مهزلة في الأحياء السكنية الجديدة ببومرداس

عبّر عدد من السكان المرحلين إلى ساكنات جديدة في إطار القضاء على الشاليهات ببومرداس، وذلك في كل من 800 وحدة سكانية ببرج منايل، و600 وحدة سكانية بالكرمة وكذا 400 مسكن بالساحل عن استيائهم الكبير من عدم اكتمال التهيئة الخارجية في الأحياء السكنية التي تم ترحيلهم إليها، إذ لا تزال الأسطح الخارجية لسكناتهم ممتلئة بالطين، وقطرات المطر التي تساقطت مؤخرا كشفت المستور وحوّلت الأحياء إلى أوحال يصعب الدخول إليها وتوغل السكان إلى منازلهم.
هذه التهيئة التي تقع على عاتق مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية بومرداس التي كانت منهمكة في تصوير وانجاز فيديو بالملايين، يشهر لما قامت به ذات المصالح من خدمات تفاخرا بانجازاتها أماطت اللثام عن العيوب التي تورطت فيها مصالح الديوان التي عمدت إلى تشييد بناءات دون شرفات ومن غير مساحات خضراء أو تهيئة خارجية كما هو الحال بالنسبة للأحياء السكنية المذكورة، أي كما تم الاصطلاح عليه “كور وأعطي لعور”، إذ يتم إلهاء المستفيدين بخيمة عملاقة تنصب في كل عملية ترحيل، ولا يمكث بها الوالي سوى بضعة دقائق لتوزيع بعض المفاتيح الرمزية، فيما تصرف الملايير في ذلك وفي تأجير آليات ووسائل لفرق تلفزيونية من أجل انجاز ومضات إشهارية وهمية وغير واقعية مع اختيار نماذج لمواطنين مستفيدين خلال سبر آراء ليس إلا … لمدح ديوان الترقية والتسيير العقاري والعمليات التي يقوم بها دون إعارة أدنى اهتمام بعد ذلك للمرحلين أو الذين لم يرحلوا ولم يستفيدوا من ساكنات، فيما تهدر أموالهم هكذا في الباطل.
بعض المستفيدين من عمليات الترحيل في برج منايل وفي بومرداس ممن تحدثوا للشروق اليومي أكدوا أن الأمر يندى له الجبين، فسكناتهم التي التحقوا بها وكانت في وقت قريب حلما بالنسبة لهم أصبحت كابوسا يؤرق الكثير من العائلات بالنظر إلى حجم الغش في تشييد هذه السكنات.

وبالتالي طالب البعض منهم بضرورة إيفاد لجان تقنية من شأنها مراقبة هذه البناءات والنقائص التي تعرفها من انعدام التهيئة الخارجية وعدم احترام مقاييس البناء، فضلا عن نقائص أخرى تندرج ضمن الغش الممنهج في بناء السكنات ذات الطابع الاجتماعي الموجه لمنكوبي زلزال 2003 ونزلاء السكنات الهشة في بومرداس.