الرأي

“مهازل” سياسية!!

رشيد ولد بوسيافة
  • 3608
  • 10

في الجزائر فقط يمكن أن تجد سياسيا يتزعم حزبه منذ عهود ما قبل اكتشاف الأنترنت، وعندما يواجهه الصحفيون بهذه الحقيقة يتّهمهم بالتدخل في شؤون حزبه الخاصة، ولا يتردد في وصفهم بـ”التواقح”، وفي الجزائر فقط يمكن أن تجد أحزابا كبرى تسيّر من طرف جهات خارجها، فتتخذ قرارات مصيرية دون أن يكون لهيئاتها القيادية دخل في ذلك!!

وفي الجزائر فقط يمكن أن تجد رؤساء أحزاب حوّلوا تشكيلاتهم إلى لجان مساندة، لا لشيء إلا لأن السلطة أغدقت عليهم بالمناصب التي حولتهم من المعارضة إلى الموالاة، بينما شق البعض الآخر عصا الطاعة في أحزابهم وتمردوا على قياداتهم، بل وزادوا على ذلك الكثير فأسسوا أحزابا ضرارا إرضاء لصاحب الفخامة، ولو على حساب المبادئ والأخلاق ومفاهيم المروءة والرجولة!!

وفي الجزائر فقط يمكن أن نرى رئيس حزب سياسي يصف نفسه بالإسلامي، يحمّل الصحافة مسؤولية تصريحاته الاندفاعية بدل أن يراجع نفسه، ويحاول تصحيح أخطائه المتكررة التي لم يكن يقع فيها سابقوه في المنصب!!. وفي الجزائر فقط يمكن أن ترى معارضا شرسا، وداعية إلى العدالة والديمقراطية يتخلى عن كل هذه القيم ويقدم قرابين الولاء للمجرم بشار الأسد!!

وفي الجزائر فقط نرى شخصيات وأحزابا سياسية تمارس المعارضة الراديكالية، وتتهم النظام بكل الأوصاف المشينة لكنها تتحول إلى حملان وديعة مع أول إشارة من النظام، وتدخل الصف مع أول عرض للاستوزار أوالمسؤولية.

وفي الجزائر فقط يمكن أن ترى السياسيين المتلونين الذين يقضون فصل الشتاء في حزب إسلامي أو يساري، ويتحولون صيفا إلى حزب ليبرالي… وفي الجزائر فقط يمكن أن تشتري رؤوس القوائم الانتخابية بالأموال، وتضمن وصولك إلى البرلمان إن كنت من ذوي “الشكارة”، ولا يهم إن نسيت اسم حزبك أو أخطأت حتى في ذكر كلمة البرلمان!!!

 

هي مهازل يصنعها السياسيون يوميا في الجزائر، لدرجة استقال فيها المواطن تماما من السياسة، ولم يعد يهمه إذا استمرت لويزة حنون، على رأس حزبها حتى سنة 2030، أو قررت أحزاب المساندة دعم ترشح بوتفليقة أو بن فليس أو غيرهما، طالما أن السلطة ستقرر من يكون رئيسا للبلاد نيابة عن الشعب، كما لا يهمه أن يجتمع ثلاثون حزبا في تكتل سياسي واحد طالما أن هؤلاء لن يستطيعوا تغيير شيء في مخططات السلطة.

مقالات ذات صلة