-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يعتبرها فرصة للالتفاف على مدريد وإمداده بالغاز الجزائري

مناورة مفضوحة للمخزن في محاولة بيع “ناتورجي” للإماراتيين

حسان حويشة
  • 26233
  • 0
مناورة مفضوحة للمخزن في محاولة بيع “ناتورجي” للإماراتيين
أرشيف

بدأت تتكشف خيوط “مناورة مخزنية-إماراتية” فيما بات يعرف بمحاولات شركة “طاقة” الإماراتية لشراء كامل أسهم “ناتورجي” الاسبانية للطاقة، أكبر مشتر للغاز الطبيعي الجزائري، والتي تملك فيها سوناطراك حصة بأكثر من 4 بالمائة، الهدف منها هو الالتفاف على تحذيرات الجزائر لمدريد، وإمداد المملكة العلوية بالغاز الجزائري بعد الاستحواذ على العملاق الإسباني.
في هذا السياق، نقل موقع “إل كونفيدينثيال” الإخباري الإسباني، عن مصادر قال إنها “على صلة بالملف”، أن قصر المونكلوا (الحكومة) قد تم إخطاره بأن العملية تمثل أهمية للمغرب، في إطار سعيه للحصول على الغاز الجزائري بأي طريقة وأي ثمن، في حال تم الاستحواذ على ناتورجي من طرف حلفاء المخزن وهم الإماراتيون.
وكما هو معلوم، فإن المملكة العلوية واجهت صعوبات كبيرة في إنتاج الكهرباء وسط شح في إمدادات الغاز المسال وارتفاع أسعاره التي بلغت مستويات قياسية، وذلك عقب إغلاق الجزائر خط أنابيب “بيدرو فارال دوران” الذي يمر عبر أراضيها وصولا إلى جنوب اسبانيا خريف 2021.
ووفق المصدر ذاته، فإن حكومة مدريد أكدت على أنها لن تجعل من السهل على شركة طاقة أبو ظبي تقديم عرض استحواذ على 100 من شركة الغاز الإسبانية ناتورجي، مشيرة إلى أن قصر المونكلوا قد علم بأن الصفقة تصب في مصلحة المغرب الباحث عن مصادر تموين بالغاز، الذي رأى حسبه في الصفقة مصدرا مضمونا لإمداده بالغاز، بعد أن منعت الجزائر اسبانيا من بيع غازها إلى المغرب قبل سنوات.
ولفت موقع “إل كونفيدينثيال” إلى أنه لم يتم بعد توقيع أي شيء بين الطرفين، مشيرا إلى أن شركة “طاقة” الإماراتية، التي تسيطر عليها شركة أبو ظبي التنموية القابضة بنسبة 90 بالمائة، ما زالت في اتصال مع المساهمين الرئيسيين في الشركة التي يرأسها فرانسيسكو رايناس، لكن الكلمة الأخيرة تعود لحكومة مدريد.
ومن غير المستبعد حصول صدام ذي طابع اقتصادي، بين الجزائر والإمارات العربية المتحدة، في حال نجحت شركة “طاقة” التي تسيطر عليها شركة أبو ظبي التنموية القابضة بنسبة 90 بالمائة، في الاستحواذ على العملاق الإسباني “ناتورجي”، الذي يعتبر شريك سوناطراك في شراء الغاز الجزائري، وأيضا في خط أنابيب ميدغاز الرابط بين البلدين عبر البحر المتوسط.
وتواجه محاولة الاستحواذ الإماراتية على “ناتورجي” مجموعة من العقبات، وفق اعلام اسباني محلي، تتمثل الأولى في أن الحكومة ستستخدم حق النقض ضده باستخدام قانون مكافحة الاستحواذ، لأن “ناتورجي” شركة استراتيجية، والمورّد الرئيسي للغاز في إسبانيا ولها اتفاقيات دولية رئيسية، أكبرها مع سوناطراك، كما تحوز على 49 بالمائة من الأسهم في أنبوب ميدغاز مقابل 51 بالمائة للشركة الوطنية للمحروقات.
وتوجد العلاقات الجزائرية الإماراتية في أسوإ حالاتها خلال السنوات القليلة الأخيرة، ووصل الأمر حد اجتماع المجلس الأعلى للأمن في الجزائر، والذي وجّه انتقادات لاذعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، من دون تسميتها، بسبب ممارساتها ضد بلادنا وفي بعض دول الجوار، كما جاء تلميحًا على لسان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في آخر لقاء له مع الصحافة الوطنية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!