-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من سيرفع الآن علم فلسطين في مونديال قطر؟

من سيرفع الآن علم فلسطين في مونديال قطر؟

كسائر الجزائريين أحبُّ ممارسة الرياضة منذ الصغر إلى سن الشيخوخة، كما أحب تشجيع فرق بلادي في مختلف الرياضات، ولكن عندما يصل الأمر إلى رياضة كرة الكرم يصير الأمر بالنسبة إليَّ مختلفا جدا، ويتحول مزاجي قبيل المباراة بقليل إلى مزاج شاب مراهق متهور مهووس بالرياضة وفنياتها وجماليات توزيعاتها ومحاسن تصويباتها وتسديداتها ومراوغاتها.. وأسترجع كل المباريات التي شهدتها ووعيتها في تاريخ كرة القدم الجزائرية وأتذكّر كل اللاعبين المتميزين من فريق حزب جبهة التحرير الوطني الذي حضر إلى الشام سنة 1958م ومن بينهم اللاعبون التبسيون صديقا والدي وأبناء بلدته تبسة عمي (لخضر العايب، وبن حمزة لزهر) يرحمهما الله ويسكنهما فسيح جناته، أو من بين من شهدت لهم أول مباراة ناجحة في كرة القدم سنة 1975م في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بحضور الرئيسي الجزائري هواري بومدين والرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان بملعب خمسة جويلية في نهائيات كأس البحر الأبيض المتوسط والذي كانت فيه الغلبة للجزائر على فرنسا.

وقد تابعت مباراة الجزائر مع الكاميرون كسائر الجزائريين بملعب تشاكر بالبليدة مساء يوم الثلاثاء 29/03/2022م بغرض التأهل إلى كأس العالم، ورأيت لعب وفنيات الفريقين على حد سواء، وميزت أي الفريقين أفضل من حيث المستوى واللياقة والأداء الرياضي العالمي، ومن حيث التحلي بالأخلاق والروح الرياضية، والالتزام بالقوانين والضوابط الرياضية، وتبيّنت لماذا تنجح الفرق الإفريقية وتنال الفوز الملوث بالفوضى والشحناء والتجاوزات والركل والتعويق والعنف الذي يجد –للأسف الشديد- السكوت وغضّ الطرف من الحكام المستأجَرين للقوى الراغبة في تحطيم الفضاء النفسي والوجداني الجزائري وللجماهير الجزائرية المناصِرة للشعوب المستضعفة في الأرض كفلسطين والصحراء الغربية…

وما رأيناه ليلة 29 مارس من حكم المباراة وفي أرضية ملعب تشاكر بالبليدة من تجاوزات وتواطؤ وانحياز وممالأة للفريق الكاميروني على حساب الفريق الجزائري.. وانحياز عيان وميل علني نحو الفريق الكاميروني وإغفال لحقوق الفريق الجزائري وضربها عرض الحائط، وما شاهدناه من تحكيم –تجاوزا- أقلّ ما يقال عنه إنه ليس تحكيما عادلا ومنضبطا، إذ انحاز الحكم علانية إلى الفريق الكاميروني ضد الفريق الجزائري، والمسألة في اعتقادي لم تبق حبيسة الكرة واللعب والتنافس النزيه ضمن إطار الألعاب والمسابقات والمنافسات الدولية فحسب، بل له أبعاد أخرى إذا تم تجميع وضم واحتساب كل الضغوط المحيطة بالجزائر منذ بداية الحراك الشعبي المبارك 22/02/2019م وانتخاب الرئيس عبد المجيد تبون يوم 12/12/2019م وتدشينه لجزائر جديدة بعيدة عن الهيمنة الفرنسية والأوربية.. من شتى النواحي ولاسيما تلك المحاولات الرخيصة لمساومة المواقف الجزائرية المناهضة للتطبيع. وعلينا تجميع عناصر المسألة المتنوعة التي رشحت علانية في تحكيم مباراة المونديال.

وإذا رأينا الهرولة العربية والإسلامية إلى التطبيع مع محور الكيان الصهيوني الأورو أمريكي من جهة، وضممنا إليها تآمر وغدر دول الجوار، حيث المغرب المطبِّع مع الكيان الصهيوني، ونصب القواعد العسكرية الإسرائيلية في حدودنا الغربية وإجراء المناورات العسكرية مع الجيش الفرنسي المتمركز في بعض دول الساحل، وغدر الحكومة الإسبانية بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وزيارة نائب وزير الخارجية الأمريكي منذ أسبوعين وحلول وزير الخارجية الأمريكي بالجزائر للضغط على الجزائر وثنيها عن الانخراط في المحور الروسي الصاعد، وربطها مجددا بأوروبا الآفلة.. مع احتساب رغبة الفرنسيين في استمرار الضغط على الجزائر بغرض استمرار التبعية وتمديد اتفاقية إيفيان المذلة لفترةٍ قادمة تبتز من خلالها الاقتصاد الوطني، وإدارة الفرقاء الليبيين الظهر للجزائر بضغط من محور التطبيع العربي كجار وشقيق، وعدم الاعتماد عليها كشريك في حل الأزمة الليبية، ومساومة الجارة تونس لتحسين العلاقات بالابتزاز وفرض المساعدات المالية والاقتصادية وغيرها لضمان نوع مقبول من علاقات حسن الجوار.. وعليه فعدا استقرار الوضع والحدود نسبيا مع مالي وموريتانيا والنيجر وتونس، فإن محيطها يعاديها أو يكنّ لها العداء المضمَر أو السافر بالرغم من إتِّباعها لسياسة ضبط النفس، والتزامها بسياسة حكيمة تجاه الجميع.

وإذا جمعنا كل هذه المعطيات الجيوسياسية والتي يبدو أن الهدف الرئيسي منها هو تعويق انعقاد مؤتمر القمة العربية شهر نوفمبر 2022م المنتظر منه جمع الشتات العربي في ظل التكتلات وبروز القوى العالمية الجديدة، الذي سبقته أمريكا وإسرائيل وأوروبا بتكوين حلف عربي تطبيعي عبري لحماية إسرائيل من الوضع السياسي العالمي الجديد.. وضرب استقرار الجزائر على اعتبار أن لكرة القدم الجزائرية دورا كبيرا في استقرار الأوضاع الجزائرية وتوحيد الرأي العام الداخلي على المدى القريب.. هذه الجماهير التي ما فتئت وما انفكت تناصر فلسطين عبر الملاعب، كشوكةٍ في حلق محور التطبيع والخيانة ومحور أحلام النيوكولونيالية الآفلة..

ولكن السؤال الكبير  والملحّ هنا: من سيرفع علم فلسطين والصحراء الغربية في مونديال قطر 2022م؟  لكما الله يا فلسطين وصحراء غربية..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • جزائري مكرر

    البحث عن من سوف يرفع العلم الفلسطيني في بلد عربي .. !!