-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الموقف من الاستعمار والقضية الفلسطينية بوصلة القرار الوطني

منْع ماسياس ودخول باتريك برويال إلى الجزائر… لماذا؟

محمد مسلم
  • 12113
  • 1
منْع ماسياس ودخول باتريك برويال إلى الجزائر… لماذا؟
أرشيف

بعد أكثر من ستين سنة على مغادرته، يعود المغني الفرنسي، باتريك برويال الذي ولد بالجزائر خلال حقبة الاحتلال، من أبوين يهوديين، ليزور مسقط رأسه بتلمسان، على عكس المغني الآخر من بني جلدته، أنريكو ماسياس، الذي لا يزال يحلم ولكنه لم يستطع زيارة الجزائر ومسقط رأسه قسنطينة، وهو الذي يشارف على نهاية عقده الثامن.
وحل برويال بتلمسان الأربعاء المنصرم، رفقة والدته أوغوستا، في زيارة تدوم خمسة أيام. وفي تصريحات سابقة له، قال برويال إنه تلقى مكالمة هاتفية تعلمه بأنه تلقى الضوء الأخضر من السلطات الجزائرية لزيارة مسقط رأسه رفقة والدته، وفق ما جاء في صحيفة “لوفيغارو”.
يقول المغني الفرنسي إن والديه وأجداده ربوه على “حب الجزائر، بدون حقد أو ضغينة تجاه البلد الذي ولد فيه”، ولذلك هو اليوم بصدد اكتشاف موطن الأسلاف بكامله، بعد إنهاء زيارته إلى مسقط رأسه، والتي بدأت كما هو معلوم نهاية الأسبوع المنصرم.
لكن لماذا سمحت السلطات الجزائرية للمغني برويال وظلت ترفض بشدة زيارة أنريكو ماسياس، رغم أن الرجلين يقتسمان الكثير من المعطيات، مثل الأصل وبلد المولد وتاريخ مغادرته والمهنة وأمور أخرى؟
يلتقي الرجلان في كونهما من أصول يهودية جزائرية، ويحترفان الغناء والفن، لكنهما يختلفان في موقفهما من بعض القضايا التي تهم الجزائر. ما قاله برويال وفق ما صرح به لجريدة “لوباريزيان”، هو أن والديه وأسلافه ربوه على “حب الجزائر وعدم الحقد عليها”، كما أن بعض أقاربه على غرار يمينة بن غيغي، كانت مقربة من الجزائر واستفادت من ريعها في عهد الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة.
عدا هذا، لا يوجد ما هو منسوب للمغني الفرنسي تجاه الجزائر وثورتها التحريرية، ومع ذلك يبقى السؤال مطروحا عن سبب تأخر عودته التي غنى لأجلها “سأعود”، إلى ستة عقود ونيف.
أما أنريكو ماسياس فعلاقة عائلته بالثورة التحريرية كانت ولا تزال في أسوأ حالاتها، فصهره ومعلمه ريمون ليريس، تمت تصفيته من قبل جبهة التحرير، بسبب مواقفه المؤيدة والداعمة للاحتلال الفرنسي على حساب الوطن الأم، وهو خط أحمر وضعته جبهة التحرير الوطني لكل الأوروبيين الذين كانوا يقيمون في الجزائر، منذ الساعات الأولى التي أعقبت اندلاع الثورة التحريرية المظفرة.
ويبقى السبب الأبرز والذي يمكن الوقوف عليه هنا، هو ما تعلق بموقف المغنيين الفرنسيين من القضية الفلسطينية والتي تعتبر مؤشرا على القبول والرفض. فأنريكو ماسياس لا يزال إلى غاية اليوم يجاهر بصهيونيته ودعمه للكيان الغاصب في فلسطين، وإحيائه الحفلات الغنائية وتخصيص عائداتها لتمويل الجيش الصهيوني من أجل قتل الأطفال في فلسطين وغزة، وإنكار حق الفلسطينيين في إقامة دولته المستقلة على أرضه المسلوبة.
يقول ماسياس في تصريحات أو ردتها صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية قبل نحو ثماني سنوات: “لا يمكن لإسرائيل أن تخسر المعركة (مع الفلسطينيين)، لأن وجودها على المحك”، وعادة ما يظهر مدافعا متحمّسا عن الكيان الصهيوني. كما شارك ماسياس في عدة مرات في مظاهرات لصالح تل أبيب، وهو معروف بمواقفه التي تبرر جرائم الاحتلال الغاشم في قطاع غزة.
وعلى العكس من ذلك، يبدو باتريك برويال غير مهتم بالخوض في الصراع العربي الصهيوني، بل إنه اضطر للخروج ببيان ناري، ينفي ما نسب إليه ذات مرة بشأن تخصيص مداخيل حفلاته الغنائية، لتمويل الجيش الصهيوني في حربه على أطفال فلسطينية. وفي منشور على حسابه على فيسبوك”، خرج قبل ثماني سنوات خلال العدوان على غزة ليوضح قائلا: “لقد حان الوقت للتوضيح، ردًا على بعض الرسائل التي تذهب بعيدًا وتؤلمني بشدة”.
وكتب في المنشور: “الموضوع خطير للغاية ويتجاوز شخصيتي.. للرد على الإشاعات والأكاذيب السخيفة”، ويضيف: “دعونا نكون واضحين. على عكس ما أستطيع أن أقرأه برعب، لم أعط فلسًا واحدًا للجيش الإسرائيلي ولا لأي جيش على الإطلاق، وهذا لن يخطر ببالي أبدًا.. من ناحية أخرى، شاركت في حفلات موسيقية للجمعيات الخيرية، للمستشفيات، أو الأطفال المحرومين أو الأطفال الذين يعانون من أمراض نادرة، وتمكنت من القيام بذلك حيثما طُلب مني ذلك”.
ويؤكد برويال في المنشور: “أي شخص يعرفني يعرف ذلك في هذا الموضوع المؤلم للغاية، لم يتغير حديثي أبدًا. لطالما دافعت عن إنشاء دولة فلسطينية تعترف بدولة إسرائيل وتحترم أمنها والعكس صحيح..”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ندير

    الله لا تربح من كان سببا في دخوله