-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
 بلاوي الهواري:

من طفل صغير يغير الأسطوانات في المقهى إلى مجدد في الأغنية الوهرانية

صالح عزوز
  • 1776
  • 0
من طفل صغير يغير الأسطوانات في المقهى إلى مجدد في الأغنية الوهرانية
ح.م

لا نرحل من مدينة وهران في ركننا هذا، لنجلس إلى الذاكرة، وإلى مجدد آخر في الأغنية الوهرانية، وهو بلاوي الهواري، الذي أبدع وأسس مدرسة الأغنية العصرية في وهران، واستطاع طيلة مشواره الفني أن يخدمها حتى وافته المنية، وكتب له القدر أن يكون السباق في وضع الكثير من التفاصيل في عالم الموسيقى الجزائرية، التي لا تزال شاهدة على ذلك حتى بعد رحيله.

ولد بلاوي الهواري بالمدينة الجديدة بوهران، سنة 1926، تخرج من عائلة تعشق الموسيقى على غرار والده، العازف على القويترة، وأخيه، العازف على آلة البانكو والمندولين.. وشاءت الأقدار أن يغادر مقاعد الدراسة من أجل اللحاق بوالده في سوق العمل وبالضبط في إدارة المقهى، كانت مهمته في هذه المقهى تغيير الأسطوانات في الفونوغراف، وكأن القدر كتب له أن يرسم لنفسه هذا المشوار، بدءا من الجلوس إلى هذه الآلة التي كانت تحمل الكلمات في هذه الأسطوانات.

حاول العمل وكذا تطوير موهبته في هذا العالم الذي عشقه منذ الصغر، لذا انتقل إلى الشغل في ميناء وهران كحاجب هناك، وفي نفس الوقت كان ينمي ملكاته وموهبته في العزف على آلة البيانو حتى أتقن مداعبتها، التي سمحت له بعد ذلك، بإحياء الحفلات والأعراس، وانتقل بعدها إلى تكوين فرقة خاصة.. كان شلالا غزيرا في الفن الأصيل الوهراني الذي يعتبر من بين مجدديه، حيث قدم للثقافة الجزائرية نحو 500 أغنية، في مختلف المواضيع، ونقلتها الكثير من الحناجر الشابة التي ذاع صيتها في العالم، على غرار الشاب خالد، وهواري بن شنات.

انتقل بعدها إلى ميدان آخر بعد الاستقلال، حيث أوكلت إليه إدارة الإذاعة والتلفزيون لمحطة وهران الجهوية، ثم حول إلى إدارة المسرح الوطني بالجزائر العاصمة سنة 1967. يعتبر  ملحنا مجددا في الأغنية الوهرانية، حيث كان له شرف إدخال لون السماعيات في الموسيقى الجزائرية، بل ألف أربعا منها أو أكثر في تلك الفترة، أي في سنوات الستينيات. كما يعتبر أول من أدخل الأغنية البدوية التي كانت تغنى بآلات بسيطة على غرار الكلار وغيرها، إلى المدينة وأعطى لها الطابع العصري. ومن هنا، بدأ الـتأسيس الأول للأغنية الوهرانية العصرية. كما كان السباق في وضع ربع المقام في الغيتار الكهربائي، الذي يعتبر إبداعا وصل في تلك الفترة في سنوات الستينات، ولم يصل إليه الكثير ممن جاؤوا من بعده إلا في السنوات الأخيرة. وليس هذا فحسب، بل كان سباقا في الكثير من تفاصيل الموسيقى، التي لا تزال تداعب ذكرياته في الكثير من المحطات الموسيقية.

 انتقل إلى جوار ربه سنة 2017، تاركا وراءه العديد من الروائع التي بقيت خالدة إلى حد اليوم، التي كررها الكثير من الفنانين، نذكر منها: يا الوشام، يا مرقم الريشات، كال عذابي، يا حمام، سبحان الله رات عيني، اصحاب البارود، ناري يا ناري، زبانة، بي ضاق المور، العقوبة..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!