موجة غضب عارمة بسبب أزمة مياه الشرب في بني يلمان بالمسيلة

دفعت أزمة مياه الشرب التي تؤرق سكان مدينة بني يلمان شمال غرب ولاية المسيلة السكان إلى الاحتجاج والانتفاض، بعدما فشلت كل الحلول الترقيعية في إنهاء هذه المعضلة التي أضحت بمرور الوقت كابوس حقيقي لسكان المنطقة.

المحتجون قاموا نهار الأحد، بشل الطريق الوطني رقم 60 أ بواسطة العجلات المطاطية التي أضرموا فيها النيران، وكذا الحجارة والمتاريس، كما تجمهر العشرات منهم أمام مبنى البلدية من أجل إيصال صرختهم التي يعلم بفصولها الكل من السلطات المحلية إلى الولائية، إلى مسؤولي وزارة الموارد المائية، إلا أن لاشيء تحقق ولا جهة تحركت ولا بوادر ملموسة من أجل تطويق هذه الأزمة .

المحتجون أكدوا بأن مياه الشرب منذ مدة تغيب عن حنفياتهم، وهو ما أجبرهم على الرضوخ لأصحاب الصهاريج بمبالغ مالية تناهز 1500 دينار للصهريج الواحد على الرغم من مخاطره على صحتهم بحكم عدم معرفة مصدر تلك المياه، مع دنو شهر رمضان وفصل الصيف الذي تزداد فيه معدلات الاستهلاك اليومي، وأضاف هؤلاء، بأن توصيات وزارة الموارد المائية قبل نحو سنتين لم تجد طريقا إلى التجسيد الميداني، بعدما تم رصد غلاف مالي قدره 10 ملايير سنتيم، وذلك من أجل ربط مركز البلدية انطلاقا من بئرين من منطقة الشرشارة وكذا إنجاز خزان من الحجم الكبير بمنطقة العقبة.

وتساءل المحتجون عن مصير 7 تنقيبات جديدة استفادت منها البلدية، إلا أنها كانت غير مجدية على حد تأكيداتهم، والتمس المحتجون من والي الولاية مقداد حاج التدخل شخصيا لإيجاد حل لهذه الأزمة، والسعي لربط المنطقة انطلاقا من سد كدية أسردون من ولاية البويرة.

وعلمت “الشروق” في السياق ذاته، بأن السلطات المحلية للبلدية ودائرة سيدي عيسى سارعتا إلى محاولة احتواء غضب المحتجين، خاصة بعدما قام عشرات التجار بغلق محلاتهم التجارية والمطاعم والمقاهي تعبيرا عن تضررهم من نفس المشكلة، وتم عقد لقاء مع بعض الأعيان بالتنسيق مع ممثلين عن وحدة الجزائرية للمياه، والسعي لبذل كل الطرق والإمكانيات من أجل إيجاد مخرج في أقرب وقت.