-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

موقف وطني

الشروق أونلاين
  • 1215
  • 0
موقف وطني

علي فضيل

جاءت المعالجة القانونية لتداعيات أحداث “قايس” بخنشلة لتهدئ الخواطر وتضمد الجراح وتخمد نيران الفتنة التي حاول البعض إشعالها أو صبّ الزيت عليها، فهي معالجة منطقية وواقعية وعادلة باعتبار أن العدالة أوقفت المتسببين في الأحداث الدامية من الطرفين الشباب الغاضب ورجال الدرك الوطني من أعوان ومسؤولين وأحالتهم على الحبس الإحتياطي في انتظار محاكمتهم كل في الاختصاص الذي يناسبه.وفي نفس السياق، جاء بيان وزارة الدفاع الوطني الصادر أول أمس، الذي كذّب الأنباء التي راجت حول إطلاق سراح رجال الدرك الموقوفين من طرف المحكمة العسكرية ليدعم ويعزّز مبدأ إستقلالية القضاء وقدسية أحكامها وقراراتها التي تطبق على الجميع، وأظهر الموقف أن القضاء العسكري يحترم ويطبق قرارات وأحكام القضاء المدني، حتى ولو كانت على عناصره.

ويؤسس هذا الموقف الوطني لقاعدة أساسية في علاقة المدني بالعسكري التي غالبا ما كانت تميزها بعض الشوائب ونقاط الظل وكانت تتهم فيها المؤسسة العسكرية باستعمال النفوذ والسلطة لصالحها، ولذلك جاء نفي وزارة الدفاع الوطني لخبر الإفراج عن العسكريين “الدركيين” ليدعم الجهود الضخمة التي بذلتها السلطات الأمنية والسياسية والاجتماعية لإخماد نيران الفتنة، خاصة في منطقة مثل الأوراس الأشم الثرية بعشائرها وقبائلها وبالحساسية المفرطة التي تميّز خصوصياتها وعلاقتها الاجتماعية والسياسية.

لقد قدمت العدالة في المدة الأخيرة أمثلة حيّة وعملية عن توجهاتها الصارمة وعزمها في تطبيق الأحكام القانونية بحذافيرها بعيدا عن استعمال النفوذ والسلطة من أي جهة كانت وهو توجه يجب أن يُدعم ويعزّز للوصول إلى استقلالية القضاء التي طالما نادى بها المتقاضون وأهل الاختصاص والمهنة.

كما قدمت المؤسسة العسكرية والأمنية دوما ـ وخاصة في السنوات الأخيرة ـ أمثلة حية هي الأخرى عن واقعيتها وتجردها من الذات وتضحياتها عندما تقتضي المصلحة الوطنية العليا ذلك ونأت بنفسها في كثير من المواقف والحالات عن الانتصار لنفسها ولطابعها العسكري الخاص، بل إنها تحملت في كثير من الأحيان أخطاء المسؤولين المدنيين الذين يرتكبون الأخطاء والتجاوزات والانحرافات في التسيير وعندما “يثور” عليهم المواطنون يلجأون إلى المؤسسة العسكرية والأمنية لحماية النظام العام، وهم في الحقيقة يريدون من هذه المؤسسة حماية أنفسهم من غضب المواطنين. ولذلك، حان الوقت ليتحمل كل طرف مسؤوليته الكاملة أمام الله والناس أجمعين

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!