-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من المسؤول عن اغتيال كتاب الطفل في الجزائر ؟!

الشروق أونلاين
  • 2629
  • 0
من المسؤول عن اغتيال كتاب الطفل في الجزائر ؟!

ثقافة الطفل هي مشروع حضاري رأسماله كل ماتضخه الأسرة والمدرسة والمجتمع بإختلاف مؤسساته ومنابره الثقافية في رصيد الطفل المعرفي, لتعود علينا وعلى مجتمعنا أرباح هذا الإستثمارالمضمون النجاح بأطفال مفكرين ومبدعين, وفي الغد القريب رجال فكر وحضارة وإبداع , بدل أطفال كبار يعجبك حسن اجسامهم وطولها ويسوؤك فراغ عقولهم وصغرها .أما وسائل هذا المشروع فقد تعددت بالثورة العلمية و التكنولوجية الحاصلة و لعل أهم هذه الوسائل ‘كتاب الطفل بتنوعه’.. ونحاول في الأسطر القادمة أن نستقرأ واقع هذا المشروع في بلاد تلقب عاصمته هذه السنة بعاصمة الثقافة العربية من خلال الإهتداء لحقيقة كتاب الطفل في الجزائر بجانبها المشرق ومعطياتها السلبية والجزائر تحتضن هذه الأيام الكتاب وتكرم أهله وأصحابه في ‘الصالون الدولي الثاني عشر للكتاب’.
أين هو الطفل الجزائري من كتابات الأدباء؟.. وإبداعات الروائيين والشعراء؟.. ومؤلفات الباحثين والدارسين؟.. وإصدارات الناشرين؟.. وإهتمامات المثقفين؟.. وقرارات المسؤولين؟ ومن جانب آخر أين يتموقع كتاب الطفل في المكتبة والأسرة والمدرسة الجزائرية، وماهو حاضره مستقبله ورهاناته..؟ تساؤلات استقيناها من الشارع الجزائري وجبنا بها أروقة وأجنحة الصالون الدولي للكتاب لنطرحها على مبدعي وصانعي ومحبي الكتاب.

المكتبة الخضراء”كتاب الطفل في الجزائر..آخر إهتمامات الأسرة والناشر وحتى المدرسة”

وصف خير الدين صالحي مسير دار نشر المكتبة الخضراء واقع كتاب الطفل بالكارثي إلا أن بوادر النهوض بهذا الكتاب تلوح في الأفق و تعد بالكثير في المستقبل القريب.
وأرجع أسباب هذا الوضع الكارثي لعقلية الجزائري الذي يهمش الطفل في كل المجالات إذ يعتبر الطفل آخر إهتمامات المجتمع والأسرة ومن ثم فلا عجب أن يكون الكتاب الذي يحاكيه والموجه إليه في آخر سلم إهتمامات المؤلفين والناشرين الذين يتهربون من إصداره ونشره لعدة أسباب أهمها أن تكلفة كتاب الأطفال بكل تلك الألوان والرسومات والطباعة الجذابة هي أكثر بكثير من تكلفة نشر كتاب للكبار بالأبيض والأسود والمبيعات والعائدات تكون أكبر في كتب الكبار أفضل من كتب الصغار، وحسب ذات المتحدث أن إختيار المكتبة الخضراء للتخصص في كتاب الطفل هو لأن الوالد والوالدة مختصين في الكتابة للطفل.

مسير دار برمجيات: الـ CD قد يحل المشكلة”

وعن موجة البرمجيات التي اكتسحت الساحة التعليمية وتأثيرها على كتاب الطفل أوضح محمد شعران مسير شركة عين لبرمجيات الأطفال أن الكتاب لن يضمحل ولن يغيب لأنه هو الأصل إلا أنه لايختلف اثنان أن هناك موجة كبيرة للبرمجيات والأقراص المضغوطة خاصة في عالم الطفل لماتحمله لهم من إثارة وتسلية فضلا عن التعلم بطريقة غير مباشرة ومرحة، فضلا على أن الحاسوب والكمبيوتر قد دخل أغلب البيوت والمدارس ,اصبح سمة العصر فلامجال إلا لإدماجه وإدماج وسائله في المجتمع وفي العملية التربوية والأهم أن يكون الإستعمال في الإتجاه الإيجابي خاصة وان برمجيات الأطفال تعرف قفزات متتالية ونجاحا وقبولا باهرين.

جمعية القارئ الصغير” الناشر يرفض إصدار كتب للاطفال”

عاتبت السيدة ميري ممثلة جمعية القارئ الصغير بوهران الناشرين في قلة إهتمامهم بنشر الكتب الموجهة للطفل خاصة وأن الكتاب هو عبارة عن جملة من الفوائد إذ بإمكاننا أن نكتشف قدرات أطفالنا في التعبير والقراءة والرسم وحتى التأليف والذكاء فمن خلال قراءة الأطفال للقصص فهم يطورونا لغتهم ويثرون رصيدهم اللغوي والفكري ومن ثم بإمكانهم التعبير بطلاقة وبخيال أوسع فلماذا نقتل كل هذا في أطفالنا، وأضافت محدثتنا أن كتاب الطفل موجود.
و رغم صعوبة الكتابة والتأليف لهذه الشريحة إلا أن من يكتبون لهم متوفرون و بكثرة إلا أنهم في أغلب الأحيان مهمشون، ويرفض الناشر التعامل معهم بحكم أن تكلفة إخراج كتاب الطفل ونشره بالحلة المطلوبة والجذابة تكلف كثيرا ولاتعود إلا بالقليل، ومن جانب آخر ذكرت السيدة ميري أنه يجب تفهم الناشر بإعتباره يبحث عن فائدته هو الآخر والزبون الأول بالنسبة له هو المكتبات والمشكلة في الجزائر هو شبه إنعدام مكتبة الطفل.كاتبة قصص أطفال” فلنوثق قصصنا الشعبية أفضل من قصص سندريلا”.
أما السيدة رحمونة مهاجي كاتبة قصص أطفال فرأت أن الكتابة للطفل استأثرت بإعادة صياغة ونشر كتب وحكايا التراث العالمي كسندريلا وتناسينا المحكية الشعبية وقصص الجدات والأمهات التي هي جزء بالغ الأهمية من ثقافتنا وإرثنا وتراثنا الذي لاغنى لناعنه، وتضيف أن الحكاية ماهي إلا درسا تربوي بطريقة سلسة نعلم فيها أبناءنا التعامل مع الآخرين والعبر والحكم فما الحكاية إلا درسا من دروس الحياة والأولى أن نتعلم دروس الحياة الجزائرية مادمنا في بيئة جزائريةعلى حد تعبير الكاتبة التي دعت إلى ضرورة توثيق حكايات الجدات والأمهات فبموت كل جدة وكل أم تموت مكتبة غير موثقة.

الكتابة للأطفال أمانة قبل أن تكون صفقة مربحة

أما الآباء والأولياء بإعتبارهم أحد الأطراف الأساسية في المعادلة فتباينت انطباعتهم حول واقع كتاب الطفل في الجزائر إلا أنهم اتفقوا على أن عامل سعر هذه الكتب من أكبر العراقيل التي تحول دون إقتناء الكتاب واللجوء للبرمجيات والأقراص المضغوطة التي تختزل كما هائلا من المعلومات التي يحبذ كل أب أن تكون في ذاكرة إبنه وإيصالها إليه بطريقة مبسطة كما هو الحال مع البرمجيات.
إلا ان الكثير من الآباء ألحوا على ضرورة أن يتربى الطفل بين دفتي الكتاب لما للكتاب من هالة سحرية خاصة، حتى أن إحدى الأمهات التي التقيناها بالصالون إعتبرت الكتاب بالإرث والكنز الذي يجب أن يورثه الوالد لولده، في حين دعى الكثير من الآباء إلى ضرورة مراعاة الجوانب الثقافية والإجتماعية للطفل الجزائري عند الكتابة له بإعتبار الكتاب بالمربي الذي يكون جنبا إلى جنب للمربي الحقيقي الوالد والمعلم بالإضافة على أن المدرسة هي أيضا معنية بتنمية ثقافة الكتاب والمطالعة بما أن الطفل يقضي جلّ وقته بها، ومكتبة دون مدرسة هي مكتبة فاشلة على حد تعبير الآباء والأمهات الزائرين للصالون الدولي للكتاب.

ــــــــــــــــ
إستطلاع: زين العابدين جبارة

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!