-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" تتجول في أكبر وأعرق سوق مواش في الشرق

سوق الخروب يبشر بعيد أضحى أقل “حدّة” من المواسم السابقة

ل. ع
  • 10318
  • 0
سوق الخروب يبشر بعيد أضحى أقل “حدّة” من المواسم السابقة
أرشيف

موعد الجمعة في سوق الخروب، بولاية قسنطينة، هو موعد حاسم بالنسبة لتجار الماشية والموالين، فقد عُرف منذ القدم، بأن سوق الخروب هو البارومتر الحقيقي، الذي يقيس النوعية والكمية والأسعار والحالة الصحية للماشية، خاصة قبل عيد الأضحى المبارك، الذي تفصلنا عنه بضعة أيام وشهر.
“الشروق”، دخلت سوق الخروب الجمعة، وتجولت ما بين قطيع الخرفان القادمة من أقصى الحدود الشرقية مع تونس، إلى قلب الصحراء من أولاد جلال ومن الجلفة، فضلا عن خرفان منطقة الشاوية. والتي بدت بحسب تأكيدات أصحابها، في حالة متخمة باللحوم، بفعل وفرة الكلأ، في موسم فريد من نوعه، من حيث عطاء الأرض التي تحوّلت جميعها إلى مراع خصبة للخرفان والأبقار.
وقد رفض العديد من الموالين بالخصوص، الخوض في الموضوع بعد أن تقدمت منه الشروق اليومي، ليس كما قال أحدهم خوفا من كشف الأسعار وجرّ أقواله إلى مختلف التحليلات المتناقضة، وإنما لأنه لا يعلم للسوق رأسا من قدم، على حدّ تعبيره، فسلعته تتعرض لما يشبه الأرجوحة بين صعود ونزول، بل إن السعر يتغير في نفس السوق، وفي نفس اليوم بفارق قد يصل إلى 5000 دج للرأس الواحدة، وهو أمر لم يحدث من قبل.
يقول نورين ربيع، القادم من ولاية أم البواقي، بأن حال السوق هذا الموسم، شبيه بحال سوق السيارات، فمن جهة، المواطنون يظهرون في راحة مالية واجتماعية مقبولة جدا، وبإمكانهم شراء خروف الـ80000 دج بأريحية، كما أن الربيع منح للموالين أغذية الماشية المتوفرة في كل مكان حتى في الجنوب، مع دخول البلاد مباشرة بعد عيد الأضحى في أيام الصيف التي تتميز بالطلب الكبير على لحوم الغنم، للأعراس والاحتفالات والشواء وغيرها، لكن هناك في المقابل وفرة مقارنة مع السنوات الماضية، قد تجعل العرض أكبر من الطلب، وحتى حكاية الكباش الرومانية، لها تأثير، رغم أن السلطات أكدت بأنها ليست لموسم عيد الأضحى المبارك.
أما السيد يوسف قلعي، وهو موال ومربي مواش بمنطقة بن باديس أو “الهرية” بولاية قسنطينة، فقال لـ”الشروق اليومي”، بأن سوق الأغنام وبالضبط الخاصة بالأضاحي، يعرف حاليا ركودا في البيع وتراجعا في الأسعار قدّرها ما بين 5000 دينار و10 آلاف دينار، موضحا بأن السبب في الركود هو عزوف تجار السمسرة المناسباتية عن شراء رؤوس الأغنام، الموجهة كأضحية كما كانوا يفعلون في سنوات سابقة، ومنهم حتى من يقتني الكباش منذ عيد الفطر المبارك، أما هذا العام، فهم خائفون من انهيار محتمل في الأسعار خلال الفترة القادمة، بما من شأنه إحداث فارق كبير في الأسعار.
تجوُلنا في السوق إلى غاية الزوال، أكد لنا بأن غالبية زواره من الفضوليين، الذين يسألون عن السعر، ويتوقفون للتعليق عليه، وهو ما جعل الموال ربيع نورين يقارنه بسوق السيارات التي لا أحد يعرف مفاجآته القادمة، لأجل ذلك توقف البيع وصار السوق في ركود كامل، ثم يسترسل للقول: “ربما سوق السيارات أحسن، لأن فيه من يتبادلون السيارات، بما يعرف “بالتبراز”، أما سوق الماشية فلا معادلة فيه سوى البيع والشراء”.
أما أحسن بوكرزازة، وهو قصاب من ولاية قسنطينة، فيقول بأن عدم إقبال الجزائريين على شراء الماشية ولحم الخروف، لسائر الأيام، وليس رمضان وخاصة بعد عبد الفطر المبارك، بنفس الحدّة، فيعود إلى تواجد اللحوم المستوردة خاصة لحوم البقر القادم من البرازيل، مازالت تلقى الرواج من مواطنين فضلوها لأسعارها المتدنية، خاصة أنها نزلت في اليومين الأخيرين إلى حدود 1000 دج فقط للكيلوغرام الواحد.
ونحن نغادر السوق من دون الحصول على بوصلة الأسعار، التي قيل لنا بأن خروف الخمسة ملايين في السنة الماضية بيع بأربعة ملايين، وخروف العشرة، بيع دون التسعة، أخبرنا مجموعة من رواد السوق بأن شهر ماي هو الذي سيزيح الستار عن حقيقة السوق مع عيد الأضحى المبارك، الذي سيبقى يفصلنا عنه شهر واحد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!