاليا والنمسا بإمكانها تجسيد مشاريع كبيرة جدا لخلق عالم طاقوي جديد.
ولفت نائب المستشار الألماني إلى أن بلاده على غرار دول الاتحاد الأوربي، ستخفض اعتمادها على الغاز بشكل كبير على مدى الـ 15 إلى 20 سنة القادمة، وسيتم إنشاء وحدات صناعية جديدة في جميع أنحاء ألمانيا ستكون قادرة على استبدال الغاز الطبيعي بالهيدروجين منخفض الكربون، الذي سيتم إنتاجه باستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وعلق بالقول “الجزائر لديها إمكانات هائلة في هذا المجال وهناك خط أنابيب للغاز موجود بالفعل يعبر البحر المتوسط يربط بين الجزائر وألمانيا، وبالتالي البنية التحتية موجودة بالفعل ويمكن استخدامها بسهولة لخلق بيئة مربحة وهذا يمكن أن يساهم الجزائر للتحضير لما بعد الغاز لضمان الازدهار والثورة المستقبلية”.

خارطة طريق جزائرية للهيدروجين
وتتزامن هذه التطورات الملموسة وغير المسبوقة، بالتزامن مع كشف وزارة الطاقة والمناجم عن الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين، مطلع الشهر الجاري، ستمر عبر 3 مراحل رئيسية وصولا إلى عام 2050، بشكل سيجعل من الجزائر مركزا عالميا لهذا المورد الطاقوي النظيف، بإيرادات سنوية متوقعة في حدود 10 مليارات دولار، واستثمارات تقارب 25 مليار دولار، وخصوصا تكلفة إنتاج من بين الأخفض في العالم.
وتتوقع خارطة الطريق الجزائرية للهيدروجين، التي نشرت “الشروق” تفاصيلها قبل أيام، تصدير كميات تقدر ما بين 30 إلى 40 تيراواط/ ساعة من الهيدروجين سواء في شكله الغازي أو السائل أو من المشقات، ستوجه لإمداد السوق الأوروبي بنحو 10 بالمائة من احتياجاته في حدود سنة 2040.

وفد “سنام” الإيطالية بالجزائر قريبا
كما أعلنت شركة “سنام” الإيطالية التي تعتبر شريكة في مشروع الممر الجنوبي للهيدروجين رفقة مجمع شركات ألمانية ونمساوية، نهاية جانفي الماضي، أن وفدا منها سيزور الجزائر في الأيام القادمة وسيعرج أيضا على تونس، للتباحث مع مسؤولين في الحكومة وشركة سوناطراك، والوقوف على مدى تطور الأمور بخصوص مشروع ممر الهيدروجين الجنوبي (South2 Corridor)، وشرح الفرص التي يمكن لهذين البلدين خلقهما في مجال تطوير إنتاج الهيدروجين.
واعتبرت “سنام” أن الجزائر وتونس تتمتعان بجاذبية كبيرة في مجال الهيدروجين، وخصوصا ما تعلق بالموارد والإمكانات، مشيرة إلى أنه بمجرد ذكر الجزائر وتونس يتبادر إلى الأذهان مباشرة وفرة سطوع الشمس بهذه المنطقة، موضحة أن إضافة لهذه الإمكانات الكبيرة هناك مناطق أخرى مهمة للغاية في هذين البلدين وتتوفر على مستويات عالية جدا من الرياح لتوليد الطاقة الكهربائية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!