-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
خبراء إقتصاديون يقيّمون لـ"الشروق" خطط الحكومات المتعاقبة:

منظومة التشغيل خلقت مناصب شغل وهمية ومدّدت عمر البطالة

الشروق أونلاين
  • 1348
  • 1
منظومة التشغيل خلقت مناصب شغل وهمية ومدّدت عمر البطالة

أكد خبراء اقتصاديون، أن “أخطر ما يهدد السياسات الاقتصادية للحكومة الجزائرية هو غياب رؤية وموقف واضحين للتعامل مع المشاكل الأساسية للمجتمع وفي مقدمتها بطالة الشباب الجزائري”، موضحين أن التهرب من الحقيقة لا يجدي نفعا، لأن الإنفاق بالوتيرة الحالية، لم ينتج مناصب شغل حقيقية، ولم يخفض وتيرة الاستيراد، أمام فشل سياسات التشغيل والإدماج المنتهجة منذ منتصف تسعينات القرن الماضي.

  • وكشف الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول، أن “الحكومة هوًنت من الانعكاسات الخطيرة لسياسة الهروب إلى الأمام، على المجتمع الجزائري، قبل أن تستفيق على واقع اكثر مرارة”، موضحا أن “المسألة أبعد مما تتصوره الحكومة، لأن مصيبة الاقتصاد الجزائري تكمن في البيروقراطية وانتشار الرشوة وعدم استقرار الإطار القانوني، ونظام مالي مترهل ومنفصل عن المنظومة المالية العالمية، فضلا عن عدم مصداقية نظام المعلومات الاقتصادي”، وشدد مبتول على أن ما ينتظر إنجازه خلال السنوات القادمة في مجال السكن والصحة والأشغال العمومية والسياحة والفلاحة وتكنولوجيا الإعلام والاتصال والنقل، يتطلب مبالغ كبيرة جدا لم يعد بالإمكان توفيرها في ظل الأزمة، إلا إذا تم اللجوء مباشرة إلى احتياطات الصرف التي تراكمت خلال العشرية السابقة. وحذر مبتول من أن احتياطات الصرف التي تلوح بها الحكومة لن يكون بالإمكان استغلالها بالشكل الذي تتوقعه الحكومة، لأن جزءا كبيرا من تلك الاحتياطات موجود بالخارج.
  • وتشير المعطيات الرسمية إلى أن نسبة البطالة في الجزائر نزلت من 28٪ سنة 2000 إلى 11.3٪ نهاية 2008، لكن صندوق النقد الدولي وهيئات دولية محايدة تذهب إلى القول إن نسبة البطالة الحقيقية في الجزائر لا يمكن أن تقل عن 20٪، وهي النسبة التي تصل إلى 30٪ في أوساط الشباب أقل من 30 سنة، بمن فيهم حملة الشهادات العليا.
  • ويشير الخبير الاقتصادي عبد المجيد بوزيدي، أن منظومة التربية والتكوين بالجزائر جزء من المشكلة، لأن ارتفاع نسبة التمدرس في الجزائر لا تصنع النجاح، لأننا عندما نحلل النتائج عن قرب، نجد أن الوضعية أقرب إلى الكارثة، لأن المدرسة عبارة عن آلة تدور على نفسها ،لا علاقة لمخرجاتها بالاقتصاد الوطني، على اعتبار أن نصف الشباب المتخرّج من المدرسة والجامعة، في المرحلة بين 16 و25 سنة، يعيش حالة بطالة.  
  • ويوضح بوزيدي، أن الشريحة الأكثر تضرّرا من البطالة هم الشباب، حيث أن أكثر من نصف الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و29 سنة يعيشون في بطالة، التي أصبحت تمس 45٪ من الشباب ما بين 16 و24 سنة، و56٪ من الشباب بين 16 و19 سنة، في حين أن الشباب بين 16 و24 سنة كان يجب أن يكون مكانهم في المدرسة بمعنى في الثانوية أو الجامعة، إلا أنهم في الجزائر يوجدون في سوق العمل كطالبي عمل ويضخمون بشكل معتبر أرقام البطالة، حتى أصبحت المدرسة (الثانوية والجامعة) من أهم مصادر البطالة في الجزائر، بعد ما بلغ معدل التسرب المدرسي حوالي 350 ألف مفصول سنويا.
  • وتشير أرقام المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي إلى أن 75٪ من الشباب يبلغون من العمر 18 سنة يوجدون خارج المنظومة المدرسية، بدون تكوين يؤهل للحصول على وظيفة، مما جعل الحكومة تلجأ ليس فقط لاستيراد السلع والخدمات، بل لاستيراد العمالة من الصين والهند وفيتنام ومصر وتركيا، وفي قطاعات يفترض أنها لا تتطلب تأهيلا عاليا على غرار عمال البناء والأشغال العمومية، بعد أن أصبحت المدرسة تحرر سنويا صفوفا من البطالين بسبب الفشل المدرسي، يزيدون سوق العمل زحمة ويرهقون الاقتصاد بطالبين جدد للعمل بدون مؤهلات، يعجز الاقتصاد الجزائري على استيعابهم بسبب غياب نمو قوي، لأن منظومة التكوين تمنح شهادات وليس مؤهلات، مما جعل سوق العمل تعج بطالبي الشغل فيما تبحث الشركات عن عمال.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • rabeh

    اذا لم نقم بحل هذه المشاكل سريعا فعن قريب سنصبح كالصومال او اكثر