مواطنون يعرّضون حياتهم للخطر مقابل بيع الرصاص بـ100 دج للكلغ بباتنة

لاتزال قضية أعمال الحفر التي يقوم بها العشرات من المواطنين بمنطقة العزاب بباتنة، مستمرة رغم تحذير السلطات من عمليات التنقيب الليلي، حيث تم توقيف ستة أشخاص من قبل مصالح الدرك الوطني، قبل أيام، بداعي التنقيب غير الشرعي، خاصة أن تلك المنطقة كانت قبل سنوات وعقود مكانا لطمر النفايات الخطيرة، على غرار زيوت الأسكاريل المسببة لداء السرطان، في حال تعرضها لدرجات حرارة عالية التي تميز باتنة في الأشهر الأخيرة، حيث خصص الموقع لدفن المحولات الكهربائية والبطاريات في جوفه، دون التقيد بالشروط التقنية مثل وضعها في خنادق خرسانية مع ضرورة وضع علامات تحذير وتنبيه وحتى حراسة.
وكانت عمليات التنقيب والحفر أسفرت عن وفاة شخص، يبلغ من العمر 33 سنة، وإصابة آخر 36 سنة، عقب انهيار تربة من المركز المخصص للردم التقني بالعزاب ببوزوران، ما دفع السلطات لرفع درجة التحذير للحد الأقصى، غير أن ذلك لم يُجدِ نفعا إذ لا يزال الكثيرون يواصلون عمليات البحث الليلي خاصة، طمعا في الحصول على كميات من مادة الرصاص المعروف محليا بـ”البولدون” من أجل بيعه مقابل 100 دج للكيلوغرام الواحد.
وكان عدد من هؤلاء تعرضوا لإصابات عديدة في الأرجل جراء ظهور دمول كثيرة نتيجة تعرضهم لمواد كيمائية سببت لهم جروحا يعتقد أنها مقلقة لكنهم لم يصرحوا بها أو لم يبادروا للشفاء منها، ما يستدعي حسب متابعين ضرورة تدخل السلطات حرصا على سلامتهم الشخصية من مخلفات التعرض لحساسية جلدية خطيرة قد تتطور لتعفنات وغرغرينا تبعا لتعرضهم لتفاعلات المواد الكيمائية التي تحتويها المحولات أو البطاريات التي تم دفنها بمنطقة العزاب من قبل أصحاب مصانع ومؤسسات منتجة لها بالمنطقة الصناعية كشيدة أو غيرها.
يذكر أن منطقة العزاب تعد مقبرة لأكثر من مائة محول كهربائي يحوي زيوت الأسكاريل الخطيرة، والتي دفنت منتصف التسعينيات من قبل السلطات المختصة بطلب من المصالح التقنية والطبية المتخصصة تطبيقا لبروتوكول الوقاية وحماية الصحة العمومية، كما تم طبقا لتلك الإجراءات ردم بئر بالمنطقة خشية تغلغل تلك الزيوت شديدة النفاذ لمياهه الجوفية، علما أن عددا من العمال الذين اشتغلوا بمؤسسات تنتج الزيوت والعتاد المرتبط بها ظهرت عليهم أعراض خطيرة في الرئتين لعدم تقيدهم بشروط ووسائل الوقاية.