-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من قتل “إيبوسي”؟

محمد سليم قلالة
  • 4616
  • 15
من قتل “إيبوسي”؟
ح. م

من قتل “إيبوسي” حقيقة هو ليس ذلك الفتى الذي رماه بمقذوف، والذي كان بإمكانه أن يصيب به أيا من اللاعبين الذين كانوا بجواره. من قتل “إيبوسي” هو ذاته الذي دفع مراهقا آخر إلى محاولة قتل معلمه في المدرسة، من قتل “إيبوسي” هو ذاته الذي دفع شابا آخر لممارسة العنف ضد والديه، من قتل “إيبوسي” هي تلك السياسات المعتمدة من قبل الحكومة تجاه الشباب والرياضة والتربية والتعليم والثقافة، هي تلك السياسات التي اعترفنا أو لم نعترف قد أنتجت لحد الآن نماذج عدة من قتلة “إيبوسي”، هي الآن في الملاعب والشوارع والمدارس بل حتى في المساجد، ألم يستخدم العنف لدى أكثر من جمعية دينية لأتفه الأسباب؟

أؤكد لكم أن قاتلإيبوسيلم يشاهد يوما مسرحية ولا استمع يوما لأنشودة رفيعة المعاني ولا دخل ناديا فكريا ولا استطاعت المدرسة أن تعلمه معنى التربية الفنية والموسيقية، ولا حضر مهرجانا ثقافيا فيه المتعة ولا الإبداع، ولا عاش لحظات سمر خالية نقية، ولا رافقه والداه إلى مشاهدة مقابلة في كرة القدم، ولا منعت السلطات عنه الأشرار من رواد الملاعب برصد قائمتهم في كل ولاية وقبل كل مقابلة. قاتلإيبوسيلم يعرف كل هذا، لم يعرف سوى تلك التعبئة الشوفينية ضد الآخر، ولم يجد سوى الرفقة السيئة إلى جانبه، ولم يُعلَّم في المدرسة سوى أن المعلم هو مجرد شيخ لا يستطيع أن يؤدبه أو يعاقبه أو يمنعه من أن يسلك هذا السلوك المشين أو ذاك، لم يعرف سوى أن هناك مجرمين لم يعاقبوا وأن هناك لصوصا لم يلق عليهم القبض، وأن الملاعب إنما وجدت ليس للرياضة والفرجة إنما لتكون إطارا يفرغ فيه الشباب همومهم من خلال العويل والصياح والشتم والتجريح، وليعيشوا لحظات فرح واهمة ينسوا معها هموم الحكومة والانتخابات ونهب المال العام وأزمة السكن والشغل ويمتنعوا بعدها من الخروج إلى الشارع متظاهرين برحيل الحكومة أو تغيير هذا أو ذاك.

ولعل هذا ما جعل أنصار شبيبة القبائل يبكونإيبوسي، يبكونه بحرقة وألم أكثر من غيرهم من الجزائريين والأفارقة، لأنهم شعروا أنهم هم أيضا كانوا ضحية مثلإيبوسي، قُتلوا مثله تماما ولكن بطريقة أخرى، أظهرت عمق المأساة الداخلية التي يعيشها أبناؤهم، وأبناؤنا جميعا، وطرحت بعمق مسألة كيف ينبغي أن نعيد الأمل لشبابنا ونمنع عنهم اليأس القاتل من خلال سياسات حقيقية متوازنة وغير مزيفة، تلك هي المشكلةوهي أكبر منقاتل إيبوسيالذي لا نبرئه بأية حال

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
15
  • جزائرية

    قلت الحق والله كلامك حق

  • حنصالي

    وهناك حجة بالغة الاهمية كدليل على ما اقول

    معضم المقابلات الادارية خاطئة وخاصة المؤسسات الحساسة

    لاطاولة والمقابلة يتعمد المسؤول اجلاس الطرف الاخر يضن هذا نوع من التسامى وهيبة والحقيقة استعلاء حتى الغراب يتسامى وهو يقتات على الجيفة والتسامى حالة عقلية يتجسد تواضعها في الارض
    والطرف الاخر ييضنها دونية فالتواصل حتى بالطاقة العينين سلبى لكلى الطرفين المسؤول يبعث بطاقة سلبية والطرف الاخر مستقبل وماذ تضن ان يعطيك هذا .. فبالتالى كلى الطرفين معذورين فالاول اعتلى علو وهمى والاخر تدنى

  • حنصالي

    هدا ما كنا نخشاه ..ان يتناول الانسان ادوات الهلاك التى بداخله وهاته الضاهرة هي موجودة حتى بباقى المؤسسات ليست محصورة فى كرة القدم وفقط

    المتابع ينضر لهاته الضواهر كمنضومة اتصال خاطئة فالمقابلة هي قبل كل شيئ اجتماع طرفين يتنازعان او يتنافسان او يتصارعان على مهية وهناك طاولة تجمع الطرفين واطراف القضية و_هناك شروط اللعبة هيئة تشرف على احترامها حين تكون الهيئة غائبة طبيعي شروط اللعبة سوف تختل و لاتحترم وحتى منضومة الاتصال ستكون سلبية

  • tedmoh64

    اين انت يا با با با با با الذي هيجت الجماهير و جعلتها تعيش الاحلام الزائفة انت يا صانع الفقاعات الهوائية انت ايضا في رقبتك دم ايبوسي

  • بدون اسم

    هناك طريقان لتربية المجتمع :الأخلاق و القانون...و نحن لا الأخلاق بقيت و لا القانون موجود؟ إذن نحن نعيش عصر الجاهلية يختلف فقط في الوسائل و منتجات الحضارة؟ أما الحضارة فهي ليست موجودة و لن تكون إذا ما استمر الحال هكذا؟ في مجتمع لم يعد يقوى على الصعود؟ لأن حاسة الجاذبية الأرضية هي السيدة؟

  • صالح

    4) قال الحجاج ابن يوسف الثقفي : إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها .

  • صالح

    3) عند كل انهزام أو حادثة مروعة يخرج علينا ، من الفوق ، المعمرون في مؤسسات الرياضة ، لتبرير وتنزيه الذمة أو للإدانة ، ثم الهروب ، مرة أخرى ، إلى الأمام وليس للاستقالة .
    متى يتحمل هؤلاء السادة ، مسؤولياتهم الأخلاقية قبل الرياضة ؟ .
    لماذا لا يستقيلون أو يستقالون أو يقالون ؟ .
    لا بد من غلق كل الملاعب ، وليس فقط ملعب الشبيبة ، لأن العنف ، خارج وداخل الملاعب ، أصبح ، مثل الرياضة ، أفيونا وهواية .
    لابد من إعادة النظر في كل شيء وليس فقط في مجال الرياضة .

  • صالح

    إيبوسي راح ضحية الحقد المتراكم ، على النظام القائم ، عبر العقود .
    إيبوسي قتله العنف .
    والعنف تعبير وتنفيس عن معاناة نفسية مرضية داخلية ، يحاول من يتربعون على الوضع القائم ، تسكينه بأفيون الرياضة وبتوزيع الريع ، لا لنشر وتنمية " السلم الاجتماعي " ، وإنما لشرائه ، اتقاء للزوابع ( !؟ ) .
    أغلب الجزائريين يعانون من أعراض نفس هذه الأمراض النفسية ، وليس قاتل أو قتلة إيبوسي فقط .
    أي أن العنف سوف يستمر ، وقد يشتد ، ما استمر عنف الإدارة وعنف النظام ، المبني على الفساد والإفساد ، والزور والتزوير ، في

  • SALAK

    "قاتل "إيبوسي" لم يشاهد يوما مسرحية ولا استمع يوما لأنشودة رفيعة المعاني ولا دخل ناديا فكريا ولا استطاعت المدرسة أن تعلمه معنى التربية الفنية والموسيقية، ولا حضر مهرجانا ثقافيا فيه المتعة ولا الإبداع"
    صدقت، و ما قلته ينطبق علي جميع مشاغبي الملاعب حيثما وجدوا.

  • أحمد

    لا حول ولا قوة الا بالله هذه الجريمة الشنعاء هزت الجزائر ككل والذي
    قتل ابوسي قتل الناس جميعا وشوه صورة الشعب الجزائري
    القصاص لمن ارتكبى هذه الجريمة من لا يرحم لا يرحم

  • بدون اسم

    rahmat allah alih

  • عامر

    من قتل اللاعب هم من يجمع الملايير على ظهره ولم يقدروا على وضع كاميرات لاكتشاف هذا الوندالي الذي قتل رجلا دون رحمة بطريقة بشعةوسياسة اللاعقاب

  • بدون اسم

    votre article est trés touchant......merci monsieu. vous avez tout à fait raison..

  • algerien

    عندك الحق سيدي. والله الدي قتل ابوسي كانما قتل كل محبي ومناصري شبيبة القبائل والقبائل والجزائر بصفة عامة.

  • بدون اسم

    Bravo Dr.