منحرفون يقتحمون مزرعة ويقطعون 140 شجرة برتقال ببوقرة!
اهتزت بلدية بوقرة بالبليدة في 23 مارس الماضي، على وقع اعتداء فاضح على الطبيعة، تمثل في اقتحام 30 شابا مستثمرة فلاحية بحي العبازيز على الطريق الرابط بين سيدي موسى وبوقرة، متسببين في جريمة ضد الطبيعة، بعدما قاموا بقطع أكثر من 140 شجرة مثمرة، بها كميات معتبرة من البرتقال.
وبحسب ما رواه رئيس المستثمرة الفلاحية الجماعية رقم 01 مزرعة درارني عبد القادر، فإنهم تفاجؤوا بتاريخ 23 مارس الماضي في حدود الساعة التاسعة مساء، بهجوم مجموعة من المنحرفين، يبلغ عددهم 30 شخصا، على المستثمرة، تنفيذا لمخطط من يوصفون بمافيا العقار، بهدف إبادة ما تبقى من أراض فلاحية بالمنطقة، وتحويلها عن طابعها الفلاحي، والعمل على الاستحواذ عليها لبيعها من أجل إنجاز سكنات وفيلات.
وأضاف ذات المتحدث أن المعنيين هجموا على المستثمرة وقاموا بقطع 140 شجرة مثمرة تنتج البرتقال، حيث كان ينتظر جني المحصول في أجل أقصاه شهر ماي المقبل، لكن أيادي هؤلاء المجرمين حالت دون ذلك، ولحسن الحظ تدخل أعضاء المستثمرة الفلاحية والعمال بها، حيث طلبوا من عناصر الدرك القدوم بسرعة، ما حال دون قطع المزيد من الأشجار.
.. سماسرة يحدثون مجازر في أراضي الفلاحين
وقال رئيس المستثمرة إن العمل كان مخططا له قبل مدة، بفعل الضغوط والتهديدات التي بات يتعرض لها رفقة كافة أعضائها، من أجل تحويلها عن طابعها والانصياع لمخططات مافيا العقار الرامية إلى نهب ما تبقى من عقارات، متسائلا في ذات الوقت عن سبب تماطل الكشف عن الرؤوس الكبيرة التي نفذت هذه الجريمة، داعيا كلا من اللواء مناد نوبة القائد العام للدرك الوطني والوالي ووزير الفلاحة إلى التدخل العاجل قبل التهامها من طرف هؤلاء.
وشاهدت “الشروق” خلال زيارتها إلى عين المكان مدى جسامة الجرم المرتكب تجاه هذه البساتين، خاصة أن العديد من الأراضي تم تحويلها بنفس الطريقة، بدليل تحويل أربعة هكتارات كانت تحوي أشجار البرتقال بمحاذاة المستثمرة إلى فيلات وسكنات.
ويروي سكان المزرعة لـ “الشروق”، معاناتهم مع مافيا العقار، التي استأجرت عددا من السماسرة والمنحرفين من أجل بيع الأراضي الفلاحية وإيهام الزبائن بأن العقارات تلك صالحة للبناء، غير أنه العكس، بدليل أن العدالة فصلت بضرورة هدم عشرات البنايات المشيدة على أراض فلاحية بمحاذاة المستثمرة، وينتظر تنفيذ القرار في الأيام المقبلة.
ويضيف محدثونا أن المافيا حبكت مخططات للقضاء على ما تبقى من مستثمرات من خلال اقتحام المستثمرة المسيجة لاستعمال الآليات مع تهيئة الأرضية تنفيذا لتهريب الأشجار بعد قطعها، لكن تدخل أعضاء المستثمرة أخلط الحسابات ما دفع بالأشخاص المعينين بتنفيذ العمل إلى الفرار إثر قدوم عناصر الدرك الوطني، حيث تم حجز سيارتين وشاحنة ومنشار آلي، فيما فتحت عناصر الدرك تحقيقا في القضية.
وبحسب السكان، فإن هذه العصابة تخطط للاستحواذ على أربعة هكتارات من الأراضي الفلاحية، بعدما استحوذت في وقت سابق على هكتارات بيعت في وقت سابق بـ 6000 دينار للمتر المربع، مشيرين إلى أن هؤلاء المافيا وظفوا عددا من السماسرة لاقتناص الزبائن الباحثين عن العقار نتيجة أزمة السكن، والأدهى من ذلك أن ما يحدث يقع بتواطؤ مع عدد من المسؤولين المحليين بمحافظة الأراضي، خاصة أن الشكاوى العديدة التي قدموها لم تر إلى حد الآن أي أذن مصغية.