الجزائر
نفى صفة الشهداء عن عسكريين سقطوا في ميدان الشرف

مهندس في علوم البحار يشيد بالإرهاب عبر فايسبوك في سكيكدة

الشروق أونلاين
  • 3588
  • 9
أرشيف

تابعت محكمة الجنايات بسكيكدة، مهندس دولة في علوم البحار، يبلغ من العمر 31 سنة، ينحدر من بلدية فلفلة بذات الولاية، يشتغل في محل لبيع لوازم الهواتف النقالة، زاول دراسته الجامعية بالمدرسة العليا لعلوم البحار بدالي إبراهيم بالجزائر العاصمة، وتحصل على شهادة مهندس دولة في الاختصاص، بجناية الإشادة بالأعمال الإرهابية، وجنحة إهانة هيئة نظامية.

حيث كانت حياته عادية، وكان حواره مع أصدقاء الحي يدور حول الرياضة ومتابعة الأفلام، ولكن خلال شهر نوفمبر لسنة 2019، خاض في موضوع خطير لأول مرة، أدخل على إثره المؤسسة العقابية.

ويتلخص ملف هذه القضية كونه بتاريخ السابع من نوفمبر الماضي، وعلى إثر سقوط ثلاثة عسكريين في الجيش، خلال اشتباك مع مجموعة إرهابية، في منطقة جبل الرياشة ببلدية الداموس بولاية تيبازة، والقضاء على إرهابيين ومصادرة أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهما، تناقش خلالها المتهم مع أصدقائه بالحي، ووقع بينهم سوء تفاهم، حيث اعتبرهم رفاقه شهداء، بينما قال هو بأنه لا تصح تسميتهم بالشهداء، وجراء الخلاف الذي قام بينه وبين أصدقائه انتابته حالة غضب شديدة، وبمجرد دخوله إلى بيته العائلي، قام بنشر عدة منشورات عبر جدار حسابه الفايسبوكي، وراح يقذف الشهداء ويخوض في التاريخ، ويبرئ الإرهابيين، وخلال المحاكمة حاول الدفاع عن نفسه، بالقول إنه كان في حالة غضب، وأنه بعد حوالي ربع ساعة من نشره لهذه الاخطاء، تراجع عن رأيه وقام بحذفها، وأدى صلاة العشاء بمنزله، لكن اكتشف أن منشوراته تم تداولها عبر عدة صفحات فايسبوكية، أين تم التقاط صور للمنشورات وإعادة نشرها، كونه قام بحذفها جميعا.

كما أنه حاول نشر اعتذار، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، لكون حسابه تعرض للتبليغات من طرف رواد الفايسبوك، وبعد يومين تمكن من الولوج إليه أين قام بتغيير اسمه، مضيفا أنه ليست له أي انتماءات حزبية أو سياسية، ولم يسبق له الانخراط في أي جمعية، وأنه أدى واجب الخدمة الوطنية.

وخلال جلسة المحاكة، صرح المتهم أن المنشورات التي قام بنشرها على حسابه الفايسبوكي لم ينو من خلالها الإساءة إلى أفراد الجيش الوطني الشعبي، ولا الإشادة بالأعمال الإرهابية، بل نشرها في حالة الغضب الذي كان عليه، بعد المناقشة التي دارت بينه وبين أصدقائه بالحي، حول تسمية الشهيد، مؤكدا أن هذه المرة الأولى التي ينشر فيها موضوعا من هذا النوع للمناقشة عبر الفايسبوك، بل كانت اهتماماته لا تخرج عن كرة القدم أو متابعة الأفلام.

من جهتها النيابة العامة أكدت أن التهمة المتابع من أجلها المتهم تقع ضمن الجرائم الموصوفة بأفعال إرهابية أو تخريبية، وتبين من نتائج التحقيق القضائي توافر مجموعة من الأعباء والقرائن، من شأنها أن ترجح ارتكاب المتهم للأفعال المنسوبة إليه، من خلال نتائج المعاينات التقنية التي قام بها عناصر مكافحة الجرائم الالكترونية بأمن ولاية سكيكدة، التي أثبتت أن المتهم نشر للعامة عبر جدار صفحته الفايسبوكية المنشورات السالفة الذكر، وأن استعمال المتهم كلمة الوثن بدلا من كلمة الوطن تعد بمثابة أدلة قانونية، ترجح ارتكاب المتهم للأفعال الجرمية المنسوبة إليه، لتلتمس النيابة العامة عقوبة السجن النافذ لمدة 7 سنوات في حق المتهم.

من جهته، دفاعه طالب ببراءة موكله، كونه لم يكن يقصد إهانة هيئة نظامية أو الإشادة بالأفعال الإرهابية، وبعد فترة المداولة خفضت، الإثنين، محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء سكيكدة، الحكم إلى 18 شهرا، بعد متابعته بجناية الإشادة بالأعمال الإرهابية، وجنحة إهانة هيئة نظامية.

مقالات ذات صلة