-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

موسيقى لفنانة صحراوية تهز المشهد الثقافي في المغرب لهذا السبب

جواهر الشروق
  • 7311
  • 0
موسيقى لفنانة صحراوية تهز المشهد الثقافي في المغرب لهذا السبب
أرشيف
الفنانة الصحراوية الراحلة مريم منت الحسان

قرر المركز السينمائي المغربي، الخميس، تعليق عرض الفيلم السينمائي “زنقة كونتاكت” بسبب تضمنه موسيقى للفنانة الصحراوية الراحلة مريم منت الحسان، المدافعة عن استقلال الصحراء الغربية وتقرير المصير.

وقال المركز الذي يرخص لتصوير وعرض الأفلام في بيان إنه “قرر تعليق العرض التجاري والثقافي للفيلم وطنيا ودوليا”، بالإضافة إلى “تعليق البطاقة المهنية لمخرجه إسماعيل العراقي”.

ووجه المركز أيضا “إنذارا لشركة الإنتاج من أجل تعديل نسخة الفيلم خلال 48 ساعة (..) تحت طائلة سحب رخصة مزاولة المهنة” منها.

يأتي هذا القرار بعدما شاهد 8 آلاف متفرج الفيلم في 16 صالة عرض بست مدن مغربية بين سبتمبر 2021 وأوت الماضي.

لكن لجنة متخصصة في المركز أعادت معاينته، “بعد نقاش أثير حوله في الصحافة الإلكترونية” المحلية، ليتبين لها أن الموسيقى الواردة فيه “تعود فعلا للمغنية مريم منت حسان، وليس للمغني (المغربي) فاضول كما هو وارد بالسيناريو المحال على المركز”، قبل الترخيص بتصويره وتخصيص دعم مالي لإنتاجه بنحو 380 ألف يورو.

واعتبر المركز ذلك “خيانة للنص والحوار والصوت المحدد سلفا (..) لأسباب مشبوهة”.

وردا على هذا القرار قال منتج الفيلم في بيان الخميس “يؤسفنا أن نرى سوء فهم يأخذ مثل هذه الأبعاد”، مؤكدا أن الأمر يتعلق “باختيار جمالي وموسيقي بحت”.

وأضاف أن المخرج “اختار ببساطة أن يضع صوت مغنية في الفيلم وليس ما تمثله سياسيا”.

الصحراء الغربية: أمنيستي تنشر نتائج تحقيق حول العنف ضد الناشطات

وشهر ماي 2022، دعت منظمة دولية السلطات المغربية إلى التحقيق في اتهامات لقواتها الأمنية بالاعتداء على ناشطات في الصحراء الغربية، في “انتهاكات” يرى صحراويون أنها متكررة.

وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن المغربية متهمة بـ”الاعتداء” على خمس ناشطات داعمات لجبهة بوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية.

وجاء في تقرير المنظمة: حققت المنظمة في ملابسات الهجمات التي وقعت خلال خمسة حوادث منفصلة يومَيْ 15 و16 أفريل في مدينة بوجدور بالصحراء الغربية.

واستُهدفت كل من زينب بابي، وأمباركة الحافظي، وفاطمة الحافظي، وأم المؤمنين الخراشي، ونصرتهم (حاجتنا) بابي بعد مشاركتهن في الاحتجاجات السلمية الداعمة لحق تقرير المصير في الصحراء الغربية، وبعد أن عبّرن عن دعمهن العلني لسلطانة خية، الناشطة الصحراوية البارزة. وقام ضباط شرطة مغاربة ورجال أمن في ثياب مدنية بضرب النساء بالهراوات ولكمهن وركلهن. وفقدت امرأة وعيها، واحتاجت إلى جراحة تقويمية في يدها. بينما ذكرت سيدتان أنهما تعرضتا للاعتداء الجنسي.

وقالت آمنة القلالي، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: “بعد خمسة أسابيع من هذه الهجمات المروعة، لم تحرّك السلطات المغربية ساكناً للتحقيق. لقد مارست النساء حقهن في حرية التعبير والتجمع بشكل سلمي، ومع ذلك فقد تعرضن للاعتداء العنيف، بدليل الجروح والكدمات التي لحقت ببعضهن، بينما تعرضت إحداهنّ على الأقلّ لكسور في العظام”.

“حتى الآن، ينعم الجناة بالإفلات التام من العقاب. وبدلاً من السعي لتحقيق العدالة لهؤلاء النساء، قامت السلطات المغربية بوضع عناصر أمنية خارج منازلهن، مما جعلهن خائفات من الخروج. إننا نحث السلطات المغربية على إنهاء المضايقة والعنف الممارس بحق الناشطات الصحراويات، وعلى بدء تحقيقات فورية ونزيهة في جميع مزاعم التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة من قبل الشرطة المغربية وعناصر الأمن”.

التضامن السلمي

تخضع الناشطة سلطانة خية وعائلتها للإقامة الجبرية منذ نونبر/تشرين الثاني 2020، ومنذ ذلك الوقت قامت السلطات المغربية بانتهاكات جسيمة متعددة لحقوق الإنسان في حقهم، بما في ذلك اغتصاب خية.

وأثناء تواجد الناشطات الخمس في شوارع بوجدور، متجهات على الأغلب نحو منزل سلطانة خية للانضمام إلى احتجاجات سلمية على سطح منزلها، تعرضن لهجوم منفصل من قبل مجموعات من رجال الأمن المغربي.

ووقع أحد أخطر الحوادث في 16 أفريل، عندما ألقت الشرطة المغربية القبض على زينب بابي، من دون إطلاعها على السبب، بينما كانت في سيارة أجرة في طريقها إلى سوبرماركت. وقام ضابطا شرطة بضرب زينب وركلها في السيارة في طريقها إلى مركز الشرطة حيث استجوبها أربعة ضباط بشأن نشاطها، ووجهوا لها الإهانات وتعرضوا لها بالضرب واللكم بشكل متقطع.

أُطلق سراح زينب أخيرًا بعد ثلاث ساعات، لكن محنتها لم تنتهِ. عندما كانت في طريقها إلى منزلها من مركز الشرطة، اعتدى عليها المزيد من ضباط الشرطة ورجال الأمن. في الهجوم الأول، الذي وقع بالقرب من مركز الشرطة، قامت مجموعة من ضباط الشرطة ورجال الأمن بضربها بالعصي. وكانت زينب على وشك الوصول إلى منزلها عندما أحاطت بها مجموعة من رجال الأمن وركلوها ولكموها وضربوها بهراواتهم حتى فقدت الوعي.

نقلتها أسرتها إلى المستشفى حيث عولجت من إصاباتها. واضطرت أن تخضع لعملية جراحية في يدها اليسرى، التي كُسرت في عدة أماكن.

في اليوم نفسه، أوقف خمسة عناصر في ثياب مدنية أمباركة الحافظي بينما كانت تسير مع ابنها إلى منزل سلطانة خية للانضمام إلى تجمع سلمي. وقام العناصر بضرب أمباركة، ومزق بعضهم ملابسها بينما قام آخرون بلمسها في المنطقة بين فخذَيْها.

وأبلغت النساء الخمس منظمة العفو الدولية عن تواجد عناصر أمن خارج منازلهن منذ الأحداث، وأنهن يخشين مغادرة منازلهن خوفًا من التعرض للهجوم مجددًا.

تدعو منظمة العفو الدولية السلطات المغربية إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان واحترام الحق في حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع السلمي ومنع ممارسات التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة.

خلفية

لطالما فرضت السلطات المغربية قيودًا تعسفية على حقوق الصحراويين في حرية التعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات أو الانضمام إليها، لا سيما عندما تتعلق ممارسة هذه الحقوق بوضع الصحراء الغربية. واستخدمت قوات الأمن المغربية القوة المفرطة وغير الضرورية لتفريق المظاهرات السلمية، وتعرض النشطاء الصحراويون للمضايقة والترهيب والملاحقة القضائية.

سلطانة خية هي رئيسة الرابطة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان وحماية الثروات الطبيعية، وتُعرف بمجاهرتها النشطة بالدفاع عن حق تقرير المصير للشعب الصحراوي. احتجزت السلطات المغربية سلطانة وعائلتها رهن الإقامة الجبرية التعسفية منذ نوفمبر 2020، حيث عرّضتهم مراراً للتعذيب أو غيره من ضروب سوء المعاملة، بما في ذلك الاعتداء الجنسي والاغتصاب.

تواصل السلطات المغربية تقييد دخول الصحفيين والنشطاء السلميين والمدافعين عن حقوق الإنسان إلى المغرب والصحراء الغربية، ومنع المراقبة المحايدة والمستقلة لوضع حقوق الإنسان وإعداد التقارير عنه من قبل الأمم المتحدة.

في 16 مارس 2022، تمكن أربعة ناشطين أمريكيين من دخول منزل خية للتضامن مع سلطانة وعائلتها. في البداية، بدا أن وجود المتطوعين قد خفف من شدة مراقبة قوات الأمن، لكن منذ 15 أفريل، تكثف تواجد الشرطة خارج منزل خية وكذلك في محيط منازل نشطاء آخرين.

مسؤول في البوليساريو: الصحراء الغربية هي أكبر سجن في العالم

ويوم 20 فيفري 2022، قال سفير البوليساريو لدى الأمم المتحدة، سيدي محمد عمر إن الصحراء الغربية حاليا هي أكبر سجن في العالم لكونها مغلقة ولا يسمح للمراقبين الدوليين ووسائل الإعلام بدخولها.

وأكد المسؤول في  جبهة البوليساريو في مقابلة مع موقع ” أن تي في” الألماني، أن العديد من الصحراويين اضطروا  إلى الفرار بعد تعقبهم من قبل القوات المغربية وقصفهم بالقنابل المحظورة دوليا مثل النابالم.

وأضاف قائلا بقي أقل من نصف السكان في الأراضي المحتلة، وهم اليوم يتعرضون لقمع مستمر من قبل السلطات المغربية.

وتابع المتحدث قائلا “تمكن الصحراويون من بناء مرافق حيوية كالمدارس والمستشفيات في مخيمات اللاجئين، بفضل كرم الجزائر ومساعدة المجتمع الدولي”.

وعن بعثة المينورسو قال سيدي عمر “أنه من الواضح أن بعثة الأمم المتحدة، المينورسو ، لم تتمكن من الوفاء بوعودها منذ ما يقرب من 30 عامًا، بسب السياسة المغربية، وأيضًا لسوء الحظ بسبب تقاعس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي أنشأ هذه البعثة بتفويض واضح ودقيق للغاية”.

وأضاف أن “القطيعة في 13 نوفمبر 2020، عندما انتهك المغرب وقف إطلاق النار في الجزء الجنوبي من الصحراء الغربية وهاجم مجموعة من المدنيين الصحراويين الذين كانوا يحتجون بشكل سلمي على الاحتلال المغربي والنهب الجماعي للموارد الصحراوية، على طول جدار العار سيئ السمعة الذي أقامه المغرب في الصحراء الغربية، تستمر الاشتباكات العسكرية بين الجانبين”.

 وأكد السفير الصحراوي،  أن بلاده تحتفظ بالحق في الدفاع عن نفسها.

وأردف قائلا” لقد فقدنا الثقة في الأمم المتحدة وشهدنا معايير مزدوجة في أجزاء مختلفة من العالم. لسنا على استعداد للانتظار أكثر من ذلك حتى تفعل الأمم المتحدة شيئًا ما”.

وتابع “نحن على استعداد للمشاركة في أي عملية سلمية جادة تقودها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك ، فليس لدينا خيار سوى مواصلة قتالنا”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!