-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قصة رياض محرز تشبه القصص والأفلام الخيالية

من حي فقير سيء السمعة في باريس.. إلى العالمية ومعيشة الأثرياء

الشروق الرياضي
  • 2228
  • 0
من حي فقير سيء السمعة في باريس.. إلى العالمية ومعيشة الأثرياء

إن كان أغلب نجوم كرة القدم يشتركون في أمر واحد، سيكون بالتأكيد المعاناة من الفقر والظروف المعيشية القاسية في طفولتهم، فإن الجزائري رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، هو أحد هؤلاء اللاعبين الذين ذاقوا مرارة العيش والطفولة القاسية، في واحد من أسوأ أحياء فرنسا.

وُلد رياض محرز عام 1991 في حي فقير بضاحية سارسيل، إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، من أبوين ذوي أصول جزائرية.

ظهرت ضاحية سارسيل للنور في خمسينيات القرن الماضي، حيث تم بناؤها وتعميرها على يد المهاجرين من بقاع شتى، أبرزهم القادمين من شمال أفريقيا ودول الكاريبي.

بسبب التنوع العرقي الهائل للسكان ومعاناتهم على كل المستويات المادية والاجتماعية، أصبحت سارسيل واحدة من أكثر المناطق اضطرابا وتصديرا للجريمة في فرنسا.

وتشتهر سارسيل بارتفاع جنوني لمعدلات الجريمة، ويمكن ملاحظة ذلك في تقييمات السياح على المواقع المتخصصة مثل “TripAdvisor”، حيث إن العنوان الأشهر لأغلب التقييمات “لا تفكر في زيارة هذه المنطقة”.

وتأتي التقييمات مصحوبة بآلاف القصص عن حوادث السرقة والاعتداء وغيرها من الجرائم النابعة من الفقر والجهل.

في عام 2012، قال راهسان ماكسويل، مؤلف كتاب “مهاجرو الأقليات العرقية في بريطانيا وفرنسا” إن “الجرائم والتخريب أصبحا مسألتين ثابتتين وإن المواجهات العنيفة بين المهاجرين من مختلف العرقيات باتت قصة مكررة”.

محمد كوليبالي، مدرب محرز في نادي سارسيل، قال في تصريحات صحفية سابقة بعد صعود نجم رياض: “في سارسيل (المنطقة)، كان هناك فقر وبطالة عالية ونقص في الفرص، حتى بعد حدوث أعمال شغب في المنطقة لم يتغير الوضع بالنسبة لنا، كنا معتادين على ذلك”.

كرة القدم طوق نجاة رياض محرز

في وسط كل هذه الفوضى، وجد محرز ضالته في نادي سارسيل، أحد أندية الهواة في فرنسا، الذي التحق به في طفولته ليمارس كرة القدم، وانتقل منه إلى نادي كيمبر المنافس في الدرجة الرابعة عام 2009، وقضى معه موسما واحدا قبل انتقاله إلى لوهافر، أحد أندية الدرجة الثانية.

لعب محرز 3 مواسم مع الفريق الرديف في لوهافر، وتم تصعيده إلى الفريق الأول في 2013، وجذب بموهبته أنظار عدد من الأندية الفرنسية الكبيرة.

وفي جانفي 2014، انتقل محرز إلى ليستر سيتي الذي كان ينافس حينها في دوري الدرجة الأولى مقابل 500 ألف يورو، وساهم النجم الجزائري في صعود “الثعالب” إلى الدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم 2014-2015، بعد غياب استمر 10 سنوات عن الأضواء.

وفي موسم 2015-2016 حقق ليستر سيتي معجزة غير متوقعة بالفوز بلقب الدوري الإنجليزي لأول مرة في تاريخ النادي، وكان رياض أحد أهم وأبرز أبطال هذا الإنجاز.

استمر محرز موسمين آخرين مع ليستر سيتي قبل أن يرحل إلى مانشستر سيتي في صيف 2018 مقابل 67.8 مليون يورو، ليواصل كتابة التاريخ المشرف في ملاعب الكرة.

وبعد أن تحسنت أوضاع محرز بعد احتراف الكرة، قرر شراء منزل فاخر لوالدته في منطقة راقية بعيدا عن حي سارسيل، ويقول عن هذا الأمر: “أمي توقفت أخيرا عن العمل في التنظيف، أنا سعيد لأجلها، ومن دواعي فخري وسروري أن أهديها هذا الترف، وقطعا لن أرد لها كل ما قدمته لي”.

جدير بالذكر أن بلدية سارسيل أطلقت اسم رياض محرز على ملعب تم افتتاحه في الضاحية عام 2018، اعتزازا بما قدمه في مسيرته الكروية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!