-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لتسهيل التواصل والسعي وراء تقديم المصداقية

موالون “رقميون” يزاحمون أسواق الماشية بحثا عن الزبائن

راضية مرباح
  • 3403
  • 0
موالون “رقميون” يزاحمون أسواق الماشية بحثا عن الزبائن

لم تعد التكنولوجيا تقتصر على فئة معينة من المجتمع، بل امتد طيفها لتشمل كافة المجالات، كحتمية عصرية تفرض مواكبتها تماشيا والركب الحضاري، الذي يجبر حتى الفلاح البسيط أو الموال الانتقال من الطريقة التقليدية في العمل والتسويق، إلى أخرى أكثر حداثة، توفر له الوقت والجهد وضمان خدمة أجود. وحتى الوفرة باختزال العديد من الأوبئة والأمراض، التي عادة ما تدخل أصحاب المهنة في دوامة الندامة والحسرة وحتى الصراعات النفسية والاجتماعية!

الموال الذي يتحول مع اقتراب عيد الأضحى من بين أهم “المشاهير” الأكثر ترددا على الألسن والتوافد باتجاه مزارعه، أصبح في السنوات الأخيرة هو الآخر مطالب بالاندماج في عالم الرقمنة من خلال عرض كباشه عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تعج بعناوين مختلفة لموالين، بعضهم يروج للبيع بالتقسيط وآخر يطلق فيديوهات مباشرة من المزرعة المتواجد فيها لعرض كباشه عن بعد للزبائن الذين يفضل اغلبهم في الوقت الراهن الأسواق “الافتراضية” على تلك الشعبية التي تقل فيها المصداقية ويكثر فيها الوسطاء والفوضى باختصار الجهد عن طريق النقر على الزر للاستفسار عن السعر أو الموقع…

المصداقية أساس تواجدنا بـ”الفايسبوك”

أول وقفة لـ”الشروق”، خلال بحث قصير عبر موقع الفايسبوك، شد انتباهنا صفحة لأحد الموالين الذي اختار عنوان صفحته، مزرعة الحاج الموال بلاطو، موقعها متواجد بعين البنيان غرب العاصمة، تجلب الانتباه نظرا للفيديوهات المباشرة الكثيرة التي يطلقها يوميا صاحبها حيث يظهر من خلالها عبر كلام صوتي كل جديد يدخل مزرعته وعن موعد دخول السلعة الجديدة كما يعطي لكل خروف سعره عبر “اللايف” بإظهار حجمه وصوره وأسنانه ضمانا للمصداقية، اتصلنا بصاحب الصفة للتقرب أكثر والاستفسار عن الطريقة المستحدثة التي ادخلها بعض الموالين في عرض سلعهم من المواشي، فأكد صاحب المزرعة الشاب الذي كان يبدو من خلال كلامه انه خلوق وصاحب مستوى علمي لا باس به، أن لجوءه لطريقة العرض عبر صفحة خاصة به عبر الفايسبوك، جاءت كحتمية لمواكبة التطور، مشيرا أن “المصداقية” هي أهم شيء للنجاح والاستمرارية، معتبرا الفايسبوك ما هو إلا نقطة تواصل وسلاح ذو حدين حيث بإمكانه إعطاء الإضافة كما بإمكانه أن يحط من مهام الموال بسبب التعليقات الساخرة التي تكون سهلة من طرف مرضى النفوس من وراء شاشة الكمبيوتر أو الاتصالات الهاتفية التي ليس لها معنى وغير جادة والتي تكون بعضها للاستهزاء، السب والشتم.

واعتبر المتحدث أن اللجوء إلى منصات التواصل من طرف الموالين، أصبح أمر عادي، فتواجده عبر صحته التي فتحها منذ 3 سنوات، يؤكد أن السنة الأولى كانت الأوفر حظا للتواصل والتعريف بمهنته وكسب مزيد من الزبائن حيث روج خلال طول الفترة لمزرعته التي كسب من خلالها زبائن جدد، معتبرا نشاطه متساوي بالسوق العادي مع السوق الافتراضي.

الإنترنت تمنح زبونا مخلصا

يضيف صاحب الصفحة أن الإنترنيت تمنح للموال زبون إضافي ومخلص قد يستمر في التعامل مع الموال سنين طويلة في حالة لمسه للمصداقية وصفاء خلال التعامل المباشر لا سيما إن كانت السلع نظيفة وصاحب المهنة يتقي الله ولا يخدع زبونه، وأردف المتحدث بالقول، أن هدف كل موال متواجد عبر صفحات التواصل كسب اكبر عدد من الزبائن مستقبلا، فإذا تمكن العام الماضي من بيع 15 كبشا، يطمح ان يضاعف العدد العام الذي قبله وهكذا..

“طلقت الأسواق بدخولي مواقع التواصل”

نقرة أخرى، حطت بنا عند هشام موال ببرج الكيفان شرق العاصمة واصل مهنته من الجلفة كما قال وهو كذلك شاب مهذب وطموح حسب كلامه حيث يعتبر من أهم الموالين بالمنطقة كون انه مربي قبل أن يكون موال، مشيرا ان هدفه من إنشاء صفحة عبر الفايسبوك هو التواصل مع الزبائن بصفة مباشرة حيث يعرض سلعته على أساس أنها من اليد الأولى بعيدا عن الوسطاء الذين عادة ما يقومون برفع السعر الذي يعرضه هو بزيادة تفوق أحيانا 10 آلاف دينار، مؤكدا أن الزبائن الذين أكتسبهم عبر صفحته الالكترونية، وضعوا فيه الثقة الكاملة خلال تعاملهم معه منذ سنوات التي ولج فيها هذا العالم والتي عددها بـ4 سنوات كانت كافية لمضاعفة عدد الزبائن الذين يلجئون إليه كلما حل موعد اقتراب عيد الأضحى، مذكرا أن الفايسبوك سهل له التواصل وضاعف له عدد الزبائن كما طلق الأسواق الخارجية بعدما استطاع جلب زبائن من الشرق والغرب الجزائري الذين يأتوه جماعة وفرادى بعدما اعتادوا على سلعه التي تتسم بالجودة ولا تحمل أي مرض من الأمراض التي عادة ما يكتشفها صاحب الأضحية بعد النحر.

اكتسبت “الشهرة” من مواقع التواصل الاجتماعي

رقم هاتف لموال آخر من ولاية تيبازة وضع عبر صفحته عبر الفايسبوك، يؤكد انه لجا إلى طريقة البيع عن طريق الانترنيت لمواكبة التطور الذي طرا على كامل مجالات الحياة، مشيرا انه ورث المهنة ابا عن جد حيث يقوم بعرض كباشه عبر صور عن إسطبله المتواجد بمقر سكناه بمنطقة الناظور أو التنقل إلى قرب محطة البنزين على قارعة الطريق حتى لا يتوه الزبون في حالة الاتصال به هاتفيا، مضيفا أن الانترنيت ساعدته كثيرا في استقطاب الزبائن والتعريف بنشاطه ومنطقة تواجده كما محت له الشهرة من داخل وخارج الولاية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!